خلافات العراقيين والأكراد.. تراكمات من الماضي وأزمة اختلقتها واشنطن
الأحد 22/أكتوبر/2017 - 01:12 م
عواطف الوصيف
طباعة
لا شك أن "داعش"، هو تنظيم مسلح إرهابي دموي كلما كان يعلن عن تمكنه من فرض سيطرته على أي منطقة سواء في سوريا أو العراق، علاوة على ماكن يلحق من خسائر في أرواح ألاف الأبرياء، كان الحزن يطغي على قلوبنا جميعا، ليس فقط السوري أو العراقي، لما يشاهده من كوارث حلت ببلاده، وإنما كل من ينطبق عليه كلمة انسان.
إلحاق الهزيمة بهذا التنظيم، هو فرحة كبيرة لأن ذلك يمثل انتصارا في حرب المحافظة على الهوية والكرامة، وهو ما بات نلاحظه في كل من سوريا والعراق، لذلك حينما تمكن الأكراد من استعادة "كركوك" في العراق، كان ذلك سعادة حقيقية، خاصة وأنها أصبحت تحت سيطرة، من ينتمون للعراق، ربما أكراد لكنهم في النهاية أكراد، لكن يبدو أن للأمور والقدر حسابات أخرى.
توتر الجيش العراقي والبيشمركة:
تمكن الأكراد المسلحين، والمعروفين ب"قوات البيشمركة"، من استعادة كركوك من أيادي، داعش، ويبدو أن ذلك كان سببا رئيسيا في اندلاع حالة من التوتر، خاصة وأن "كركوك" منطقة غنية بالنفط، مما أثار القوات العراقية للهجوم عليها، وفرض سيطرتهم، وسلبها من الأكراد.
تراكمات قديمة:
حالة الاضطهاد والتي يشعر بها أكراد العراق، ليست وليدة هذه الفترة ونستطيع أن نقول بأن المواجهات الأخيرة التي حدثت بين القوات العراقية والبيشمركة، وأسفرت عن مقتل وإصابة المئات من كلا الجانبين لم تكن الأولى.
إذا رجعنا للماضي قليلا، سنتذكر أنه وقع العديد من الأعمال الوحشية نتيجة حوادث العنف بين العراقيين والأكراد، منذ اتفاق باريس عام 1919، الذي منح البريطانيين ثلاثة أقاليم عثمانية، هي الموصل وبغداد والبصرة، وفي ثمانينات القرن الماضي، على سبيل المثال، استخدم الرئيس العراقي السابق، صدام حسين، الأسلحة الكيماوية ضد الأكراد في حملة الأنفال الشهيرة، التي أدت في نهاية المطاف إلى تنفيذ منطقة حظر الطيران العراقي، فوق بعض المناطق العراقية، مما يجعلنا نستشف أن الأكراد يشعرون بحالة من الاضطهاد الشديد، علاوة على التعامل معهم وكأنهم مواطنون من الدرجة الثانية، يحل إراقة دماءهم.
ردا على الاستفتاء:
موقف أكراد العراق، وإصرارهم على إجراء خطوة الاستفتاء، ورغبتهم في الانفصال نهائيا، قوبلت بالرفض الشديد من قبل مختلف الدول المجاورة للعراق، هذا بالطبع بجانب الحكومة العراقية نفسها، والتعليق واحد، هو الخوف من أن تتعرض العراق للتقسيم وتشهد أزمة سيكون من الصعب مواجهاتها، لذلك ينتاب إلى الذهن تساؤل هام، هل ما قامت به القوات العراقية، ضد قوات البيشمركة من أعمال عنف، كان رداً على الاستفتاء.
سبب إصرار الأكراد:
لوحظ أن العديد من الأطراف، ومن بينها الولايات المتحدة، قد حثوا الأكراد على عدم إجراء هذا الاستفتاء، نظرا للتوقعات بأن ذلك سيقود إلى وقوع أعمال عنف، لكن الأكراد اعتقدوا أن عليهم استغلال هذه الفرصة للحصول على استقلالهم، في وقت تبدو حدود دول المنطقة كأنها سيعاد رسمها من جديد إثر سنوات عدة من الحرب.
استراتيجية أدت إلى العنف:
لابد من الإعتراف بأن الاستراتيجية، التي اتبعتها واشنطن في منطقة الشرق الأوسط، تسببت في ظهور حالة من التخبط في مختلف الدول العربية، وكانت أجرها جولة العنف الأخيرة، التي وقعت بين القوات العراقية والكردية.
إدارة أوباما:
كانت إدارة الرئيس الأيمركي السابق، باراك أوباما، قد تبنت استراتيجية "الحرب البديلة"، وهي تعتمد على تطوير قدرة شريك في المنطقة، بهدف الحد من تورط القوات الأمريكية في مخاطر الحروب، وتضمنت هذه الاستراتيجية دعم فرقاء متنافسين، لا يربط بينهم تنسيق سياسي مشترك أو رؤية واحدة بشأن الشرق الأوسط، وربما ينتاب إلى ذهنك سيدي القاريء، وما علاقة ذلك بم حدث في العراق، وكيف تكون واشنطن سببا فيما حدث في كركوك.
أثار بعيدة المدى:
السبب وراء تبني إدارة أوباما تبنت لهذه الاستراتيجية، كان استجابة لدواعٍ محلية تتضمن الوعود الانتخابية لإخراج القوات الأمريكية من العراق، إلا أن الآثار البعيدة الأمد لهذه الاستراتيجية بدأت تظهر الآن، فقد كان للقوات العراقية نصيب الأسد من المساعدات والتدريبات الأمريكية، إلا أن من بذلوا مجهود حقيقي في مواجهة "داعش" هم قوات البيشمركة أي الأكراد دون أي مساعدات، لذلك فإنهم يؤمنون بأنه حان الوقتـ لقطف ثمار جهدهم وهي "كركوك"، ويعتبرون إنه يتعين على الولايات المتحدة أن تكون واضحة في دعمها للأكراد من أجل تحقيق هدفهم المتمثل في الاستقلال عن العراق.
صورة مماثلة في سوريا:
ثمة صورة مماثلة في سورية، حيث قام الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بتسليح طرفين يتسمان بعداء شديد لبعضهما بعضاً، إذ تقوم الولايات المتحدة بتسليح الأكراد السوريين المتورطين في صراع دامٍ ضد تركيا، وهي حليف لواشنطن في حلف شمال الأطلسي.
الدور الأكثر وضوحا لواشنطن:
الجانب الأكثر وضوحاً لاستراتيجية الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، هو العمل على مواجهة عنيفة ضد المقاتلين الإيرانيين على الرغم من الدور المحوري الذي قاموا به في محاربة "داعش".
إلحاق الهزيمة بهذا التنظيم، هو فرحة كبيرة لأن ذلك يمثل انتصارا في حرب المحافظة على الهوية والكرامة، وهو ما بات نلاحظه في كل من سوريا والعراق، لذلك حينما تمكن الأكراد من استعادة "كركوك" في العراق، كان ذلك سعادة حقيقية، خاصة وأنها أصبحت تحت سيطرة، من ينتمون للعراق، ربما أكراد لكنهم في النهاية أكراد، لكن يبدو أن للأمور والقدر حسابات أخرى.
توتر الجيش العراقي والبيشمركة:
تمكن الأكراد المسلحين، والمعروفين ب"قوات البيشمركة"، من استعادة كركوك من أيادي، داعش، ويبدو أن ذلك كان سببا رئيسيا في اندلاع حالة من التوتر، خاصة وأن "كركوك" منطقة غنية بالنفط، مما أثار القوات العراقية للهجوم عليها، وفرض سيطرتهم، وسلبها من الأكراد.
تراكمات قديمة:
حالة الاضطهاد والتي يشعر بها أكراد العراق، ليست وليدة هذه الفترة ونستطيع أن نقول بأن المواجهات الأخيرة التي حدثت بين القوات العراقية والبيشمركة، وأسفرت عن مقتل وإصابة المئات من كلا الجانبين لم تكن الأولى.
إذا رجعنا للماضي قليلا، سنتذكر أنه وقع العديد من الأعمال الوحشية نتيجة حوادث العنف بين العراقيين والأكراد، منذ اتفاق باريس عام 1919، الذي منح البريطانيين ثلاثة أقاليم عثمانية، هي الموصل وبغداد والبصرة، وفي ثمانينات القرن الماضي، على سبيل المثال، استخدم الرئيس العراقي السابق، صدام حسين، الأسلحة الكيماوية ضد الأكراد في حملة الأنفال الشهيرة، التي أدت في نهاية المطاف إلى تنفيذ منطقة حظر الطيران العراقي، فوق بعض المناطق العراقية، مما يجعلنا نستشف أن الأكراد يشعرون بحالة من الاضطهاد الشديد، علاوة على التعامل معهم وكأنهم مواطنون من الدرجة الثانية، يحل إراقة دماءهم.
ردا على الاستفتاء:
موقف أكراد العراق، وإصرارهم على إجراء خطوة الاستفتاء، ورغبتهم في الانفصال نهائيا، قوبلت بالرفض الشديد من قبل مختلف الدول المجاورة للعراق، هذا بالطبع بجانب الحكومة العراقية نفسها، والتعليق واحد، هو الخوف من أن تتعرض العراق للتقسيم وتشهد أزمة سيكون من الصعب مواجهاتها، لذلك ينتاب إلى الذهن تساؤل هام، هل ما قامت به القوات العراقية، ضد قوات البيشمركة من أعمال عنف، كان رداً على الاستفتاء.
سبب إصرار الأكراد:
لوحظ أن العديد من الأطراف، ومن بينها الولايات المتحدة، قد حثوا الأكراد على عدم إجراء هذا الاستفتاء، نظرا للتوقعات بأن ذلك سيقود إلى وقوع أعمال عنف، لكن الأكراد اعتقدوا أن عليهم استغلال هذه الفرصة للحصول على استقلالهم، في وقت تبدو حدود دول المنطقة كأنها سيعاد رسمها من جديد إثر سنوات عدة من الحرب.
استراتيجية أدت إلى العنف:
لابد من الإعتراف بأن الاستراتيجية، التي اتبعتها واشنطن في منطقة الشرق الأوسط، تسببت في ظهور حالة من التخبط في مختلف الدول العربية، وكانت أجرها جولة العنف الأخيرة، التي وقعت بين القوات العراقية والكردية.
إدارة أوباما:
كانت إدارة الرئيس الأيمركي السابق، باراك أوباما، قد تبنت استراتيجية "الحرب البديلة"، وهي تعتمد على تطوير قدرة شريك في المنطقة، بهدف الحد من تورط القوات الأمريكية في مخاطر الحروب، وتضمنت هذه الاستراتيجية دعم فرقاء متنافسين، لا يربط بينهم تنسيق سياسي مشترك أو رؤية واحدة بشأن الشرق الأوسط، وربما ينتاب إلى ذهنك سيدي القاريء، وما علاقة ذلك بم حدث في العراق، وكيف تكون واشنطن سببا فيما حدث في كركوك.
أثار بعيدة المدى:
السبب وراء تبني إدارة أوباما تبنت لهذه الاستراتيجية، كان استجابة لدواعٍ محلية تتضمن الوعود الانتخابية لإخراج القوات الأمريكية من العراق، إلا أن الآثار البعيدة الأمد لهذه الاستراتيجية بدأت تظهر الآن، فقد كان للقوات العراقية نصيب الأسد من المساعدات والتدريبات الأمريكية، إلا أن من بذلوا مجهود حقيقي في مواجهة "داعش" هم قوات البيشمركة أي الأكراد دون أي مساعدات، لذلك فإنهم يؤمنون بأنه حان الوقتـ لقطف ثمار جهدهم وهي "كركوك"، ويعتبرون إنه يتعين على الولايات المتحدة أن تكون واضحة في دعمها للأكراد من أجل تحقيق هدفهم المتمثل في الاستقلال عن العراق.
صورة مماثلة في سوريا:
ثمة صورة مماثلة في سورية، حيث قام الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بتسليح طرفين يتسمان بعداء شديد لبعضهما بعضاً، إذ تقوم الولايات المتحدة بتسليح الأكراد السوريين المتورطين في صراع دامٍ ضد تركيا، وهي حليف لواشنطن في حلف شمال الأطلسي.
الدور الأكثر وضوحا لواشنطن:
الجانب الأكثر وضوحاً لاستراتيجية الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، هو العمل على مواجهة عنيفة ضد المقاتلين الإيرانيين على الرغم من الدور المحوري الذي قاموا به في محاربة "داعش".