مخطط صهيوني للسيطرة على الأقصى ومسخ الهوية العربية.. وهيكل سليمان المبرر
الإثنين 25/ديسمبر/2017 - 06:46 م
عواطف الوصيف
طباعة
فلسطين مهد الرسالات، وبلدٌ كل عربي، فهي زهرة المدائن، بها القدس قلب العروبة، وتضم أهم الرموز المقدسة لكل الأديان، بها تقطن كنيسة المهد، حيث ميلاد السيد المسيح عليه السلام، وبها المسجد الأقصى، الذي شهد رحلة الإسراء والمعراج التي قام بها الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام.
انتهاكات قوى وقادة..
لابد من الإشارة إلى أنه منذ قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بأن القدس هي عاصمة إسرائيل، وقوات الإحتلال تستغل ذلك أسوأ استغلال، وبدأت تمارس العديد من الانتهاكات والمحرمات أكثر من ذي قبل.
مخاطر على الهوية العقائدية..
لا شك أن ما نشاهده كل يوم من صور وفيديوهات، لما يواجهه أبناء فلسطين رجالًا ونساءً وأطفالًا، هو ألم يفطر القلوب، ولكن هناك ما هو أخطر بكثير من ذلك، وهو التهديدات التي تمس الهوية العقائدية، فحينما تصدر وزيرة الثقافة الإسرائيلية، ميري ريغيف، قرارًا بضرورة التنقيب عن ما يسمونه بهيكل سليمان أسفل المسجد الأقصى، فلابد من أن نشعر بالذعر.
وحينما نجد "ريغيف" تتخذ إجراءات لإنشاء كنيس يهودي، أي أن هناك خطر على كنيسة المهد، وربما كنيسة القيامة أيضًا، فلابد أن نشعر بالخوف، فلم تعد المخاطر تحيط بالكرامة الآدمية للعرب، بل أصبحت مس الهوية العقائدية أيضًا.
حجج ومزاعم إسرائيلية..
تحاول إسرائيل أن تروج لمزاعم تعتبرها حجة مقنعة لما تقوم به من انتهاكات للمسجد الأقصى، تشمل اقتحامات وممارسة شعائر تخالف الشريعة الإسلامية، مثل الطقوس التلمدية، لأنها تزعم أنه يوجد ما يسمونه بـ"هيكل سليمان" تحت المسجد.
كما أنهم يحاولون إقناع الجميع بأن من حقهم أن يطيحوا بالأقصى نهائيًا، للتنقيب عن هذا الهيكل، واسترداد حقهم وهويتهم وتاريخهم، لذلك يستلزم هنا وقفة لتلك الأكذوبة، التي قد تستغل حتى تفقدنا هويتنا.
البينة على من أدعى..
بالتأكيد أن قضية هيكل سليمان، لا تنقضي في بضعة كلمات، لكن قد تحتاج لدراسة وبحث كاملين، لكن وبمحاولة بسيطة سيتم إظهار أن كل ما يروج له اليهود لا أساس له من الصحة، وهدفهم الوحيد هو الإطاحة بالمسجد الأقصى، لكنهم يتخفون وراء مزاعم كاذبة، ولن نثيت ذلك استنادًا على القرآن الكريم، لأنهم من السهل أن يشككوا في ذلك بمنتهى السهولة، وإنما الإستناد سيكون من قلب كتبهم المقدسة نفسها، لتكون البينة ضد من أدعى.
هيكل سليمان في التوراة..
لن نتجول وسط أيات التوراة، ففي النهاية، ليس من حقنا تقديم تفسير ديني، لأننا وبإختصار لسنا متخصصين، لكن هيكل سليمان معروف في التوراه بأنه، "بيت الإله"، ومن الأسماء المعروف بها أيضا وهو ما يعد كارثة في حد ذاتها، هو "هيكل يهو"، أي بيت الإله يهو"، والسؤال إذا الذي يفترض أن يوجه لليهود أنفسهم، من هو الإله يهو؟، ومن يقصدون به؟.
وحدة اليهود..
معروف أن لهيكل سليمان قصة طويلة في قلب التوراة، فقد مر بمراحل عديدة، ما بين بناء وهدم وإعادة بناء مرة أخرى، لكن ما يعد ملفتا هو ما قاله موسى بن ميمون الطبيب اليهودي في البلاط الأندلسي، الذي زار القدس عام 1267م، ولفت انتباه اليهود إلى ضرورة بناء هيكل ليكون رمزاً لوحدتهم، مما يؤكد أن الغرض من المزاعم التي يروجونها ليس لها علاقة بسيدنا سليمان أو داود، وإنما فقط، أن يكونوا يد واحدة للتمكن من الإطاحة بالمسجد الأقصى، وللوقوف أمام العرب مسلمين ومسيحين.
الخلاصة..
ليس المقصود التأكيد على وجود الهيكل أم لا، أو التشكيك في ماهية قصص ذكرت في كتب دينية، أو التصديق عليها، ففي النهاية لسنا فقهاء في الدين، لكن لابد من توضيح صورة اليهود، وماهيتهم أمام الجميع، ويكفي أن كل ما يقومون به يتنافى مع كل الأديان السماوية، وحينما نجد محاولة وإجراءات تتخذ بالفعل لإنشاء كنيس يهودي، بجانب حائط البراق، الذي يقع في الجهة الغربية من المسجد الأقصى، فهذا يعني أنه من المحتمل أن يكون هناك خطورة على كنيسة القيامة أيضا لأنها ببساطة تقع في قلب القدس القديمة.
إذا السؤال وفي الختام.. ألم يأن الآوان لتلاحم المسلمين والمسيحين معا، للوقوف أمام مخطط صهيوني، غرضه الأول ضرب الهوية العقائدية، لفرض سيادته وسيطرته؟.