دلوعة السينما المصرية شادية.. رفض والدها امتهانها الفن فساعدتها جدتها
الثلاثاء 28/نوفمبر/2017 - 09:26 م
ندى محمد
طباعة
بعد مسيرة عطاء فنية طويلة وعامرة امتدت لأكثر من 37 عاما، رحلت الفنانة الكبيرة متأثرة بالمرض حيث كانت ترقد في مستشفى الجلاء العسكري منذ بضعة أسابيع جراء إصابتها بجلطة في المخ قبل أن تتدهور حالتها الصحية، وترحل عن عالمنا مساء اليوم الثلاثاء، بعد رحلة عطاء فني كبيرة، وكان الرئيس عبدالفتاح السيسي قد زار الفنانة شادية في المستشفى فور عودته من منتدى شباب العالم بشرم الشيخ للاطمئنان على حالتها الصحية، وتحدث مع عائلتها وأبلغهم أن الدولة تقدر ما قدمته شادية لمصر.
شادية فنانة مصرية، تميزت بحيويتها وخفة ظلها وشاركت في العديد من الأفلام المهمة بتاريخ السينما المصرية خلال فترة الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، استطاعت بموهبتها في الغناء والتمثيل أن تصبح أحد أبرز نجمات السينما، كما اعتبرها الكثير من النقاد أهم فنانة شاملة ظهرت في تاريخ الدراما العربية، وأطلق عليها لقب (دلوعة السينما المصرية).
ولدت فاطمة أحمد كمال الدين شاكر في 8 فبراير 1934 في الحلمية الجديدة بحي عابدين العريق في القاهرة لأم تركية وأب مصري من محافظة الشرقية، وكان والدها يعمل مهندساً زراعياً ومشرفاً على أراضي المزارع الملكية في قرية أنشاص الرمل بالشرقية.
تزوجت الفنانة شادية في بداية حياتها من الفنان عماد حمدي الذي كان يكبرها بحوالي 20 عاماً ولكن لم يستمر زواجهما أكثر من 3 سنوات، ثم تزوجت من المهندس عزيز فتحي عام 1957 والذي انفصلت عنه أيضاً بعد 3 سنوات.
وفي عام 1965 تزوجت شادية من الفنان صلاح ذوالفقار بعد قصة حب ملتهبة ولكنهما قررا الطلاق عام 1972، وعلى الرغم من تعدد زيجاتها إلا أنه لم يكتب لها الإنجاب بينما ظلت الأم الروحية لابن زوجها السابق نادر عماد حمدي من زوجته الأولى فتحية شريف.
كانت "فتوش" - اللفظ التركي لاسم فاطمة- تعشق الغناء والتمثيل منذ الصغر، وكانت بارعة في تقليد الفنانة ليلى مراد التي حفظت أغانيها عن ظهر قلب، فشجعتها شقيقتها عفاف التي فشلت محاولتها في دخول عالم الفن لاعتراض والدها وعملت على تحقيق أحلامها عن طريق شقيقتها.
خشت شادية رد فعل والدها الذي سبق أن قاطع أختها الكبرى لمدة عام بسبب رغبتها في دخول عالم الفن، فدبرت مؤامرة لإقناعه بموهبتها حيث استغلت وجود المغني التركي منير نورالدين مع العائلة في إحدى المناسبات وطلبت من جدتها أن تدعوها للغناء أمام الجميع.
استجابت الجدة على الفور لطلب حفيدتها التي قامت بأداء أغنية ليلى مراد (بتبص لي كده ليه)، وبالفعل نالت إعجاب "نور الدين" الذي قرر أن يساعدها على صقل موهبتها بالدراسة، فأحضر لها من علمها العود و(الصولفيج) ومنذ تلك اللحظة أدرك والدها موهبة ابنته.
شهد عام 1947 أول تعارف بين شادية والجمهور من خلال دور ثانوي في فيلم (أزهار وأشواك) لم يكن له الأثر الأكبر على مسيرتها المبكرة، إلا إنها قفزت إلى أدوار البطولة في نفس العام من خلال فيلم (العقل في إجازة) مع الفنان محمد فوزي.
كان المخرج حلمي رفله أطلق عليها للمرة الأولى اسم شادية في ذلك الفيلم حيث أدهشت الجميع بأدائها المتميز للألحان والجمل الحوارية وهي دون الثالثة عشرة من عمرها، فأصبحت أكبر المرشحات لخلافة ليلى مراد في مملكة الغناء والتمثيل معاً.
قدمت الفنانة المصرية في الخمسينيات ثنائي شهير مع الفنان عماد حمدي والفنان كمال الشناوي من خلال أفلام (أشكي لمين) و(أقوى من الحب) و(ارحم حبي)، ويُعد عام 1952 أكثر أعوامها الفنية ازدهاراً في السينما حيث قدمت حوالي 13 فيلماً بمعدل فيلم كل شهر.
جاءت فرصة العمر لشادية عام 1959 من خلال دورها في فيلم (المرأة المجهولة) لتثبت قدرتها العالية على تجسيد كافة الأدوار حيث قدمت دور الأم العجوز وهي لا تزال في 30 من عمرها، بينما كانت النقلة الأخرى في مشوارها الفني من خلال أفلامها مع صلاح ذوالفقار والتي أخرجت بها طاقتها الكوميدية في أفلام (مراتي مدير عام) و(كرامة زوجتي) و(عفريت مراتي).
كما قدمت فيلم (أنا الحب) ليكون بداية انطلاقها بالدراما وهي لم تزل بعمر الورود، ووقفت لأول مرة على خشبة المسرح عام 1985 لتقدم مسرحية (ريا وسكينة) مع سهير البابلي وعبدالمنعم مدبولي وحسين كمال لمدة 3 سنوات في مصر والدول العربية.
ظلت الفنانة المصرية نجمة الشباك الأولى لمدة تزيد على ربع قرن، وقدمت خلال فترة ما يقارب أربعين عاماً حوالي 112 فيلماً و10 مسلسلات إذاعية، بالإضافة إلى مسرحية واحدة وما يتجاوز 1500 من الأغاني العاطفية والوطنية، إلى جانب عدد كبير من الأفلام والمسلسلات والمسرحيات والأعمال الإذاعية.
وانطلقت شادية على يد المخرج أحمد بدرخان الذي كان يبحث عن وجوه جديدة فتقدمت وأدت وغنت ونالت إعجاب كل من كان في استوديو مصر، إلا أن هذا المشروع توقف ولم يكتمل، ولكن في هذا الوقت قامت بدور صغير في فيلم (أزهار وأشواك)، وبعد ذلك رشحها أحمد بدرخان لحلمي رفلة لتقوم بدور البطولة أمام محمد فوزي في أول فيلم من إنتاجه وهو (العقل في إجازة).
وقد حقق الفيلم نجاحًا كبيراً مما جعل محمد فوزي يستعين بها بعد ذلك في عدة أفلام هي الروح والجسد، الزوجة السابعة، صاحبة الملاليم، بنات حواء، وتالت الأفلام التي شاركت فيها، قبل أن تنطلق في عالم النجومية بعشرات الأفلام والمسرحيات.
ورغم مرور نحو 33 عاما على قرار الفنانة الراحلة شادية الاعتزال وهجرة الأضواء، غير أن الأضواء أبت أن تهجرها طيلة تلك السنوات، فظلت أخبارها مثار اهتمام عشاقها الذين ارتبطوا بدلوعة السينما المصرية وأعمالها الفنية.
ظلت أخبار النجمة الراحلة مادة دسمة لوسائل الإعلام، حتى مع حرصها الشديد على الاحتفاظ بأكبر قدر من الخصوصية لحياة ما بعد الاعتزال.
يتذكر الجمهور دوما ما قالته الفنانة الراحلة، لحظة إعلان الاعتزال، وهي في الخمسين من عمرها، عندما قالت "لأنني في عز مجدي أفكر في الاعتزال لا أريد أن أنتظر حتى تهجرني الأضواء بعد أن تنحسر عني رويدًا رويدًا.. لا أحب أن أقوم بدور الأمهات العجائز في الأفلام في المستقبل بعد أن تعود الناس أن يروني في دور البطلة الشابة".
ومضت قائلة "لا أحب أن يرى الناس التجاعيد في وجهي ويقارنون بين صورة الشابة التي عرفوها والعجوز التي سوف يشاهدونها، أريد أن يظل الناس محتفظين بأجمل صورة لي عندهم ولهذا فلن أنتظر حتى تعتزلني الأضواء وإنما سوف أهجرها في الوقت المناسب قبل أن تهتز صورتي في خيال الناس".
وبعيداً عن أعمالها الفنية الخالدة، حظت الفنانة الراحلة بجانب إنساني في حياتها، لا سيما بعد الاعتزال، حيث كرست حياتها في ذلك الوقت لرعاية الأطفال الأيتام خاصة وأنها لم ترزق بأطفال، وكانت تتوق أن تكون أما وأن تسمع كلمة "ماما".
تلك الأمنية سجلتها شادية بخط يدها قبل عشرات السنين، فقد كانت إحدى المجلات الفنية في زمن الفن الجميل تتبع تقليدًا محببًا لقلب النجوم والقراء على حد سواء، وهو أن يتم اختيار سؤال يطرحه أحد القراء على النجم، ليجيب الفنان بخط يده على هذا السؤال ويتم نشره على صحفات المجلة.
وتم توجيه سؤال لشادية، وهو ما هي أكبر أمنية لك، لا يعرفها الناس؟، وأجابت شادية بخط يدها "الأمنية التي لم يعرفها عني الناس، هي أنني أتمنى أن يكون عندي دستة من الأطفال عندما أبلغ سن الخمسين".
الفنانة الراحلة حملت بالفعل مرتين لكنهما لم تكتملا، رغم حرصها في المرة الثانية على عدم المشاركة في أية أعمال فنية حفاظًا على الجنين، الذي كانت تتمناه.
شادية فنانة مصرية، تميزت بحيويتها وخفة ظلها وشاركت في العديد من الأفلام المهمة بتاريخ السينما المصرية خلال فترة الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، استطاعت بموهبتها في الغناء والتمثيل أن تصبح أحد أبرز نجمات السينما، كما اعتبرها الكثير من النقاد أهم فنانة شاملة ظهرت في تاريخ الدراما العربية، وأطلق عليها لقب (دلوعة السينما المصرية).
ولدت فاطمة أحمد كمال الدين شاكر في 8 فبراير 1934 في الحلمية الجديدة بحي عابدين العريق في القاهرة لأم تركية وأب مصري من محافظة الشرقية، وكان والدها يعمل مهندساً زراعياً ومشرفاً على أراضي المزارع الملكية في قرية أنشاص الرمل بالشرقية.
تزوجت الفنانة شادية في بداية حياتها من الفنان عماد حمدي الذي كان يكبرها بحوالي 20 عاماً ولكن لم يستمر زواجهما أكثر من 3 سنوات، ثم تزوجت من المهندس عزيز فتحي عام 1957 والذي انفصلت عنه أيضاً بعد 3 سنوات.
وفي عام 1965 تزوجت شادية من الفنان صلاح ذوالفقار بعد قصة حب ملتهبة ولكنهما قررا الطلاق عام 1972، وعلى الرغم من تعدد زيجاتها إلا أنه لم يكتب لها الإنجاب بينما ظلت الأم الروحية لابن زوجها السابق نادر عماد حمدي من زوجته الأولى فتحية شريف.
كانت "فتوش" - اللفظ التركي لاسم فاطمة- تعشق الغناء والتمثيل منذ الصغر، وكانت بارعة في تقليد الفنانة ليلى مراد التي حفظت أغانيها عن ظهر قلب، فشجعتها شقيقتها عفاف التي فشلت محاولتها في دخول عالم الفن لاعتراض والدها وعملت على تحقيق أحلامها عن طريق شقيقتها.
خشت شادية رد فعل والدها الذي سبق أن قاطع أختها الكبرى لمدة عام بسبب رغبتها في دخول عالم الفن، فدبرت مؤامرة لإقناعه بموهبتها حيث استغلت وجود المغني التركي منير نورالدين مع العائلة في إحدى المناسبات وطلبت من جدتها أن تدعوها للغناء أمام الجميع.
استجابت الجدة على الفور لطلب حفيدتها التي قامت بأداء أغنية ليلى مراد (بتبص لي كده ليه)، وبالفعل نالت إعجاب "نور الدين" الذي قرر أن يساعدها على صقل موهبتها بالدراسة، فأحضر لها من علمها العود و(الصولفيج) ومنذ تلك اللحظة أدرك والدها موهبة ابنته.
شهد عام 1947 أول تعارف بين شادية والجمهور من خلال دور ثانوي في فيلم (أزهار وأشواك) لم يكن له الأثر الأكبر على مسيرتها المبكرة، إلا إنها قفزت إلى أدوار البطولة في نفس العام من خلال فيلم (العقل في إجازة) مع الفنان محمد فوزي.
كان المخرج حلمي رفله أطلق عليها للمرة الأولى اسم شادية في ذلك الفيلم حيث أدهشت الجميع بأدائها المتميز للألحان والجمل الحوارية وهي دون الثالثة عشرة من عمرها، فأصبحت أكبر المرشحات لخلافة ليلى مراد في مملكة الغناء والتمثيل معاً.
قدمت الفنانة المصرية في الخمسينيات ثنائي شهير مع الفنان عماد حمدي والفنان كمال الشناوي من خلال أفلام (أشكي لمين) و(أقوى من الحب) و(ارحم حبي)، ويُعد عام 1952 أكثر أعوامها الفنية ازدهاراً في السينما حيث قدمت حوالي 13 فيلماً بمعدل فيلم كل شهر.
جاءت فرصة العمر لشادية عام 1959 من خلال دورها في فيلم (المرأة المجهولة) لتثبت قدرتها العالية على تجسيد كافة الأدوار حيث قدمت دور الأم العجوز وهي لا تزال في 30 من عمرها، بينما كانت النقلة الأخرى في مشوارها الفني من خلال أفلامها مع صلاح ذوالفقار والتي أخرجت بها طاقتها الكوميدية في أفلام (مراتي مدير عام) و(كرامة زوجتي) و(عفريت مراتي).
كما قدمت فيلم (أنا الحب) ليكون بداية انطلاقها بالدراما وهي لم تزل بعمر الورود، ووقفت لأول مرة على خشبة المسرح عام 1985 لتقدم مسرحية (ريا وسكينة) مع سهير البابلي وعبدالمنعم مدبولي وحسين كمال لمدة 3 سنوات في مصر والدول العربية.
ظلت الفنانة المصرية نجمة الشباك الأولى لمدة تزيد على ربع قرن، وقدمت خلال فترة ما يقارب أربعين عاماً حوالي 112 فيلماً و10 مسلسلات إذاعية، بالإضافة إلى مسرحية واحدة وما يتجاوز 1500 من الأغاني العاطفية والوطنية، إلى جانب عدد كبير من الأفلام والمسلسلات والمسرحيات والأعمال الإذاعية.
وانطلقت شادية على يد المخرج أحمد بدرخان الذي كان يبحث عن وجوه جديدة فتقدمت وأدت وغنت ونالت إعجاب كل من كان في استوديو مصر، إلا أن هذا المشروع توقف ولم يكتمل، ولكن في هذا الوقت قامت بدور صغير في فيلم (أزهار وأشواك)، وبعد ذلك رشحها أحمد بدرخان لحلمي رفلة لتقوم بدور البطولة أمام محمد فوزي في أول فيلم من إنتاجه وهو (العقل في إجازة).
وقد حقق الفيلم نجاحًا كبيراً مما جعل محمد فوزي يستعين بها بعد ذلك في عدة أفلام هي الروح والجسد، الزوجة السابعة، صاحبة الملاليم، بنات حواء، وتالت الأفلام التي شاركت فيها، قبل أن تنطلق في عالم النجومية بعشرات الأفلام والمسرحيات.
ورغم مرور نحو 33 عاما على قرار الفنانة الراحلة شادية الاعتزال وهجرة الأضواء، غير أن الأضواء أبت أن تهجرها طيلة تلك السنوات، فظلت أخبارها مثار اهتمام عشاقها الذين ارتبطوا بدلوعة السينما المصرية وأعمالها الفنية.
ظلت أخبار النجمة الراحلة مادة دسمة لوسائل الإعلام، حتى مع حرصها الشديد على الاحتفاظ بأكبر قدر من الخصوصية لحياة ما بعد الاعتزال.
يتذكر الجمهور دوما ما قالته الفنانة الراحلة، لحظة إعلان الاعتزال، وهي في الخمسين من عمرها، عندما قالت "لأنني في عز مجدي أفكر في الاعتزال لا أريد أن أنتظر حتى تهجرني الأضواء بعد أن تنحسر عني رويدًا رويدًا.. لا أحب أن أقوم بدور الأمهات العجائز في الأفلام في المستقبل بعد أن تعود الناس أن يروني في دور البطلة الشابة".
ومضت قائلة "لا أحب أن يرى الناس التجاعيد في وجهي ويقارنون بين صورة الشابة التي عرفوها والعجوز التي سوف يشاهدونها، أريد أن يظل الناس محتفظين بأجمل صورة لي عندهم ولهذا فلن أنتظر حتى تعتزلني الأضواء وإنما سوف أهجرها في الوقت المناسب قبل أن تهتز صورتي في خيال الناس".
وبعيداً عن أعمالها الفنية الخالدة، حظت الفنانة الراحلة بجانب إنساني في حياتها، لا سيما بعد الاعتزال، حيث كرست حياتها في ذلك الوقت لرعاية الأطفال الأيتام خاصة وأنها لم ترزق بأطفال، وكانت تتوق أن تكون أما وأن تسمع كلمة "ماما".
تلك الأمنية سجلتها شادية بخط يدها قبل عشرات السنين، فقد كانت إحدى المجلات الفنية في زمن الفن الجميل تتبع تقليدًا محببًا لقلب النجوم والقراء على حد سواء، وهو أن يتم اختيار سؤال يطرحه أحد القراء على النجم، ليجيب الفنان بخط يده على هذا السؤال ويتم نشره على صحفات المجلة.
وتم توجيه سؤال لشادية، وهو ما هي أكبر أمنية لك، لا يعرفها الناس؟، وأجابت شادية بخط يدها "الأمنية التي لم يعرفها عني الناس، هي أنني أتمنى أن يكون عندي دستة من الأطفال عندما أبلغ سن الخمسين".
الفنانة الراحلة حملت بالفعل مرتين لكنهما لم تكتملا، رغم حرصها في المرة الثانية على عدم المشاركة في أية أعمال فنية حفاظًا على الجنين، الذي كانت تتمناه.