رغم كونها لا تعد سوى دويلة صغيرة إلا أنها مثل العقرب السام التي تحاول أن تلسع كل من حولها، فكلما تم الكشف عن ذراع إرهابي له علاقة بها تكون آخر وكأنها متعمدة أن تصبح شكل أساسي من أشكال الإرهاب.

هذا العقرب السام هو قطر، الذي لم ينتظر كشف علاقته بجماعة الإخوان المسلمين الإرهابية حتى كون أذرع إرهابية جديدة، ومن بينها "أكاديمية التغيير" ومؤسسات خيرية وحقوقية أخرى.

"أكاديمية التغيير" وإلى ماذا تدعو..
منذ أيام قليلة خرجت علينا قطر بأكاديمية جديدة تحت مسمى "أكاديمية التغيير"، والتي تعرف نفسها على أنها مؤسسة علمية غير ربحية تأسست في لندن في مارس 2006، ومن ثم تم تأسيس فرع لها في الدوحة في 6 سبتمبر 2009 وبعد ذلك تم تأسيس فرع لها في فيينا في 1 مايو 2010.

تلك الأكاديمية التي تكمل مسيرة قناة "الجزيرة" المعروفة بتحريضها على العنف والاحتجاج ضد الدول العربية بشكل عام، وضد مصر بشكل خاص.

وتعمل تلك الأكاديمية على تلقين القيادات والأفراد أساليب خلق التغيير في الدول وأصول الاحتجاج والتظاهر وكذلك التعامل مع الشرطة والجيش، حيث تقوم بتدريب الأفراد عبر الإنترنت ومواقع اليوتيوب، وكان من أبرز الفيديوهات التي قامت بنشرها تحوي أفكار من بينها أفكار للثوار وتنفيذ خطوات العصيان المدني.

وتتعمد تلك الأكاديمية تسليط الضوء على بعض المعاني الرمزية والتي من بينها حمل المصاحف وإضاءة الشموع ودق الطبول والتي تحمل معنى الاحتجاح والصراع وبث العنف.

ومن اللافت للانتباه، أن مؤسس تلك الأكاديمية هو هشام مرسي زوج ابنة يوسف القرضاوي، حيث كان هشام أحد المنتمين لتنظيم الإخوان في مصر ويعمل طبيبًا للأطفال، وأقام لفترة في لندن وحصل على الجنسية البريطانية ويعمل في أحد المراكز الإسلامية التابعة للتنظيم الدولي، وعقب زواجه بابنة القرضاوي استقر في الدوحة.

فبعد كشف العلاقة الوطيدة بين تنظيم الإخوان وبين قطر، كان عليهم الاختباء تحت ساتر آخر وأيضًا داعم للتنظيم ألا وهي "أكاديمية التغيير".

جمعية "قطر الخيرية"..
تسترت قطر تلك المرة تحت ستار فعل الخير ومحاولة دعم المنكوبين في سوريا والعراق، وذلك عبر جمع الأموال، ولكن وبعد أن تم إدراج أحد ممن يعملون داخل تلك الجمعية ويدعي "خالد سعيد البوعينين" ضمن قائمة الإرهابيبن تم الكشف عن جمع أموال لتمويل الإرهابيين في سوريا، وقاد مبادرات جمع الأموال بالتعاون مع أشخاص مدرجين ضمن لائحة العقوبات التابعة للولايات المتحدة الأمريكية والأمم المتحدة، ومنسقي القاعدة، وهم سعد بن سعد الكعبي وعبد اللطيف بن عبد الله الكواري.

وعمل "بوعينين"، كنقطة اتصال لحملة جمع الأموال فى قطر ما بين عامي 2012 و2014، وفي عام 2016 شارك ضمن وفد جمعية قطر الخيرية إلى العراق، والذي تضمن المسئول القطرى لقطر الخيرية، والمؤيد للحركات الإرهابية في سوريا، محمد جاسم السليطي، والمدرج ضمن لائحة العقوبات لدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب.

كما تم إدارج "شقر جمعة الشهوانى" ضمن لائحة، حيث نظم شقر الشهواني فعاليات للحجاج بن فهد العجمي في قطر، حيث عمل على تشجيع المؤيدين لدعم الإرهاب بسوريا، وفي عام 2013 تم تصنيف شقر الشهواني كنقطة اتصال في قطر لجمع التبرعات للإرهابيين.

كما أن "الشهواني"، باحث مُعتمد لوزارة الأوقاف في قطر، وقد ألقى محاضرات فى مؤسسات دينية تديرها الحكومة، وقد شغل "الشهواني"، مناصب وقاد مشاريع لمنظمات مدرجة ضمن لوائح الدول الداعية لمكافحة الإرهاب كعيد الخيرية وقطر الخيرية ومؤسسة الشيخ ثاني بن عبد الله للمساعدات الإنسانية.

منظمة "الكرامة القطرية لحقوق الإنسان"..
فعلى الرغم من أن منظمة الكرامة القطرية لحقوق الإنسان من المفترض أن يكون هدفها هو مساعدة الآخرين وتقديم العون لهم إلا أن تلك المنظمة، والتي هاجمت مصر عام 2015 بسبب قانون الإرهاب الجديد بمثابة ستار يخفي تمويل قطر لتنظيمات وجماعات إرهابية في العديد من دول العالم.

وهذا كله رغم صدور قرار لوقف تسجيل المنظمة في الأمم المتحدة عام 2011م بسبب تمويلها لتنظيم القاعدة وجماعات إرهابية في سوريا والعراق.

تلك المنظمة تأسست عام 2004م في المدينة السويسرية "جنيف"، وفي ديسمبر 2013، قدمت وزارة الخزانة الأمريكية تقريًرا مفاده أن هذه المنظمة تقدم دعمًا ماليًا لتنظيمات إرهابية تابعة للقاعدة في اليمن وسوريا والعراق، ما يجعلها في الواقع مجرد جسر لنقل الأموال القطرية إلى تلك الجماعات.