وفتح "قشقوش" قلبه في حوار لـ "المواطن" عن الذكرى الـ44 لنصر السادس من أكتوبر على حلقتين.

ما رأيك في حرب أكتوبر؟

حرب أكتوبر كانت حتمية بالنسبة للمصريين، لأن هناك أهداف يجب تحقيقها أولها محو هزيمة 67 وتحرير سيناء من المعارك، وفتح قناة السويس، وكان الهدف من حرب 73 هو اقتحام قناة السويس وتدمير خط بارليف والاستيلاء على مساحة بدخل سيناء بالقرب من المضائق.

كان هدف اسرائيل هو منع القوات المصرية من عبور قناة السويس وتدميرها في المياة بالأسلحة والنابالم وهزيمتها قبل عبورها قناة السويس، ثم عبور القوات الاسرائيلية واستكمال احتلال آخر في مصر غرب قناة السويس.

التشكيك من قبل كثير من دول العالم الكبرى وأبرزهم الاتحاد السوفيتي، حيث رفضوا تزويد مصر بوقود للصواريخ وكباري سريعة من أجل عبور قناة السويس، لتيقنهم بهزيمة مصر لأنهم كانوا يرون أن الأسلحة التي طلبتها مصر منهم لن تضيف لهم، خاصة أنه أثناء العبور فقط سيفقد الجيش المصري 70% من قوته، في ظل وجود النابالم والأسلحة الإسرائيلية المتطورة.

اتفاقية "روجرز" كانت بناءًا على طلب الجانب الاسرائيلي خلال حرب الاستنزاف، حيث تجرأت مصر وقويت شوكتها، وبدأت في عبور القناة وتنفيذ عمليات داخل سيناء وهذه العمليات كانت مؤلمة للجانب الإسرائيلي، وهذا هو سبب طلبهم اللجوء للحل السياسي ووقف الحرب، بالإضافة إلى أن مصر كانت تريد أن تبني حائط الدفاع الجوي غرب القناة ليكون مظلة قوية للقوات المصرية عندما تريد استكمال العبور.

الهزيمة الكاملة لطرف والانتصار الكامل لطرف كان موجود حتى الحرب العالمية التانية، ثم المنتصر يملي شروطه على المهزوم حتى لو كانت هذه الشروط مجحفة وظالمة ولابد أن ينفذها مرغمًا، بدليل أن ألمانيا المهزومة في الحرب العالمية الأولى، جُردت من أسلحتها ولم يكن يوجود آليات دولية أو أمم متحدة تحل الأزمات سياسيًا، وحرب أكتوبر كانت مثال لك، بالإضافة إلى حرب تحرير الكويت وبعد إنشاء الأمم المتحدة أصبحت الحرب هي مرحلة وسيطة بين السياسة والسلام، نبدأ سياسة لا تنجح، ثم ننزلق للحرب ثم تتدخل السياسة مرة أخرى ولا يوجد الهزيمة الكاملة.

مفهوم الحرب في التعريف الدولي هي فرض الإرادة العسكرية والسياسية على العدو في ميدان المعركة لتحقيق الهدف من الحرب وحرمان العدو من تحقيق هدفه، وهناك فرق بينها وبين المعركة فمن الممكن أن تخسر الدولة معارك وتربح حرب.

وهناك أمثلة كثيرة للعبة الحرب والمعارك، أبرزها الولايات المتحدة في حرب فيتنام والتي ربحت 90% من المعارك، ولكنها خسرت في النهاية الحرب لأنها لم تحقق الهدف وكذلك الاتحاد السوفيتي في أفغانستان.

أو بتطبيق هذه الأمثلة على مصر واسرائيل، نجد أن مصر هي الرابحة وهذا بعض ما يشكك فيه المزايديين وأعداء الوطن والذين يعتبرون حرب أكتوبر هي تعادل لنكسة 67، وليست انتصارًا لمصر وبالمقاييس الدولية يقال أن من حقق الهدف هو من انتصر حتى لو خسر بعض المعارك.

ما الذي رجح كفة الجيش المصري على الجيش الإسرائيلي تسليحيًا؟

التسليح الإسرائيلي كان تسليح غربي أمريكي وأكثر تطورًا من السلاح المصري السوفيتي، ولا ننس أن الاتحاد السوفيتي وقتها منع عن مصر بعض الأسلحة، وطلب منهم الرئيس السادات وقتها وقود للصواريخ وكباري سريعة من أجل عبور قناة السويس، وطلب دفاع جوي متحرك حتى تتمكن القوات المصرية من التقدم لأكثر من 20 كيلو متر شرق القناة، ولكنهم رفضوا لأن العدو الإسرائيلي كان متفوقًا.

وأضاف أن الجيش الإسرائيل كان من الممكن أن يستخدم أسلحة الدمار الشامل وهي الفيصل في ترجيح كفة الجيش الإسرائيل على المصري، وقام الجيش المصري باستخدام الصواريخ الصغيرة المضادة للدبابات والتي تسمى بالأهرام، وهذه هي التي عبرت مع القوات المصرية قبل عبور الدبابات، وتفاجأت الدبابات الإسرائيلية وقتها بكم النيران، وبحرفية الجندي المصري في استخدامها وإلحاق أشد الأضرار بهم، حيث ظل استخدامها لأكثر من 20 ساعة، حتى تم عمل الكباري التي عبرت بالدبابات المصرية إلى شرق القناة، بالإضافة إلى الخطة الجيدة وحسن الاستخدام والروح القتالية والإصرار على النصر.