"أزهريون": داعش تعاني من مرض السادية وهي سبب التحول من الانسانية إلى البهائمية وخراب البيوت
السادية هي الحصول على اللذة والمتعة
بتعذيب الاخرين، وينسب مصطلح السادية إلى ماركيز دي ساد، الذي اشتهر بمؤلفاته ذات
المحتوى العنيف في الممارسات الجنسية، والتي أشهرها روايته المشهورة باسم (جوستين
وجوليت).
والشخص السادي، لا يعرف المسامحة والمغفرة في حال أخطا أحد في
حقة، ولا يقبل بمخالفه أحد له في رأي، بل ان الكذب والنفاق من أجل إيذاء الآخرين
أو التسبب بالألم، إيذاء الحيوانات عن طريق تعذيبها وحتى قتلها من صفاته.
في ذلك الإطار قال الشيخ إبراهيم أبو العينين، إمام بوزارة الأوقاف،
لـ"المواطن"، إن السادية في العلاقات الزوجية فيها القاء للنفس الي
التهلكة وفيها امتهان لكرامة الانسان عامة وخروج به من الانسانية الي البهائمية
التي لا تفقه بل إلى أدني من البهائمية إذ أن البهائم لا تفعل ذلك.
وتابع: السادية غير جائزة شرعا اذ فيها ضرر واهلاك للنفس
وامتهان للكرامة الانسانية، والسادية مرض نفسي يصاب به الانسان فلا يتعلق بالعلاقة
الزوجية انما قد يتعلق بالتلذذ في التعذيب كما فعلت جماعة داعش بمعاذ الكساسبة حين
احرقته حيا وصورت ذلك في مشهد من العنف والسادية المتوحشة التي نهي الا سلام عنها،
فداعش تمارس افعال سادية وحشية فهي تتلذذ بقتل الأبرياء بالحرق أو
الضرب بالرصاص، والتصوير لهذه الافعال دليل علي ذلك، السادية تطرف عن الانسانية وعن
الدين وعن القيم وعن الأعراف.
وأضاف أبو العينين، من اصيب بهذا المرض عليه ان يتوب الي الله
عز وجل وعليه ان يعرض نفسه علي طبيب نفسي لمساعدته في التخلص من هذا الداء الذي
سيصرف حياته الي عناء وشقاء.
ومضى يقول، الاسلام امرنا باحترام النفس، فقال تعالي،
"ولقد كرمنا بني آدم"، وقد نهانا الله عز وجل عن اهلاك النفس او قتلها
فقال تعالى، "ولا تقتلوا انفسكم ان الله كان بكم رحيما"، ونهانا ان نلقي
بأنفسنا الي التهلكة، فقال، "ولا تلقو بايديكم الي التهلكة"، وقال النبي
صلي الله عليه وآله وسلم "لا ضرر ولا ضرار".
وتابع، كريم أحمد سعد، خطيب وإمام بالأوقاف،
لـ"المواطن"، السادية هي صورة من صور الاضطراب النفسي يتجسد في التلذذ
بإيقاع الألم على الطرف الاخرى، وهي نوع من أنواع الشذوذ الجنسي عبارة عن نزعة
عدوانية تتمثل في تعذيب الشريك معنويا وماديا كالسب والشتم والضرب والإهانه وقد
يصل الى القتل، ولعل معظم الجرائم التي نشاهدها ونسمع عنها بين الازواج يكون ذلك
سببها.
وأوضح سعد، أن السادية تنشأ في مرحلة مبكرة من حياة الفرد فتكون
في بادئ الأمر مجرد خيالات تتطور الي ممارسات فعلية ثم الإدمان عليها.
وتابع سعد، يرجع علماء النفس اسبابها الى عاملين اساسين وهما
الوراثة وسوء التربية، وعلى ذلك يكون العلاج عن طريق وضع الثقة في نفس المريض
واستخدام المهدئات العلاجية، وايضا بالتربية الصحيحة للطفل والبعد عن اشكال
التعذيب والقسوة مع الطفل، وكما اننا نستخدم العلاج لابد ان يكون هناك وقاية بان
نتبع تعاليم الاسلام الحنيف، وايضا بان نتجنب احساس الطفل بعقدة الذنب.
ومضى يقول، الاسلام يحرم هذا لما فيه من وقوع الأذى والضرر على
النفس، وننصح بمن إبتلى بهذا ان يلجأ الى الله تعالى وكثرة الدعاء، وقراءة القصص
والسير التي يحمل اصحابها القلوب الرحيمة والاعمال الصالحة خصوصا السيرة النبوية
وكذلك مجالسة اهل الخير والصالحين وقراءة القرآن وذكر الله والمشاركة في عمل الخير
والبر.
وأضاف، هذه المشكلة لابد ان تكون لها حلولا، وأن نعمل على ابتكار
مبادرات من اجل حلها، وانا أري بانه لابد أن تفعل قصور الثقافة في كل مكان، وأن
تكون فيها ندوات ودورات تعليمية وبالأخص للمقبلين على الزواج حتى يعلم كل من الزوج
الزوجة ما له وما عليه، حتى نحقق الهدف الأسمى من بيت الزوجية بدل الوقوع في
المشكلات، التي قد تصل في النهاية الى خراب البيوت.
وأضاف ياسر حلمى غياتى، إمام وخطيب بأوقاف الغربية، السادية هم
مجموعة من البشر ينظرون إلى كل الأحداث بل إلى كل الموجودات نظرة تشاؤمية فلا يرون
سوى الظلام والشر وقد ظهرت هذه الأفكار قديما عند بعض شعراء الجاهلية كالخطيئة
وتأبط شر، لذلك كان كثير الهجاء والسباب لكل من حوله حتى أنه لم يجد يوما من يهجو
فهجا أمه قائلا:
جزاك الله شرّاً من عجوزٍ.. ولقّاك العقوق
من البنينا
أغربالا إذا استودعت سرا .. وكانونا على المتحدثينا
فَقَدْ سُوِّسْتِ أمْرَ بَنِيكِ حتّى.. تركتهمُ
أدقُّ من الطحينا
لسانك مبردٌ لم يبقِ شيئاً.. و دَرُّكِ دَرُّ
جاذِبَة ٍ دَهِينِا
وإنْ تخلي وأمرك لا تصوني.. بِمُشْتَدٍّ
قُوَاهُ ولا مَتِينِا
تنحي واجلسي مني بعيدا.. أراح الله منك العالمينا
حياتك ، ماعلمت ، حياة سوء.. و موتك قد يسر
الصالحينا
وتابع غياتي، لما جاء الإسلام نهى عن هذه النظرة ودعا إلى
التفاؤل فى كثير من الآيات والأحاديث، فقال صلى الله عليه وسلم تفاءلوا بالخير
تجدوه، وقال ربنا تبارك وتعالى: "وآتاكم من كل ماسألتموه"، وقال: "إن
يعلم الله فى قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا"
ومضى يقول، نهى الاسلام، عن السباب والفسوق فى كثير من نصوصه بل
جعل العبادات كلها موقوفة لا تقبل إلا إذا أبعدت صاحبها عن السباب والفسوق،
بالصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ومن لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر فلا صلاة
له، والصيام الحقيقى إنما يكون عن اللغو والرفث والسباب والفسوق وأن سي الصائم أحد
أو شتمه فليقل إنى صائم، والحج "الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث
ولا فسوق ولا جدال فى الحج".
وأضاف، هكذا جعل الإسلام الإنسان ينظر إلى الناس نظرة كلها رحمة
كلها حب، ينظر إلى جوانب الخير فينميها ويظهرها ويرى جوانب الشر فيسترها ويعالجها،
ثم عادت هذه النظرة التشاؤمية أو السادية الحزينة المظلمة فظهرت كمدرسة أدبية
كبيرة فى أوربا وشاعت هذه الأفكار فى كل أنحاء العالم لأنهم جعلوها المدرسة
الواقعية فى الأدب، والحل فى أن نعود بشبابنا إلى الاقتداء بحبيبنا والتمسك
بصلاتنا وصيامنا ففيهما العلاج الناجح.