وزير الأوقاف خلال خطبة الجمعة بالدقهلية: ستسأل عن مالك كله فلا تجعله سحتًا

الجمعة 09/فبراير/2018 - 01:47 م

هالة توفيق

ألقى الدكتور مختار جمعة وزير الأوقاف خطبة الجمعة، بمسجد النصر بالدقهلية، وقال "إذا كان مالك سيؤخذ منك كله ولن يخلد كما أنك لن تخلد وسيذهب لغيرك يتمتع به، ويضاف إلى ذلك أنك ستسأل عنه كله فاجعله حلالا ولا تجعله سحتا".

وعن يحيى بن معاذ الرازي "من يسمع الأولون والآخرون بمثلهما للعبد في ماله: عند موته يؤخذ منه كله ويسأل عنه كله".

ولكنك تستطيع أن تجعل هذا المال مخلدا ويظل معك لا يفارقك ولا يذهب لغيرك منه شيئا الا ظاهره فقط ولكن حقيقته سيبقى معك أنت ؛عَنْ أَبِي مَيْسَرَةَ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهُمْ ذَبَحُوا شَاةً فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا بَقِيَ مِنْهَا قَالَتْ مَا بَقِيَ مِنْهَا إِلَّا كَتِفُهَا قَالَ بَقِيَ كُلُّهَا غَيْرَ كَتِفِهَا" قَالَتْ : أُهْدِيَ لَنَا شَاةٌ مَشْوِيَّةٌ ، فَقَسَّمْتُهَا كُلَّهَا إِلَّا كَتِفَهَا، فَدَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ : " كُلُّهَا لَكُمْ إِلَّا كَتِفَهَا "، رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ فِي الْجَامِعِ بِلَفْظٍ : أَنَّهُمْ ذَبَحُوا شَاةً ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " مَا بَقِيَ مِنْهَا ؟ " قَالَتْ : مَا بَقِيَ مِنْهَا إِلَّا كَتِفُهَا ، قَالَ : " بَقِيَ كُلُّهَا غَيْرَ كَتِفِهَا " ، وَقَالَ : حَسَنٌ صَحِيحٌ، وَمَعْنَاهُ أَنَّهُمْ تَصَدَّقُوا بِهَا إِلَّا كَتِفَهَا.

وقال صلى الله عليه وسلم، اللهم اعط منفقا خلفا، فما عندكم ينفد وما عند الله باق. فمن أراد أن يبقى ماله معه في قبره يستنير به فلينفق في سبيل الله فهي برهان على صدق إيمانه والمؤمنون نوره يسعى بين أيديهم وأيمانهم ومن أراد أن يبقى معه ماله يوم ان تدنوا الشمس من الرؤوس فلينفق فمن السبعة الذين يظلهم الله في ظله ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما أنفقت يمينه.

وإذا كنت ستسأل عنه فاجعله حلالا ويبتعد عن صور جمع المال الحرام السحت، ومنها: الحلف بالله زوراً لتضييع الحقوق ، وهضم الأموال ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رضي الله عنه ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " مَنِ اقْتَطَعَ حَقَّ امْرِئٍ مُسْلِمٍ بِيَمِينِهِ ، فَقَدْ أَوْجَبَ اللَّهُ لَهُ النَّارَ ، وَحَرَّمَ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ " ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ : وَإِنْ كَانَ شَيْئًا يَسِيرًا يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ ، قَالَ : " وَإِنْ كان قَضِيبًا مِنْ أَرَاكٍ "

موضحا أن من صور المال الحرام التسول وسؤال الناس بلا حاجة أو ضرورة ، فالتسول سبب لمحق بركة المال ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَا تُلْحِفُوا فِي الْمَسْأَلَةِ ، فَوَاللَّهِ لَا يَسْأَلُنِي أَحَدٌ مِنْكُمْ شَيْئًا ، فَتُخْرِجَ لَهُ مَسْأَلَتُهُ مِنِّي شَيْئًا وَأَنَا لَهُ كَارِهٌ فَيُبَارَكَ لَهُ فِيمَا أَعْطَيْتُهُ " قال صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَا تَزَالُ الْمَسْأَلَةُ بِأَحَدِكُمْ ، حَتَّى يَلْقَى اللَّهَ وَلَيْسَ فِي وَجْهِهِ مُزْعَةُ لَحْمٍ "

واردف ان صور أكل المال الحرام ، غش الناس والتدليس عليهم في المعاملات ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، مَرَّ عَلَى صُبْرَةِ طَعَامٍ ، فَأَدْخَلَ يَدَهُ فِيهَا ، فَنَالَتْ أَصَابِعُهُ بَلَلًا ، فَقَالَ مَا هَذَا يَا صَاحِبَ الطَّعَامِ ؟ قَالَ : أَصَابَتْهُ السَّمَاءُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : " أَفَلَا جَعَلْتَهُ فَوْقَ الطَّعَامِ ، كَيْ يَرَاهُ النَّاسُ ، مَنْ غَشَّ فَلَيْسَ مِنِّي "

فهلموا الى تحصيل المال بطاعة الله عن حُذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: قامَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فقال: "هلُمُّوا إليَّ"، فأقبَلوا إليه فجلَسُوا فقال "هذا رسولُ ربِّ العالمين جبريلُ نفثَ في روعِي أنه لن تموتَ نفسٌ حتى تستكمِلَ رِزقَها وإن أبطَأَ عليها، فاتقوا الله وأجمِلوا في الطلب، ولا يحمِلنَّكم استِبطاءُ الرِّزق أن تأخذُوه بمعصية الله؛ فإن الله لا يُنالُ ما عندَه إلا بطاعتِه" (وأجمِلوا في الطلبِ) أي: في طلبِ الرِّزق والسعي لتحصيل الدنيا والمكاسِب .

حضر صلاة الجمعة، الدكتور شوقي علام ، مفتى الجمهورية، الدكتور أحمد الشعراوي محافظ الدقهلية، اللواء أحمد صقر محافظ الغربية، واللواء إبراهيم نصر محافظ كفر الشيخ، الشيخ طه زيادة وكيل وزارة الأوقاف بالدقهلية، وعدد من مديرى مديريات الأوقاف بالدقهلية، واللواء فايز شلتوت سكرتير عام المحافظة، والدكتور سعد مكي وكيل وزارة الصحة، والنائب نبيل الجمل، والنائب سيد حجازى، المهندس مختار الخولى، وكيل الوزارة السكرتير المساعد، العقيد أحمد صلاح الدين، المستشار العسكري للمحافظة، وعدد من القيادات الأمنية والتنفيذية.