"مطرب الثورة وسفير السادات".. أسرار علاقة "العندليب" بملوك ورؤساء العرب
الخميس 30/مارس/2017 - 10:29 ص
رحاب جمعة
طباعة
مضى 40 عام على رحيله وما زال صوته الدافئ، يحرك قلوب ومشاعر الكثيرين، رحل وترك خلفه ثروة تتناقلها الأجيال متأثرةً بها، وسيرة عطرة على كل الألسنة تتحدث عن فنّه الراقي الدافئ الذي اجتمع والتف حوله الوطن العربي أجمع، إنه العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ.
تمر علينا اليوم ذكرى وفاته الـ40 اليوم الذي كان لطمة على وجه كل محبيه، وتخليدًا لذكرى وفاة "العندليب" صوت العرب، الذي وافته المنية يوم 30 مارس 1977 عن عمر لا يتجاوز الـ 48 عامًا، نرصد جانب من الجوانب الغامضة في حياة العندليب، وهي علاقته بالرؤساء والملوك العرب.
"مطرب الثورة" في عهد عبد الناصر
علاقة عبد الحليم بـ عبد الناصر كانت قوية جدًا، الرئيس الراحل كان يوليه اهتمامًا خاصًا ويعتبره أحد منجزات الثورة ويتعامل معه على هذا الأساس، ومن وجهة نظر عبدالناصر لم يكن عبدالحليم حافظ مجرد مطرب ولكنه أحد أعمدة الثورة التي تغنى بأمجادها.
حيث تصادف ظهور عبد الحليم مع بدايات ثورة يوليو 1952ونجاحها، ومن ثمَّ اعتبر الابن الشرعي لها وعومل على هذا الأساس، ولكن علاقتهما لم تكن قوية لانشغال عبدالناصر بمهامه كرئيس للجمهورية، لذلك لم يكن لديه الوقت الكافي ليقيم مع "حليم" علاقة صداقة شخصية، لكنه كان يوليه اهتمامًا كبيرًا ويقدره باعتباره صوت الثورة والمعبّر عن آلام وأحلام الشعب في ظل القيادة الجديدة.
سفير مصر في عهد السادات
وعن علاقة عبدالحليم بالرئيس الراحل أنور السادات، قوية هي الأخرى، لأن "السادات" كان يقيم حفلات كثيرة سواء في منزله أو في استراحات الرئاسة، وكان عبدالحليم النجم الأول لتلك الحفلات بحكم شهرته، وكونه الصوت المعبر عن الثورة من بدايتها، وكان السادات معجبًا بصوته وأعطاه الكثير من النياشين والأوسمة تقديرًا لموهبته
وقد لعب عبدالحليم من خلال علاقاته وتقربه من السادات دورًا كبيرًا في توفير الظروف الجيدة لصديقه مصطفى أمين الذي كان سجينًا، حتى أنه استطاع أن يقنع السادات في النهاية بالإفراج عن مصطفى أمين.
وروي عن علاقة حليم والسادات أنه جمعتهم علاقة صداقة، حيث أن الرئيس كان أثناء الحفلات يناقش عبدالحليم في أغنياته وأفلامه ويقدم له النصائح التي كان يأخذ بها عبدالحليم بجدية، ويحاول أن يضعها موضع الاعتبار في أعماله القادمة.
وكان السادات يعتبر عبدالحليم سفيرًا لمصر في الخارج والمعبر الحقيقي للفن المصري، حتى أنه في فترة التوتر بين مصر وسوريا، دعت سوريا عبدالحليم لإحياء بعض الحفلات في دمشق فذهب عبدالحليم وأخذ رأي السادات في ذلك، فقبل وأمره بالذهاب، وهناك قرر عبدالحليم أن يغني أغنيتين وطنيتين، وطلب رأي المخابرات السورية في البداية، لمعرفة ما إذا كان هناك اعتراض من الرئيس الأسد، فجاءه الرد بأن له مطلق الحرية فيما يغنيه هنا، وليعتبر نفسه في مصر.
وبعد عودة عبدالحليم كان السادات قد استمع إلى الحفلات في الراديو، وقال له: "سمعتك.. أنت بحق سفير مصر"، وكان ايضًا يقوم عبد الحليم بحمل رسائل من الحكومة المصرية إلى بعض الشخصيات السياسية العربية والدولية وكان هو نفسه لا يعرف محتواها، وقد حدث ذات مرة أن أصر مأمور الجمارك على تفتيش حقيبة عبدالحليم إلا أنه رفض رفضًا قاطعًا، وعندما ألح عليه المأمور اتصل عبدالحليم بأحد الشخصيات المهمة في مصر، الذي أعطى أوامره بعدم تفتيش الحقيبة الخاصة به.
صداقة ملك المغرب
ولم يفز عبد الحليم بحب ورضا رؤساء مصر فقط، فكان يمتلك موهبة خاصة جعلته يحظى بحب ورضى كل الملوك والرؤساء العرب، وكانت أول تجرية له مع الزعماء العرب، عندما بعث إليه العاهل الراحل الحسن الثاني برقية كان مستهلّها "حسب ما جاء في مذكرات حليم": "إلى العندليب.. إلى صوت العرب.. يسعدنا أن نلتف حول صوتك المليء بالشجن.. والعامر بالألحان في حفل غنائي تقيمه المملكة المغربية".
كان عبدالحليم مسرورًا جدًا، ولبى دعوة ملك المغرب، فغنى أغنية "يا ليالي العيد"، وتكرر حضور العندليب للمغرب حتى إن وجوده أصبح ضروري في كل حفلات الأعياد الوطنية، مثل أعياد العرش وأعياد الشباب، لذلك عايش عبدالحليم أفراح المغرب والملك الحسن الثاني لسنوات عدة.
عرف "العندليب" الملك الحسن الثاني منذ كان وليا للعهد، كانت علاقته به في أول الأمر لا تتعدى نظرات متبادلة من بعيد، لكونهما رأيَا بعضهيْما خارج مصر والمغرب، وفي المرة الثانية، التقى به في المغرب بعد أن أصبح ملكا، وقد جمع بينهما -كما عبر بذلك حليم- حب إلهي، ونشأت بينهما صداقة وطيدة منذ ذلك الوقت، واستمرت أكثر من 15 سنة.
حب وتقدير ملك الأردن
وكذلك حظي عبدالحليم بحب وتقدير كبير من الملك حسين ملك الأردن الراحل، وما يذكر في تلك العلاقة أن عبدالحليم عندما زار الأردن لأول مرة كان الملك حسين بنفسه في استقباله بل إنه دخل المطار بسيارته واصطحب فيها عبدالحليم بعد نزوله من الطائرة، وبعد انتهاء زيارة عبدالحليم قام الملك شخصيًا بتوديعه حتى المطار.
تمر علينا اليوم ذكرى وفاته الـ40 اليوم الذي كان لطمة على وجه كل محبيه، وتخليدًا لذكرى وفاة "العندليب" صوت العرب، الذي وافته المنية يوم 30 مارس 1977 عن عمر لا يتجاوز الـ 48 عامًا، نرصد جانب من الجوانب الغامضة في حياة العندليب، وهي علاقته بالرؤساء والملوك العرب.
"مطرب الثورة" في عهد عبد الناصر
علاقة عبد الحليم بـ عبد الناصر كانت قوية جدًا، الرئيس الراحل كان يوليه اهتمامًا خاصًا ويعتبره أحد منجزات الثورة ويتعامل معه على هذا الأساس، ومن وجهة نظر عبدالناصر لم يكن عبدالحليم حافظ مجرد مطرب ولكنه أحد أعمدة الثورة التي تغنى بأمجادها.
حيث تصادف ظهور عبد الحليم مع بدايات ثورة يوليو 1952ونجاحها، ومن ثمَّ اعتبر الابن الشرعي لها وعومل على هذا الأساس، ولكن علاقتهما لم تكن قوية لانشغال عبدالناصر بمهامه كرئيس للجمهورية، لذلك لم يكن لديه الوقت الكافي ليقيم مع "حليم" علاقة صداقة شخصية، لكنه كان يوليه اهتمامًا كبيرًا ويقدره باعتباره صوت الثورة والمعبّر عن آلام وأحلام الشعب في ظل القيادة الجديدة.
سفير مصر في عهد السادات
وعن علاقة عبدالحليم بالرئيس الراحل أنور السادات، قوية هي الأخرى، لأن "السادات" كان يقيم حفلات كثيرة سواء في منزله أو في استراحات الرئاسة، وكان عبدالحليم النجم الأول لتلك الحفلات بحكم شهرته، وكونه الصوت المعبر عن الثورة من بدايتها، وكان السادات معجبًا بصوته وأعطاه الكثير من النياشين والأوسمة تقديرًا لموهبته
وقد لعب عبدالحليم من خلال علاقاته وتقربه من السادات دورًا كبيرًا في توفير الظروف الجيدة لصديقه مصطفى أمين الذي كان سجينًا، حتى أنه استطاع أن يقنع السادات في النهاية بالإفراج عن مصطفى أمين.
وروي عن علاقة حليم والسادات أنه جمعتهم علاقة صداقة، حيث أن الرئيس كان أثناء الحفلات يناقش عبدالحليم في أغنياته وأفلامه ويقدم له النصائح التي كان يأخذ بها عبدالحليم بجدية، ويحاول أن يضعها موضع الاعتبار في أعماله القادمة.
وكان السادات يعتبر عبدالحليم سفيرًا لمصر في الخارج والمعبر الحقيقي للفن المصري، حتى أنه في فترة التوتر بين مصر وسوريا، دعت سوريا عبدالحليم لإحياء بعض الحفلات في دمشق فذهب عبدالحليم وأخذ رأي السادات في ذلك، فقبل وأمره بالذهاب، وهناك قرر عبدالحليم أن يغني أغنيتين وطنيتين، وطلب رأي المخابرات السورية في البداية، لمعرفة ما إذا كان هناك اعتراض من الرئيس الأسد، فجاءه الرد بأن له مطلق الحرية فيما يغنيه هنا، وليعتبر نفسه في مصر.
وبعد عودة عبدالحليم كان السادات قد استمع إلى الحفلات في الراديو، وقال له: "سمعتك.. أنت بحق سفير مصر"، وكان ايضًا يقوم عبد الحليم بحمل رسائل من الحكومة المصرية إلى بعض الشخصيات السياسية العربية والدولية وكان هو نفسه لا يعرف محتواها، وقد حدث ذات مرة أن أصر مأمور الجمارك على تفتيش حقيبة عبدالحليم إلا أنه رفض رفضًا قاطعًا، وعندما ألح عليه المأمور اتصل عبدالحليم بأحد الشخصيات المهمة في مصر، الذي أعطى أوامره بعدم تفتيش الحقيبة الخاصة به.
صداقة ملك المغرب
ولم يفز عبد الحليم بحب ورضا رؤساء مصر فقط، فكان يمتلك موهبة خاصة جعلته يحظى بحب ورضى كل الملوك والرؤساء العرب، وكانت أول تجرية له مع الزعماء العرب، عندما بعث إليه العاهل الراحل الحسن الثاني برقية كان مستهلّها "حسب ما جاء في مذكرات حليم": "إلى العندليب.. إلى صوت العرب.. يسعدنا أن نلتف حول صوتك المليء بالشجن.. والعامر بالألحان في حفل غنائي تقيمه المملكة المغربية".
كان عبدالحليم مسرورًا جدًا، ولبى دعوة ملك المغرب، فغنى أغنية "يا ليالي العيد"، وتكرر حضور العندليب للمغرب حتى إن وجوده أصبح ضروري في كل حفلات الأعياد الوطنية، مثل أعياد العرش وأعياد الشباب، لذلك عايش عبدالحليم أفراح المغرب والملك الحسن الثاني لسنوات عدة.
عرف "العندليب" الملك الحسن الثاني منذ كان وليا للعهد، كانت علاقته به في أول الأمر لا تتعدى نظرات متبادلة من بعيد، لكونهما رأيَا بعضهيْما خارج مصر والمغرب، وفي المرة الثانية، التقى به في المغرب بعد أن أصبح ملكا، وقد جمع بينهما -كما عبر بذلك حليم- حب إلهي، ونشأت بينهما صداقة وطيدة منذ ذلك الوقت، واستمرت أكثر من 15 سنة.
حب وتقدير ملك الأردن
وكذلك حظي عبدالحليم بحب وتقدير كبير من الملك حسين ملك الأردن الراحل، وما يذكر في تلك العلاقة أن عبدالحليم عندما زار الأردن لأول مرة كان الملك حسين بنفسه في استقباله بل إنه دخل المطار بسيارته واصطحب فيها عبدالحليم بعد نزوله من الطائرة، وبعد انتهاء زيارة عبدالحليم قام الملك شخصيًا بتوديعه حتى المطار.