في ذكرى مجزرة "قانا".. المدنيون دائمًا يدفعون الثمن
الثلاثاء 18/أبريل/2017 - 08:10 م
فايزة احمد
طباعة
تظل مذبحة "قانا" التي وقعت في مثل هذا اليوم "18 أبريل" من عام 1996، إحدى أكبر المذابح فظاعة، شاهدة على همجية الجيش الإسرائيلي الذي يلحقه العار دائمًا، بما يرتكبه من فظائع شديدة بحق الإنسانية، إذ شن العدو هجومًا وحشيًا على هذا البلد، فيما أُطلق على هذه المجزرة اسم "عناقيد الغضب".
تقع قرية "قانا" في جنوب لبنان، حيث تتبع لقضاء صور، وتضم البلدة التي تسمى رسميا "قانا الجليل" أحياء كثيرة، تضم مقر لقوات الطوارئ الدولية الأممية "يونيفيل".
لم يمنع مقر الطوارئ الدولية، القرية من تعرضها لهذه الهجوم الوحشي، الذي حدث مرة أخرى فجر 30 يوليو 2006، حيث استشهد 75 مدنيًا على الأقل أكثرهم من الأطفال، كانوا قد لجأوا لبناية؛ هربا من القصف الإسرائيلي الذي تشنه على قريتهم، في مذبحة عرفت بـ"مجزرة قانا الثانية".
البداية
في نهاية حقبة التسعينات، شن جيش الاحتلال الإسرائيلي حربًا ضروسًا على عددٍ كبيرٍ من المدن اللبنانية كان من بينهم العاصمة "بيروت"، وذلك خلال الفترة ما بين "11:27" أبريل 1996، حيث استشهد العشرات وجُرح آخرون.
حينما اشتد القصف وبات أكثر دموية، خلال الثامن عشر من الشهر عينه، لجأ مئات اللبنانيين معظمهم نساء وأطفال هربا من جحيم القصف إلى مركز تابع لقوات الأمم المتحدة بقرية قانا؛ ظنا منهم أنها ستحميهم، وأن إسرائيل ستمتنع عن ملاحقتهم وقتلهم في مركز أممي محمي بموجب القوانين والمواثيق والأعراف الدولية.
كعادة جيش الاحتلال لم يردعه أيّ قدسية أو قانونية لأي شيء، ما جعله يصر على ارتكاب جرائمه ومجازره بالطريقة التي تحلو له.
تفاصيل المجزرة
عقب فترة الظهيرة، خلال اليوم نفسه، بدأ الجيش الإسرائيلي يشن هجومه الوحشي إزاء المدنيين، من خلال تصريب مدافعه تجاه "الفيجية" التابعة للأمم المتحدة، والتي يحتمي مئات المدنيين.
خلال طيلة أيام هذا العدوان الذي استمر لأسبوعٍ كاملٍ، استخدمت إسرائيل قطاعات جيشها كافة؛ من "برية، وبحرية، وجوية".
بحسب ناجين من هذه المجزرة، فإن جيش الاحتلال استخدم خلال هجومه القذائف التي استعملت في قصف المجمع نوعان؛ قذائف ذات مصاهر تنفجر عند الاصطدام بالأرض، وقذائف ذات مصاهر اقتراب، مصاهر التي تجعل الطلقة تنفجر شظايا في الهواء، مما يحولها إلى سلاح فتاك يستعمل ضد الأفراد؛ لإيقاع أكبر عدد من الخسائر البشرية.
حال المدنيين
خلّف هذا الهجوم في يومه الثامن عشر 106 شهيد ونحو 150 جريحا، ليكون إجمالي الضحايا، وفقًا لتقارير إعلامية، نحو "175 شهيد" و300 جريح" الذين أُصيبوا بجروح وعاهات بدنية ونفسية متفاوتة الخطورة.
اضُطر أهل القرية، إلى النزوح حتى مساء الخامس والعشرين من الشهر ذاته، حتى بلغ عدد العائلات النازحة (22945) عائلة مسجلة علمًا بأن 40% من مجمل النازحين غير مسجلين لدى هيئة الإغاثة أو لدى أي مؤسسة أخرى؛ لأنهم نزلوا عند أقارب لهم.
كما أخلي ما يزيد على 100 قرية وبعض من بقي من أهلها التجأ أيام القصف المكثف إلى مراكز هيئة الأمم المتحدة العاملة في الجوار؛ طلبًا للمأوى والحماية.
ردود الفعل العربية
لم يتجاوز الموقف العربي الرسمي حدود الإدانة وبعث رسائل تؤكد خطورة الموقف وضرورة وقف العمليات العسكرية في لبنان.
فيما لم يختلف موقف رئيس وزراء لبنان حينها، الراحل رفيق الحريري، الذي طالب بوقف النار وتطبيق "اتفاق التفاهم" المعروف باتفاق الكاتيوشا عام 1993 بين حزب الله وإسرائيل.
اقتضى هذا الاتفاق، عدم ضرب المدنيين في الجانبين، والبدء في تنفيذ قرار مجلس الأمن الداعي لانسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان.
رد الفعل العالمي
عقب ادعاء دولة الاحتلال، أن ضباطها لم تكن على علم وقت القصف بأن عددًا كبيرًا من المدنيين اللبنانيين لجأوا إلى مجمع قانا، وتحميلها مسؤولية سقوط الضحايا لـ"حزب الله"، الذي أطلق صواريخ كاتيوشا من موقع قريب على المدنيين الإسرائيليين من معسكره، بدأت تتباين ردود الفعل العالمية.
في أعقاب الرد الإسرائيلي، اجتمع مجلس الأمن للتصويت على قرار يدين إسرائيل، إلاّ أن الولايات المتحدة الأميركية كعادتها أجهضت القرار باستخدام حق النقض "الفيتو"، وذلك إبّان عهد الرئيس الأميركي الأسبق، بيل كلينتون، الذي دعا جميع الأطراف لوقف إطلاق النار آنذاك.
فيما وجه الرئيس الفرنسي، جاك شيراك، نداءً إلى إسرائيل بضرورة الاستجابة لمطالب وقف إطلاق النار.
بينما انتقدت روسيا إسرائيل وأعربت عن قلقها لتدهور الوضع في لبنان.
تقع قرية "قانا" في جنوب لبنان، حيث تتبع لقضاء صور، وتضم البلدة التي تسمى رسميا "قانا الجليل" أحياء كثيرة، تضم مقر لقوات الطوارئ الدولية الأممية "يونيفيل".
لم يمنع مقر الطوارئ الدولية، القرية من تعرضها لهذه الهجوم الوحشي، الذي حدث مرة أخرى فجر 30 يوليو 2006، حيث استشهد 75 مدنيًا على الأقل أكثرهم من الأطفال، كانوا قد لجأوا لبناية؛ هربا من القصف الإسرائيلي الذي تشنه على قريتهم، في مذبحة عرفت بـ"مجزرة قانا الثانية".
البداية
في نهاية حقبة التسعينات، شن جيش الاحتلال الإسرائيلي حربًا ضروسًا على عددٍ كبيرٍ من المدن اللبنانية كان من بينهم العاصمة "بيروت"، وذلك خلال الفترة ما بين "11:27" أبريل 1996، حيث استشهد العشرات وجُرح آخرون.
حينما اشتد القصف وبات أكثر دموية، خلال الثامن عشر من الشهر عينه، لجأ مئات اللبنانيين معظمهم نساء وأطفال هربا من جحيم القصف إلى مركز تابع لقوات الأمم المتحدة بقرية قانا؛ ظنا منهم أنها ستحميهم، وأن إسرائيل ستمتنع عن ملاحقتهم وقتلهم في مركز أممي محمي بموجب القوانين والمواثيق والأعراف الدولية.
كعادة جيش الاحتلال لم يردعه أيّ قدسية أو قانونية لأي شيء، ما جعله يصر على ارتكاب جرائمه ومجازره بالطريقة التي تحلو له.
تفاصيل المجزرة
عقب فترة الظهيرة، خلال اليوم نفسه، بدأ الجيش الإسرائيلي يشن هجومه الوحشي إزاء المدنيين، من خلال تصريب مدافعه تجاه "الفيجية" التابعة للأمم المتحدة، والتي يحتمي مئات المدنيين.
خلال طيلة أيام هذا العدوان الذي استمر لأسبوعٍ كاملٍ، استخدمت إسرائيل قطاعات جيشها كافة؛ من "برية، وبحرية، وجوية".
بحسب ناجين من هذه المجزرة، فإن جيش الاحتلال استخدم خلال هجومه القذائف التي استعملت في قصف المجمع نوعان؛ قذائف ذات مصاهر تنفجر عند الاصطدام بالأرض، وقذائف ذات مصاهر اقتراب، مصاهر التي تجعل الطلقة تنفجر شظايا في الهواء، مما يحولها إلى سلاح فتاك يستعمل ضد الأفراد؛ لإيقاع أكبر عدد من الخسائر البشرية.
حال المدنيين
خلّف هذا الهجوم في يومه الثامن عشر 106 شهيد ونحو 150 جريحا، ليكون إجمالي الضحايا، وفقًا لتقارير إعلامية، نحو "175 شهيد" و300 جريح" الذين أُصيبوا بجروح وعاهات بدنية ونفسية متفاوتة الخطورة.
اضُطر أهل القرية، إلى النزوح حتى مساء الخامس والعشرين من الشهر ذاته، حتى بلغ عدد العائلات النازحة (22945) عائلة مسجلة علمًا بأن 40% من مجمل النازحين غير مسجلين لدى هيئة الإغاثة أو لدى أي مؤسسة أخرى؛ لأنهم نزلوا عند أقارب لهم.
كما أخلي ما يزيد على 100 قرية وبعض من بقي من أهلها التجأ أيام القصف المكثف إلى مراكز هيئة الأمم المتحدة العاملة في الجوار؛ طلبًا للمأوى والحماية.
ردود الفعل العربية
لم يتجاوز الموقف العربي الرسمي حدود الإدانة وبعث رسائل تؤكد خطورة الموقف وضرورة وقف العمليات العسكرية في لبنان.
فيما لم يختلف موقف رئيس وزراء لبنان حينها، الراحل رفيق الحريري، الذي طالب بوقف النار وتطبيق "اتفاق التفاهم" المعروف باتفاق الكاتيوشا عام 1993 بين حزب الله وإسرائيل.
اقتضى هذا الاتفاق، عدم ضرب المدنيين في الجانبين، والبدء في تنفيذ قرار مجلس الأمن الداعي لانسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان.
رد الفعل العالمي
عقب ادعاء دولة الاحتلال، أن ضباطها لم تكن على علم وقت القصف بأن عددًا كبيرًا من المدنيين اللبنانيين لجأوا إلى مجمع قانا، وتحميلها مسؤولية سقوط الضحايا لـ"حزب الله"، الذي أطلق صواريخ كاتيوشا من موقع قريب على المدنيين الإسرائيليين من معسكره، بدأت تتباين ردود الفعل العالمية.
في أعقاب الرد الإسرائيلي، اجتمع مجلس الأمن للتصويت على قرار يدين إسرائيل، إلاّ أن الولايات المتحدة الأميركية كعادتها أجهضت القرار باستخدام حق النقض "الفيتو"، وذلك إبّان عهد الرئيس الأميركي الأسبق، بيل كلينتون، الذي دعا جميع الأطراف لوقف إطلاق النار آنذاك.
فيما وجه الرئيس الفرنسي، جاك شيراك، نداءً إلى إسرائيل بضرورة الاستجابة لمطالب وقف إطلاق النار.
بينما انتقدت روسيا إسرائيل وأعربت عن قلقها لتدهور الوضع في لبنان.