كان الضابط السوفيتى ستانيسلاف بيتروف يجلس فى محل خدمته بمركز الإنذار المبكر يوم ٢٦ سبتمبر ١٩٨٣، وإذا به يفاجأ بانطلاق صافرة الإنذار التى تعنى أن الولايات المتحدة قد أطلقت صواريخ باليستية عابرة للقارات باتجاه روسيا، وكان من المفترض أن يبلغ بيتروف القادة فى الجيش السوفيتى على الفور بأنهم يتعرضون لهجوم ليقوموا بدورهم بإمطار الأراضى الأمريكية بالصواريخ، إلا أن حدثه كان ينبئه بأن هناك خطأ ما وفى بضع ثوان اتخذ الضابط أصعب قرار فى حياته على مسئوليته الشخصية ولم يبلغ رؤساءه بالواقعة واكتفى بمهاتفتهم ليبلغ عن وجود عطل فى نظام الإنذار المبكر.
وبعد مرور ٢٣ دقيقة تنفس ستانيسلاف الصعداء عندما لم يحدث شيء فلو كان هناك هجوم حقيقى فإن أول انفجار نووى كان سيحدث فى غضون دقائق، وهنالك أدرك الضابط السوفيتى أنه فعل الصواب وأنقذ عشرات الملايين من حرب نووية كانت وشيكة بين القوّتين العظميين آنذاك.
وتوفى منقذ العالم فى ١٩ مايو من العام الجارى عن عمر يناهز ٧٧ عاما إلا أن خبر وفاته لم ينتشر إلا بعد أن قام المخرج الألمانى كارى شوماخر بالاتصال ببيتروف ليهنئه بعيد ميلاده ولكنه فوجئ بالابن ديمترى ٤٤ عاما يخبره بأن والده توفى منذ عدة أشهر والذى قام بدوره بنشر الخبر على الإنترنت معلنًا وفاة صاحب أهم حدث عرفته البشرية.