ولد محمد علي المسعود بن إبراهيم آغا القوللي، في مدينة قولة اليونانية، في 4 مارس 1769، مات والده، الذي كان يعمل رئيس حرس الطريق ببلده، وهو في سن صغير، وماتت أمه، عقب وفاة والده، بفترة صغيرة، فنشأ يتيم الأبوين.

تكفل بـ"علي"، عمه "طوسون"، وبعد وفاته، انتقلت كفالته إلى حاكم قولة، وصديق والده، وفي سن 14، أدرجه صديق والده، في سلك الجندية.

زواجه وأبنائه.

ونتيجة لحسن مظهره، شجاعته، وبسالته، خطب له الحاكم وزوجه، امرأة تدعى "أمينة هانم"، هي أولى زوجاته، أنجبت له إبراهيم، طوسون، وإسماعيل، ومن الإناث أنجبت بنتين. 

وتقول الوثائق، إن محمد علي تزوج من 27 إمرأة، أنجبن له 35، منهم 17 ولدًا، و31 بنتًا.

جاء محمد علي، إلى مصر، وهو نائب الكتيبة الألبانية، المؤلفة من 300 جندي؛ لإنتزاعها من أيدي الفرنسيين، وبعد وصول الكتيبة إلى أبو قير بالإسكندرية، عاد رئيس الكتيبة إلى بلاده، ومن ثم تولى محمد علي الكتيبة.

وسادت حالة من الفوضى والنزاع بين العثمانيين والمماليك، بعد انسحاب الفرنسيين والإنجليز، راح ضحيتها العديد من الولاة العثمانيين.

وطلب الوالي العثماني، أحمد خورشيد باشا، الذي استشعر خطورة محمد علي وفرقته الألبانية، التوجه إلى الصعيد؛ لقتال المماليك، وأرسل إلى الآستانة، طالبًا أن تدعمه بجيش من "الولاة"، وبعدها عاث في الأرض فسادًا، مستوليًا على الأموال والأمتعة، ومعتديا على الأعراض، ما دعا الشعب إلى الخروج عليه، وعزله، وتعين محمد علي محله.

إنجازات محمد علي.

1ـــ أراد محمد علي، تعليم أبناء مصر، فأنشأ المدارس، كما شيد المدارس العليا، التي تساوي التعليم الجامعي، وأهتم بعلوم الهندسة، الطب، الفنون، والعمارة.

2ـــ ولم يكتف محمد علي، بالتعليم الداخلي، فعمل على إرسال البعثات للخارج؛ لزيادة المعرفة وتعليم الأجيال الجديدة القادمة، وأهتم بمجال الترجمة. وعرف عنه محبته لعلماء الأزهر، ورعايته لعلماء الدين.

3ـــ وقام محمد علي، في أكبر إصلاح زراعي شهدته مصر، بتوزيع الأراضي على الفلاحين، حيث يمتلك كل فلاح 5 أفدنة. ولتسهيل الزراعة على الفلاحين، أعاد الاهتمام بالنيل، ورمم مقياس النيل، وحفر القنوات، مثل الإبراهيمية وبحر يوسف، الأمر الذي عمل على زيادة الرقع الزراعية، ومكنه من ذلك، إنشاء القناطر الخيرية، التي أحيت الدلتا، بعد أن صارت خرائب.

4ـــ أدخل محاصيل، لم تكن تعرف في مصر، مثل القطن، الذي صار سمة الزراعة المصرية، وعرف خارجيًا بالقطن المصري.

5ـــ أعاد التقسيم الإداري لمصر، واهتم بتقسيم الصعيد إلى مديريات، كما أنشأ الوزارات والدواوين.

6ـــ أحضر المطبعة، وأنشأ أول جريدة باللغة العربية، "الوقائع المصرية" و"الأهرام".

5ـــ أسس قوة عسكرية نظامية حديثة؛ لتحقيق أهدافه التوسعية، فأنشأ جيشًا ينافس الجيوش الأجنبية في قتالها، مستبدلا جنوده غير النظامية، بجيش على النظام العسكري الحديث.

6ـــــ أنشأ مدرسة حربية في أسوان، ألحق بها كبار أعوانه، من الممالك، تم تعليمهم على يد ظابط فرنسين، كانوا هؤلاء من بدأ بهم محمد علي، الجيش المصري.