اتخذت قوات الأمن العراقية، إجراءات أمنية مشددة وسط العاصمة العراقية (بغداد) بعد تجمع المئات من المتظاهرين في ساحة التحرير تلبية لمظاهرات حاشدة اليوم الجمعة، دعا إليها التيار الصدري للمطالبة بالإصلاحات ومحاربة الفساد وملاحقة الفاسدين واستكمال تشكيل "حكومة التكنوقراط" بعيدا عن المحاصصة الحزبية.
وقطعت القوات الأمنية الشوارع المؤدية إلى ساحة التحرير لاسيما السعدون وأبو نواس والنضال ومن منطقة الباب الشرقي وجسري الجمهورية والسنك المؤديين إلى ساحة "كرادة مريم" أمام أسوار وبوابات المنطقة الخضراء التي تحوي مقرات البرلمان والحكومة والرئاسة والسفارات العربية والأجنبية.
كما تظاهر مئات العراقيين وغالبيتهم من التيار الصدري الشيعي في مدن جنوب العراق الليلة، وأغلقوا مقرا فرعيا لمجلس النواب في الناصرية ومقرات لحزب الدعوة الشيعي بزعامة نوري المالكي ولحزب الفضيلة التابع للمرجع الشيعي محمد اليعقوبي، ومقر للمجلس الإسلامي الأعلى بزعامة عمار الحكيم، ومقر حركة الإصلاح التابعة لوزير الخارجية إبراهيم الجعفري في مدن البصرة والناصرية والديوانية وأحياء في ضواحي العاصمة بغداد، الأمر الذي اعتبره مراقبون تصعيدا خطيرا داخل "البيت الشيعي" بين من يشاركون في الحكومة وأنصار التيار الصدري المطالبين بإنهاء المحاصصة الحزبية واستهداف القوى السياسية التي تعرقل الإصلاح ومحاربة الفساد.
وأشارت مصادر محلية أن عشرات المتظاهرين هاجموا مساء أمس الخميس مقرا لحزب الدعوة في النجف، وأن قوات الأمن اطلقت النار في الهواء لتفريق المتظاهرين لابعادهم عن المقر، مما أسفر عن إصابة ثلاثة من المتظاهرين خلال محاولتهم الاقتراب من مقر الحزب.
وكان الأمين العام لحزب الدعوة الإسلامية نوري المالكي شبّه اليوم من يعتدى على مكاتب "الدعوة" بأنهم "عصابات الحرس الجمهوري وفدائيو صدام".. وقال إن "الاعتداء على مكاتب حزب الدعوة الذي تصدى للنظام البعثي وقدم الشهداء يشكل خطوة جديدة لإثارة الفوضى والاضطراب استغلالا لعنوان الإصلاح وخدمة لأجندات خارجية وتحقيقا لنزعة عدوانية".