تسلم على عبدالعال، رئيس مجلس النواب، رئاسة الجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط من البرلمان الإيطالى (مجلسى النواب والشيوخ) اليوم، الذى ترأس الجمعية لمدة عام من مايو 2016 حتى مايو 2017.

ومن المقرر أن يتولى الدكتور على عبدالعال، رئاسة الجمعية لمدة عام أيضا، ابتداء من مايو 2017 حتى مايو 2018، وذلك وفقا لقاعدة التناوب المعمول بها فى رئاسة الجمعية بين دول الشمال ودول الجنوب.

وهنأت لورا بولدرينى، رئيس مجلس النواب الإيطالى، وبيترو جراسو، رئيس مجلس الشيوخ الإيطالى، مصر بتولى رئاسة الجمعية، متمنيين التوفيق لمصر خلال العام المقبل ، كما رحب البرلمان الأوروبى برئاسة مصر للاتحاد من أجل المتوسط خلال الفترة المقبلة، وتهافتت وفود الدول الأعضاء على تهنئة الوفد المصرى برئاسة الجمعية، مؤكدين ثقتهم الكاملة فى قيادة مصر للجمعية.

وأكد "عبدالعال" فى كلمته عقب تسلم رئاسة الاتحاد، أن مصر أطلقت مبادرة الاتحاد من أجل المتوسط مع فرنسا قبل تسع سنوات، للانتقال بمسار برشلونة نحو تحقيق مزيد من الأمن والنمو والرخاء لشعوب المنطقة، وشاركت فى رئاسته حتى عام 2011، واستضافت عديد من فعالياته، كما أنها تتولى مهمة منسق المجموعة العربية، وستستضيف خلال العام الجارى كلا من المؤتمر الوزارى الثانى حول التنمية الحضرية المستدامة والمؤتمر الوزارى حول المرأة للاتحاد من أجل المتوسط.

وأشار رئيس مجلس النواب المصرى، إلى حرص مصر على المشاركة الفاعلة فى أنشطة الجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط منذ تأسيسها فى مارس 2004، تحت مسمى "الجمعية البرلمانية الأورومتوسطية"، خلفا للمنتدى البرلمانى الأورومتوسطى الذى أنشئ فى أكتوبر 1998، باعتباره الذراع البرلمانية لعملية برشلونة، ومنذ تشكيل مجلس النواب المصرى الجديد فى يناير 2016، شاركت مصر فى فعاليات الجمعية بتمثيل رفيع المستوى، ثم حصلت على عضوية هيئة مكتب الجمعية فى مايو 2016.

وأضاف "عبد العال"، أن الاتحاد من أجل المتوسط حقق عديدا من الإنجازات على صعيد البرامج والمشروعات التنموية ذات البعد الإقليمى، الهادفة لتحقيق مزيد من التكامل والاندماج بين الدول الأعضاء، إذ تمت صياغة 47 مشروعا برعاية الاتحاد بميزانية تقدر بحوالى 5.5 مليار يورو، منها 26 مشروعا فى مجالات التنمية الإنسانية، كالتعليم وتوظيف الشباب وتمكين المرأة، و21 مشروعا فى مجالات البنية الأساسية والتنمية المستدامة، كالطاقة وتغير المناخ والتنمية الحضرية والمياه والبيئة، وقال "عبد العال" إن هذه الإنجازات لا ترقى حتى الآن لما هو متاح من فرص ضخمة للتعاون بين أكبر تكتل اقتصادى عالمى، يمتلك من الموارد البشرية والطبيعية والأسواق الضخمة ما يؤهله للتكامل بشكل أكبر مع الشريك الأوروبى.

وتابع "عبد العال": "أدرك تماما أننى أتسلم رئاسة الجمعية اليوم، ممثلاً لمجلس النواب المصرى، وللشريك الجنوبى فى الاتحاد، فى ظل ظرف دقيق يمر به حوض البحر الأبيض المتوسط الذى يموج بتحديات تهدد أمن الدول الأعضاء واستقرارها، وتقوض جهود التنمية فيها، وهو ما يفرض علينا كأعضاء فى برلمانات دول الاتحاد من أجل المتوسط وفى الجمعية البرلمانية للاتحاد أن ننسق أنشطتنا ونوحد جهودنا سعيا من أجل مواجهة هذه التحديات"، مشيرا إلى أنه يتطلع لأن تكون للجمعية البرلمانية بصمتها الواضحة على خارطة طريق الاتحاد فى الفترة المقبلة؛ خاصة فى ظل تعاظم التحديات التى تواجهها دول الاتحاد، وفى مقدمتها تحدى تحقيق الأمن والاستقرار ومحاربة الإرهاب والتنمية المستدامة.

وأكد رئيس مجلس النواب، أن هذه التحديات لا يمكن التصدى لها إلا من خلال العمل على تحقيق التوازن بين المحاور الثلاثة لمسار الاتحاد من أجل المتوسط، وهى المحور السياسى الأمنى، والمحور الاقتصادى الاجتماعى، والمحور الإنسانى الثقافى، إضافة إلى مزيد من التعاون الإقليمى فى هذا الإطار، وتحقيق التوازن المأمول بين أولويات وشواغل جنوب المتوسط وشماله.

ودعا "عبد العال" إلى التركيز على المبادرات التى من شأنها ترسيخ مبادئ التسامح وقبول الآخر، وبناء الجسور التى تربط بين الحضارات وجميع الأديان فى منطقة المتوسط.