قاضية مسيحية تدافع عن الإسلام.. وتؤكد: دليلي "آل عمران"
الأربعاء 14/فبراير/2018 - 01:41 م
عواطف الوصيف
طباعة
القرآن الكريم.. كلمات الله البينات وجب احترامها وتقديسها، ولابد من احترام الأديان الأخرى ولا يصح التشكيك فيما أنزله الله تعالى، وفي بريطانيا مورست أسمى سبل تحقيق العدل والحق للدفاع عن رسالة الله للعباد، لنشر قيم ومبادئ الإسلام، وهو القرآن الكريم.
اهتمت صحيفة "إندبندنت" البريطانية، بإلقاء الضوء على حادثة هامة وقعت في لبنان، وأكثر ما يلفت في الأمر، ليس كون وقوع هذه الحادثة في لبنان، لكن لأنها صادرة عن قاضية مسيحية، تصدر أحكام تدافع بها عن القرآن هذا هو ما يعد ملفتا.
أصدرت القاضية جوسلين متى، حكما على مجموعة من الشباب المسلمين في لبنان، ولا تظن عزيزي القاريء أن حكمها كان الزج بهم في السجن، وإنما أمرتهم بحفظ آيات من آيات من سورة آل عمران من القرآن، وذلك لاحتوائها على قصة السيدة مريم، لتجنبهم بذلك السجن ثلاثة أعوام بتهمة "ازدراء الأديان.
بحسب "إندبندنت" البريطانية، فإن هذا الحكم الذي لابد من وصفه، بـ"الجميل"، تم في محكمة "طرابلس" الأسبوع الماضي، وكان هدفها هو أن يتعلم المراهقين كيف أحترم الإسلام الديانة المسيحية، وكيف قدس "سيدة نساء العالمين"، السيدة مريم أم المسيح، مؤكدة أنه لابد من استغلال القانون ليكون مدرسة يعلم من خلالها الأجيال المختلفة، وليس مجرد وسيلة للعقاب، أو السجن.
ويبدو أن كا قامت جوسلين، قد أثار إهتمام الصحيفة البريطانية، لدرجة جعلتها تقوم بدراسة القرآن وكل كلمة، تتضمنها نصوصه، فقد أشارت إلى أن الكثير من النصوص الإسلامية كرمت السيدة مريم مستشهدة بآية فى سورة آل عمران، وهي "وَإِذْ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِين".
لم تكتف "إندبندنت" بـ"آل عمران"، فقد ألقت الضوء أيضا على سورة "مريم"، التي اعتبرت أن مجرد أسمها دليل على إحترام الإسلام للديانة المسيحية، وهو ما يعد اعترافا من صحيفة تحمل أفكار بريطانية، لكنها التزمت الحق، بذكر حقيقة هذا الدين وما يحمل من معان ورسالة مقدسة، مؤكدة أن المراهقين من شباب المسلمين، يعانون من الجهل، بأبسط ما يميز دينهم، مشيدة بقرار هذه القاضية، بأن يحفظوا أجزاء من هذه الأديان، معتبرة أنه حكم مثالي.
ولم تلق هذه القضية اهتماما من قبل "إندبندنت" البريطانية فقط فقد قال موقع "بى بى سى عربى" إن موقف القاضية لاقى استحسان السياسيين في لبنان وانتقل إلى مواقع التواصل الاجتماعي، التي احتفت بالقاضية عبر تدشين هاشتاغ حمل اسمها #جوسلين_متى.
من ناحية أخرى، يستلزم الإشارة إلى أن كل من رئيس الوزراء اللبناني الحالي سعد الحريري والسابق نجيب ميقاتي، قد أشادوا بالقاضية في تغريدة على حسابيهما على تويتر، إذ قال الأول " تحية لقاضي التحقيق في الشمال الرئيسة #جوسلين_متى. حكمها على الشبان في قضية السيدة مريم، وإلزامهم بحفظ سورة آل عمران من القرآن الكريم، قمة في العدالة وتعليم المفاهيم المشتركة بين المسلمين والمسيحيين"، بينما كتب الأخير " أحيي القاضية جوسلين متى على القرار الذي أصدرته باستبدال عقوبة السجن لشبان أساءوا للسيدة العذراء بحفظ آيات تكرّمها في القرآن الكريم، وهو مثال يحتذى في الاحكام القضائية الإصلاحية المبنية على التسامح والتثقيف الديني الصحيح واحترام الآخرين، وتحويل مجريات الأمور من سلبية إلى إيجابية."
انتهت القضية، لكن الحكم سيبقى في الأذهان، الذي يمكن اعتباره بمثابة مدرسة جديدة في القانون، هدفها تربية أجيال عاقلة واعية، بأهم وأبسط أمور دينها، تعي ماهية الحق، وتدافع هي عنه، والأهم أن مجريات الأحداث تثبت لمن يروجون عن الإسلام حقائق لا علاقة لها بالواقع، أن هذا الدين هو أجمل رمز للسماحة والعدل، وهو الوسيلة المثلى للدفاع عن الحق.