ستظل المخاوف بالنسبة لأي شخص هي همه الشاغل، مهما كانت تلك المخاوف في نظر البعض تافهة أو غريبة، وهذا ما أوضحه الشارع المصري والذي عبر عن همومه ومخاوفه، وانحصرت أسباب مخاوفه بين القلق من المستقبل المقبل، والوضع العام للبلد، والعديد من الأسباب الشخصية.

بخاف على الريس

"بخاف على الريس الله يعينه علينا"، هكذا أوضح رامي طعمة، ليسانس حقوق، 31 سنة، مشيرًا إلى أن أكثر خوف سيطر عليه منذ أن تولى الرئيس "السيسي" الرئاسة خلال 2014، أن يحدث مكروه للرئيس، مضيفًا أن المصريين سيحمونه من أي شر وأي فئة تتربص به.

خوف من المستقبل

يرتدي بذلته التي استلمها من شركة "الأمن" التي تم رفده منها للتو، ويمشي لا يعرف إلى أين يذهب، فزوجة عبد الناصر محمود، طردته من المنزل كما طرده أبوه، "أنا بخاف من المستقبل بخاف من بكرة أوي"، هكذا أعرب عبد الناصر.

وأضاف أن أكثر ما يؤرقه أيضًا هو ابنه وابنته، وقلقه الدائم عليهم للذهاب للمدرسة بسبب حوادث التفجيرات الأخيرة، حتى تحول الأمر لديه لهاجس يجعله رافضًا ذهابهم للمدرسة.

يبدو أن مخاوف "عبد الناصر" عديدة جدًا، حيث عبر عن خوفه إذا رفضت زوجته أن يرى أولاده الثلاثة، مشيرًا إلى أنه عمل الكثير من المهن ليس فقط كفرد أمن ولكن في كل مرة يتركه، وقد تم رفده اليوم لسبب لا يعرفه.

خوف من الحالة الأمنية

من يرى الجمال لا يخاف مطلقًا، خاصة إذا كان يقوم كل يوم برؤية الفل والياسمين والبنفسج، لكن رغم ذلك فإن حجاج عطية، 40 سنة، صاحب محل ورد، قال "البلد كلها خوف، من الحالة الأمنية، وأكل العيش والمشي في الشوارع وأولادي".

البساطة سر الطمأنينة

في حين كان محمود محمد 57 سنة عامل بورشة قطع غيار للسيارات، على عكسهم جميعًا رغم بساطته وتواضع معيشته، حيث أوضح أنه لا يخاف من أي شيء، "مادام الصحة والستر موجودين يبقى خلاص مفيش خوف".

الرضا بالحال

وكأغلب ردود الشعب المصري، قال محمود "عادي سايبها على ربنا"، وبسؤاله عن ابنته التي لم تتزوج أوضح "أن جهازها تم تدبيره ولله الحمد وأنه لا يخاف من شيء لكونه يرضي الله"، موضحًا أن لديه اثنان غيرها وتم تزويجهن.

أقساط المدرسة

"ولكلٍ نصيب من اسمه" كما يقول المثل الشعبي، ولكن هذا ليس حال "سعيدة محمد علي" التي قاربت على سن المعاش بعد عملها لمدة تزيد عن أربعة وثلاثون عام ببلدية حي بولاق، والتي بدأتها كخفيرة بأحد "حنفيات" المياه العمومي بحي الدقي، والآن عاملة علي الحمام العمومي بموقف بولاق أبو العلا.

"سعيدة" التي بدأتها بضحكة واسعة عندما سألناها عن مخاوفها، "بخاف من اللي جاي" فهي لا تحمل همها ولا تخاف علي نفسها، كل ما يخيفها هو أن لا تجد "شيرين" ابنتها أقساط المدرسة الخاصة لأحفادها الثلاثة، خاصة أن زوج ابنتها موظف بأحد الشركات، "ده بيشتغل ليل ونهار وياريته نافع".

خوف من الظلام

وببراءة أطفال قالت شيماء محمود، التي تبلغ من العمر 12 عامًا، وتعمل أيضًا بائعة خضار في السوق "أنا بخاف أوى من الضلمة ولما بيجي عليا وقت واقعد في البيت لوحدي، بفتح نور الشقة كله وبخاف النور يقطع"، وأضافت "أنا بخاف أوى من الكلاب عشان من شهرين كنت ماشية الصبح بدري رايحه المدرسة وكلب جري ورايا وعضني في رجلي".

وقال حسنين محمد، الذي يبلغ من العمر 57 عامًا، ميكانيكي سيارات: "أنا بخاف من الإرهاب والشوارع المولعة ووقف الحال، ببقي فاتح الورشة وتحصل المظاهرات مش بنعرف نشتغل، وفي آخر اليوم لازم طبعًا ادفع يومية الصنايعية وإيجار الورشة وأنا أصلًا مدخليش جنيه"، فبخاف أروح البيت بعد الشغل وأنا مش معايا رزق اليوم".

خوف من المرض

وقالت فتحية إمام التي تبلغ من العمر 42 عامًا، وتعمل بائعة خضار ولديها عشرة أبناء، "بخاف من المرض عشان أنا عندي السكر بيعلى فجأة وبروح في غيبوبة كتير وبخاف أوى على عيالي وشايله همهم، المتجوزين منهم واللي لسه قاعدين معايا"، وبعينين ضاحكتين تعلق على العشرة أبناء وتقول "العيال دول جم في الرخص"، مضيفة "بخاف من البلدية عشان بيجروا ورانا وياخدوا مننا لقمة عيشنا".

قطاع الطرق

حمدي رجب، يبلغ من العمر 26 عامًا، بائع جزر وله ولدين، يقول: "أنا بخاف من البلدية والبلطجية والحرامية وقطاع الطريق، عشان من فترة وأنا مروح بليل طلعوا عليا حرامية قلبوني وخدوا كل الفلوس اللي معايا، وفكوا الحصان من العربية وخدوه".