معركة "تحرير سيناء".. ما سعى إليها السادات وتخلى عنه مبارك
الثلاثاء 25/أبريل/2017 - 03:03 م
فايزة أحمد
طباعة
بالرغم من حالة اللغط الكبيرة التي دائمًا تُصاحب ذكر كلًا من أنور السادات وحسني مبارك، عما قاما باتخاذه من قرارات وخطوات إبّان فترة حكمهما للبلاد، إلاّ أنه لا يُنكر عليهما مساهمتهما الكبيرة في استعادة أرض سيناء، وذلك على طريقة كلًا منهما المختلفة في النهج.
كان لدى السادات أهداف متعددة من استعادة سيناء بالكامل، سعى إليها طيلة فترة حكمه من خلال مناورات ومعاهدات ومفاوضات، إلاّ أنه لم يُكمل مسيرته لاغتياله عام 1981، ليكمل مبارك هذه المسيرة لإحراز الهدف، دون باقي الأهداف التي أرادها السادات خاصة المتعلقة بالقضية الفلسطينية.
"المواطن" خلال الذكرى الخامسة والثلاثين لتحرير سيناء، يستعرض كيف بدأت وسارت المفاوضات إلى نهايتها.
السادات على خط النار
"اللاحرب واللاسلم".. كان هذا عنوان فترة السادات الذي حمل مسؤولية استرداد الأرض والكرامة بعد الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر وتوليه مقاليد الحكم، حيث وقع اتفاق بينه وبين الإسرائيليين لوقف إطلاق النار بدأ من أغسطس عام 71 إلى أكتوبر73 مدة ثلاث سنوات وشهرين.
بدأ السادات، عهدًا جديدًا على المستوي العسكري خلال حكمه، في سبيل تحرير الأرض، تجلى ذلك في طرد الخبراء الروس حتى وصل إلى حرب السادس من أكتوبر 1973م وعبور القنال صوب خط بارليف.
لم يكن يطمح السادات، من خلال هذه الحرب سوى استعادة ١٢ كم شرق القناة حتى يتمكن من إعادة افتتاح القناة للملاحة ويعيد كسر الجمود ويجذب اهتمام العالم لتحريك القضية، وبالفعل استردت مصر السيادة الكاملة على القناة وجزء من الأراضي في سيناء وأعادت افتتاح الملاحة تمامًا كما خطط السادات في ٥ يونيو ١٩٧٥.
عقب الاستعدادات والدراسات الجيدة للعدو من قِبل المصريين، انتصروا في حرب جعلتهم يحققوا مكاسب عسكرية عدة؛ تمثلت في انقلاب المعايير العسكرية في العالم شرقًا وغربًا، وتغيير الاستراتيجيات العسكرية في العالم، والتأثير على مستقبل كثير من الأسلحة والمعدات.
على الطريق نحو التحرير
مهد النصر في حرب أكتوبر، بشكل أساسِ لعقد اتفاق السلام المعروف بـ"معاهدة كامب ديفيد" بين مصر وإسرائيل في سبتمبر 1978 إثر مبادرة "السادات "التاريخية في نوفمبر 1977 وزيارته للقدس.
كان لمبادرة السادات، أن تساعد في استرداد كامل لسيناء تم على مرحلتين من التفاوض؛ الأولى بدأها ووقع تفاصيل التفاهمات فيها، إذ بدأت بمفاوضات الكيلو ١٠١ لوقف إطلاق النار، فبعد اليوم السادس عشر من حرب أكتوبر بدأت المرحلة الثانية لاستكمال تحرير الأرض عن طريق المفاوضات السياسية، وتوقفت المعارك في 28 أكتوبر 1973 بوصول قوات الطوارئ الدولية إلى جبهة القتال على أرض سيناء.
في ظل مباحثات الكيلو 101 " أكتوبر ونوفمبر 1973" مُهد الطريق أمام المحادثات السياسية للوصول إلى تسوية دائمة في الشرق الأوسط، وتولت قوات الطوارئ الدولية مراقبة الطريق ثم تبادل الأسرى والجرحى.
أهداف عربية على منصة الكنيست
خلال الزيارة الجدلية للسـادات إلى القدس "نوفمبر 1977"، حيث ألقى كلمة بـ"الكنيست" الإسرائيلي، أعلن بعض الأهداف التي كان يسعى لها من خلال هذه المفاوضات والمباحثات السياسية.
كان من أبرزها، إعلان تمسكه بعدم توقيع اتفاق منفرد بين مصر وإسرائيل، مؤكدًا أن حل عادل للقضية الفلسطينية فقط كفيل بتحقيق السلام العادل الذي يلح العالم كله عليه، وتضمنت المبادرة خمسة أسس وهي:
إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية التي احتلت عام 1967
تحقيق الحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني وحقه في تقرير المصير بما في ذلك حقه في إقامة دولته.
حق كل دول المنطقة في العيش في سلام داخل حدودها الآمنة والمضمونة عن طريق إجراءات يتفق عليها تحقيق الأمن المناسب للحدود الدولية بالإضافة إلى الضمانات الدولية المناسبة.
تلتزم كل دول المنطقة بإدارة العلاقات فيما بينها طبقًا لأهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة وبصفة خاصة عدم اللجوء إلى القوة وحل الخلافات بينهم بالوسائل السلمية.
إنهاء حالة الحرب القائمة في المنطقة.
رغم أن العرب جميعًا رفضوا خطوات السادات لتسوية سياسيه للصراع العربي الإسرائيلي، عقد مؤتمر كامب ديفيد (في ١٨ سبتمبر ١٩٧٨)، وتم الإعلان عن التوصل لاتفاق يوم 17 سبتمبر من ذات العام، والتوقيع على وثيقة كامب ديفيد في البيت الأبيض يوم 18 سبتمبر 1978.
تضمنت اتفاقية السلام جدولًا زمنيًا لانسحاب القوات الإسرائيلية من كامل سيناء بعد تقسيمها إلى مناطق أمنية متدرجة التواجد للقوات المصرية وقوات حفظ السلام التي تشكلت بدعم أمريكي خارج إطار قوات الأمم المتحدة.
مبارك يتولى زمام الأمور
لم يمهل القدر السادات، لينهي مفاوضاته مع الإسرائيليين لاسترداد سيناء بالكامل، بسبب اغتياله في أكتوبر 1981، وذلك قبل شهور من استلام "ياميت" آخر نقطة استوطنها الإسرائيليون، ليكتمل انسحابهم مع تولي الرئيس الأسبق حسني مبارك، حيث بقي الخلاف على طابا للاتفاق الذي أحيل للتحكيم لاحقا.
مبارك دون أهداف واضحة
دخل مبارك، معركة استرداد طابا دون إعلان موقفه من باقي الأهداف التي سبق للسادات أن أعلنها والمتعلقة بالمنطقة العربية برمتها، إذ كان لديه هدفًا واحدًا آنذاك، وهو استرداد طابا فقط.
تفجرت أزمة طابا، خلال الانسحاب النهائي الإسرائيلي من سيناء كلها في عام 1982، حيث أعلنت مصر موقفها بوضوح وهو أنه لا تنازل ولا تفريط عن ارض طابا، وأي خلاف بين الحدود يجب أن يحل وفقًا للمادة السابعة من معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية والتي تنص على:
1- تحل الخلافات بشأن تطبيق أو تفسير هذه المعاهدة عن طريق المفاوضات.
2- إذا لم يتيسر حل هذه الخلافات عن طريق المفاوضات تحل بالتوفيق أو تحال إلى التحكيم.. وقد كان الموقف المصري شديد الوضوح وهو اللجوء إلى التحكيم بينما ترى إسرائيل أن يتم حل الخلاف أولًا بالتوفيق.
استرداد طابا
في 13 يناير 1986، أعلنت إسرائيل موافقتها على قبول التحكيم، وبدأت المباحثات بين الجانبين وانتهت إلى التوصل إلى "مشارطة تحكيم" وقعت في 11 سبتمبر 1986م،والتي تحدد شروط التحكيم، ومهمة المحكمة في تحديد مواقع النقاط وعلامات الحدود محل الخلاف.
في 30 سبتمبر 1988، أعلنت هيئة التحكيم الدولية في الجلسة التي عقدت في برلمان جنيف حكمها في قضية طابا، حيث حكمت بالإجماع أن طابا أرض مصرية.
في 19 مارس 1989، رفع مبارك علم مصر على طابا المصرية، معلنًا نداء السلام من فوق أرض طابا.
كان لدى السادات أهداف متعددة من استعادة سيناء بالكامل، سعى إليها طيلة فترة حكمه من خلال مناورات ومعاهدات ومفاوضات، إلاّ أنه لم يُكمل مسيرته لاغتياله عام 1981، ليكمل مبارك هذه المسيرة لإحراز الهدف، دون باقي الأهداف التي أرادها السادات خاصة المتعلقة بالقضية الفلسطينية.
"المواطن" خلال الذكرى الخامسة والثلاثين لتحرير سيناء، يستعرض كيف بدأت وسارت المفاوضات إلى نهايتها.
السادات على خط النار
"اللاحرب واللاسلم".. كان هذا عنوان فترة السادات الذي حمل مسؤولية استرداد الأرض والكرامة بعد الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر وتوليه مقاليد الحكم، حيث وقع اتفاق بينه وبين الإسرائيليين لوقف إطلاق النار بدأ من أغسطس عام 71 إلى أكتوبر73 مدة ثلاث سنوات وشهرين.
بدأ السادات، عهدًا جديدًا على المستوي العسكري خلال حكمه، في سبيل تحرير الأرض، تجلى ذلك في طرد الخبراء الروس حتى وصل إلى حرب السادس من أكتوبر 1973م وعبور القنال صوب خط بارليف.
لم يكن يطمح السادات، من خلال هذه الحرب سوى استعادة ١٢ كم شرق القناة حتى يتمكن من إعادة افتتاح القناة للملاحة ويعيد كسر الجمود ويجذب اهتمام العالم لتحريك القضية، وبالفعل استردت مصر السيادة الكاملة على القناة وجزء من الأراضي في سيناء وأعادت افتتاح الملاحة تمامًا كما خطط السادات في ٥ يونيو ١٩٧٥.
عقب الاستعدادات والدراسات الجيدة للعدو من قِبل المصريين، انتصروا في حرب جعلتهم يحققوا مكاسب عسكرية عدة؛ تمثلت في انقلاب المعايير العسكرية في العالم شرقًا وغربًا، وتغيير الاستراتيجيات العسكرية في العالم، والتأثير على مستقبل كثير من الأسلحة والمعدات.
على الطريق نحو التحرير
مهد النصر في حرب أكتوبر، بشكل أساسِ لعقد اتفاق السلام المعروف بـ"معاهدة كامب ديفيد" بين مصر وإسرائيل في سبتمبر 1978 إثر مبادرة "السادات "التاريخية في نوفمبر 1977 وزيارته للقدس.
كان لمبادرة السادات، أن تساعد في استرداد كامل لسيناء تم على مرحلتين من التفاوض؛ الأولى بدأها ووقع تفاصيل التفاهمات فيها، إذ بدأت بمفاوضات الكيلو ١٠١ لوقف إطلاق النار، فبعد اليوم السادس عشر من حرب أكتوبر بدأت المرحلة الثانية لاستكمال تحرير الأرض عن طريق المفاوضات السياسية، وتوقفت المعارك في 28 أكتوبر 1973 بوصول قوات الطوارئ الدولية إلى جبهة القتال على أرض سيناء.
في ظل مباحثات الكيلو 101 " أكتوبر ونوفمبر 1973" مُهد الطريق أمام المحادثات السياسية للوصول إلى تسوية دائمة في الشرق الأوسط، وتولت قوات الطوارئ الدولية مراقبة الطريق ثم تبادل الأسرى والجرحى.
أهداف عربية على منصة الكنيست
خلال الزيارة الجدلية للسـادات إلى القدس "نوفمبر 1977"، حيث ألقى كلمة بـ"الكنيست" الإسرائيلي، أعلن بعض الأهداف التي كان يسعى لها من خلال هذه المفاوضات والمباحثات السياسية.
كان من أبرزها، إعلان تمسكه بعدم توقيع اتفاق منفرد بين مصر وإسرائيل، مؤكدًا أن حل عادل للقضية الفلسطينية فقط كفيل بتحقيق السلام العادل الذي يلح العالم كله عليه، وتضمنت المبادرة خمسة أسس وهي:
إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية التي احتلت عام 1967
تحقيق الحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني وحقه في تقرير المصير بما في ذلك حقه في إقامة دولته.
حق كل دول المنطقة في العيش في سلام داخل حدودها الآمنة والمضمونة عن طريق إجراءات يتفق عليها تحقيق الأمن المناسب للحدود الدولية بالإضافة إلى الضمانات الدولية المناسبة.
تلتزم كل دول المنطقة بإدارة العلاقات فيما بينها طبقًا لأهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة وبصفة خاصة عدم اللجوء إلى القوة وحل الخلافات بينهم بالوسائل السلمية.
إنهاء حالة الحرب القائمة في المنطقة.
رغم أن العرب جميعًا رفضوا خطوات السادات لتسوية سياسيه للصراع العربي الإسرائيلي، عقد مؤتمر كامب ديفيد (في ١٨ سبتمبر ١٩٧٨)، وتم الإعلان عن التوصل لاتفاق يوم 17 سبتمبر من ذات العام، والتوقيع على وثيقة كامب ديفيد في البيت الأبيض يوم 18 سبتمبر 1978.
تضمنت اتفاقية السلام جدولًا زمنيًا لانسحاب القوات الإسرائيلية من كامل سيناء بعد تقسيمها إلى مناطق أمنية متدرجة التواجد للقوات المصرية وقوات حفظ السلام التي تشكلت بدعم أمريكي خارج إطار قوات الأمم المتحدة.
مبارك يتولى زمام الأمور
لم يمهل القدر السادات، لينهي مفاوضاته مع الإسرائيليين لاسترداد سيناء بالكامل، بسبب اغتياله في أكتوبر 1981، وذلك قبل شهور من استلام "ياميت" آخر نقطة استوطنها الإسرائيليون، ليكتمل انسحابهم مع تولي الرئيس الأسبق حسني مبارك، حيث بقي الخلاف على طابا للاتفاق الذي أحيل للتحكيم لاحقا.
مبارك دون أهداف واضحة
دخل مبارك، معركة استرداد طابا دون إعلان موقفه من باقي الأهداف التي سبق للسادات أن أعلنها والمتعلقة بالمنطقة العربية برمتها، إذ كان لديه هدفًا واحدًا آنذاك، وهو استرداد طابا فقط.
تفجرت أزمة طابا، خلال الانسحاب النهائي الإسرائيلي من سيناء كلها في عام 1982، حيث أعلنت مصر موقفها بوضوح وهو أنه لا تنازل ولا تفريط عن ارض طابا، وأي خلاف بين الحدود يجب أن يحل وفقًا للمادة السابعة من معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية والتي تنص على:
1- تحل الخلافات بشأن تطبيق أو تفسير هذه المعاهدة عن طريق المفاوضات.
2- إذا لم يتيسر حل هذه الخلافات عن طريق المفاوضات تحل بالتوفيق أو تحال إلى التحكيم.. وقد كان الموقف المصري شديد الوضوح وهو اللجوء إلى التحكيم بينما ترى إسرائيل أن يتم حل الخلاف أولًا بالتوفيق.
استرداد طابا
في 13 يناير 1986، أعلنت إسرائيل موافقتها على قبول التحكيم، وبدأت المباحثات بين الجانبين وانتهت إلى التوصل إلى "مشارطة تحكيم" وقعت في 11 سبتمبر 1986م،والتي تحدد شروط التحكيم، ومهمة المحكمة في تحديد مواقع النقاط وعلامات الحدود محل الخلاف.
في 30 سبتمبر 1988، أعلنت هيئة التحكيم الدولية في الجلسة التي عقدت في برلمان جنيف حكمها في قضية طابا، حيث حكمت بالإجماع أن طابا أرض مصرية.
في 19 مارس 1989، رفع مبارك علم مصر على طابا المصرية، معلنًا نداء السلام من فوق أرض طابا.