أن تجد نجمًا في تاريخ الفن العربي، يؤدي العديد من الألوان الفنية، فهذا ليس بالأمر النادر، لكن أن يبرع ويترك بصمة في كل لون منها، فهذا ليس بعملة سهلة في وطننا العربي.

لا أعرف تحديدًا متى كانت تلك اللحظة التي قررت فيها أن أحب محمد فوزي، ولا أذكر متى صرت أعده مطربي المفضل والمتربع على عرش مزاجي الموسيقي.

ربما هي لحظة سماعي له يقول "يا هل ترى يرضيك من بعد ما جيتك آخدك نصير وسند ليا"، تلك الجملة لفظًا ولحنًا هي لحظة مبهرة بالنسبة لي.

أو ربما هي المقدمة الموسيقية العبقرية للحنه الرائع (تملي في قلبي)، ومحاولتي لاستكشاف ما إذا كان الإيقاع الأساسي للأغنية سامبا أو رومبا تلك المحاولات التي انتهت بأن قررت أن استمتع باللحن والأغنية دون فلسفة.

أحبه جدًا عندما يقول (يا ريت أخطر على قلبك ولو تكرهني وأحبك).. جملة مثل (يا عيني على قلبي) تجعل قلبي يذوب.
وأكاد أطير إذ اسمعه ينشد (الخفة اللي شاغلني مهما يبعد عني أنواره تخايلني لو في آخر الدنيا).

أغنية (اللي يهواك أهواه) بلحنها الرقيق، وصوت فاتن حمامة، الذي يظهر على استحياء في الكورس، وهي تردد (اللي).

في أغنية (قاعد لوحدك ليه يا جميل) يمزج الكلام المغني بجمل حوارية لماري كويني، التي ربما كانت لا تجيد الغناء، تقول هي:"دمك تقيل" ( فيرد هو: "وسئيل ورزيل، لكن لوحدك ليه يا جميل) أغنية من أجمل ما قدم من أغاني في الأفلام بتصويرها المميز الذي ربما لو اقتصصته من الفيلم لصار فيديو كليب ناجح بمنظور العصر الحالي.

كنت أتابع واستكشف ما لا أعرفه عن العالم الغنائي لذلك العبقري لأعثر على أغنية تسمى (وحياتك أنت)، ما أثار دهشتي هو أنها أغنية بمقاييس فوزي طويلة نسبيا إذ تزيد عن العشر دقائق، انصح بشدة بالاستماع إليها وهي من أجمل ما قدم لحنًا وغناءًا.

ويا عيني عليه لما يقول (صعبان عليا) أويغني لمديحة يسري من فيلم (بنت حواء) (يا جارحة القلب بعيونك يصونها المولى ويصونك).

لكني أتوقف طويلًا أمام أغنية من فيلم (الزوجة السابعة) وهي أغنية (تخاصميني تصالحيني) وأتساءل من أي منطقة في عقله ووجدانه جاءته تلك الجملة اللحنية البديعة لمقدمة الأغنية.

ويدغدغ مشاعري إذ يغني (راح توحشيني لو تحرميني من نور جمالك)..

ويغني لفاتن حمامة (طير بينا يا قلبي) فيحملني على جناح الحلم..

إلى جانب العديد من التجارب اللحنية التي قام بغنائها.. (ويلك ويلك) ذلك اللحن المميز والغريب، (أيوه الله أيوه الله)، (استعراض الزهور).

فوزي الذي يغني فأشعر معه أن الحياة حلوة..

فوزي الذي اعتبره صوتا للبهجة في حياتي.. فوزي القادر بصوته على أن يخرجني من كآبتي وأن ينتشلني من احباطاتي المتتالية.