الجيزاوي في حواره مع "بوابة المواطن "لابد من تطوير مشروع الرعاية الصحية والأداء الإداري في النقابة العامة لاتحاد كُتاب مصر"
الثلاثاء 20/فبراير/2018 - 06:01 م
لمياء يسري.
طباعة
خليل الجيزاوي، كاتب وروائي وناقد مصري، أصدر خمس روايات وثلاث مجموعات قصصية وكتابان في النقد الأدبي، من الروايات: مواقيت الصمت، الألاضيش، سيرة بنى صالح، ومن المجموعات القصصية: نشيد الخلاص، أولاد الأفاعي، حبل الوداد.
نال الكثير من الجوائز الأدبية، منها الجائزة الأولى في القصة القصيرة والرواية من نادي القصة بالقاهرة، وجائزة محمود تيمور في القصة القصيرة من المجلس الأعلى للثقافة، وكيل وزارة الثقافة ، وعضو مجلس إدارة النقابة العامة لاتحاد كُتاب مصر، رئيس لجنة النشر، وعضو مجلس إدارة نادي القصة بالقاهرة.
كما شارك في تحكيم الكثير من الجوائز الأدبية التي تُثري المشهد الثقافي منها مسابقة ساقية الصاوى للقصة القصيرة للشباب، ومسابقات القصة القصيرة والرواية التي يُنظمها نادي القصة بالقاهرة، ومسابقات القصة القصيرة والرواية التي تنظمها النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر، وشارك مُؤخرًا في تحكيم مُسابقة إبداع الموسم السادس 2017/2018 كعضو لجنة تحكيم في لجنة القصة القصيرة التي تنظمها الإدارة المركزية للشئون الثقافية بوزارة الشباب والرياضة، في كل جامعات مصر، وبعد مشاركته بلجنة التحكيم كان الحوار:
ــــــــ ما خطتكم نحو تطوير اتحاد كتاب مصر؟
على مدار أربع سنوات شاركت في اجتماعات النقابة العامة لاتحاد كُتاب مصر، بصفتي عضو مجلس إدارة ورئيس لجنة النشر، وخلال هذه السنوات شاركت مع الزملاء في طرح التعديلات على الكثير من قوانين اتحاد كُتاب مصر الذي أنشئ عام 1975 بجهد كبير من الأديب يوسف السباعي، ولكن عند قراءة بنود قانون إنشاء اتحاد الكتاب، تلاحظ وجود خلط في مواد قانون اتحاد الكُتاب، بين قانون الجمعيات الأهلية مثل نادي القصة بالقاهرة على سبيل المثال، وبين قانون النقابات الكبرى في مصر، ولهذا تم تقديم مشروع قانون لتعديل قانون اتحاد كُتاب مصر، مثلاً من المواد المقترحة في القانون الجديد:
_ تخفيض عدد مجلس الإدارة من ثلاثين عضوًا إلى عشرين عضوًا، وانتخاب رئيس اتحاد كُتاب مصر من الجمعية العمومية مُباشرةً وليس من أعضاء مجلس الإدارة، وثالثًا فك وصاية وزارة الثقافة باعتبارها مشرفة وراعية لاتحاد كُتاب مصر؛ لأن نقابة اتحاد كتب مصر نقابة مستقلة لا تخضع لأية وصاية من أحد.
كذلك تطوير مشروع الرعاية الصحية، وتطوير الأداء الإداري في النقابة العامة لاتحاد كُتاب مصر؛ بسبب وجود الكثير من الخلل في أداء الموظفين، وعدم وجود تكليفات مباشرة لتحديد اختصاص كل موظف، كل هذه الثغرات سيتم علاجها خلال الفترة القادمة من تطوير الأداء النقابي والإداري في النقابة العامة لاتحاد كُتاب مصر.
ـــــــ كيف تقيم مستوى الطلاب المُشاركين في مسابقة إبداع الموسم السادس 2017 - 2018؟
لقد شاركت هذا العام في تحكيم لجنة القصة القصيرة الموسم السادس في مسابقة إبداع التي تُنظمها الإدارة المركزية للشئون الثقافية بوزارة الشباب والرياضة 2017 - 2018 تحت رعاية المهندس خالد عبد العزيز وزير الشباب والرياضة، بصقتي عضو لجنة التحكيم، مع الروائي الكبير يوسف القعيد بصفتي رئيسًا للجنة التحكيم، وعضوية الناقدة المتميزة د. أماني فؤاد، وكنا باعتبارنا أعضاء لجنة التحكيم فريقًا مُتناغمًا، وعلى مدار أكثر من شهرين قمت بقراءة القصص قراءة نقدية فاحصة. وفي الحقيقة، سعدت كثيرًا بمشاركتي في لجنة التحكيم، هذه المُشاركة جعلتني أقف على مستوى جيد لمجموعة من الطالبات والطلاب من شباب الجامعات في كل محافظات مصر المحروسة، هذا المستوى المتميز قي كتابة القصة القصيرة يُبشر بالخير، ويُؤكد أن مصر ولادة، ومثل هذه المسابقة الكبيرة تقدم للحركة الأدبية والثقافية أسماء جديدة تُثري المشهد الثقافي إن شاء الله.
_ ما هي أبرز الملاحظات لديك حول القصص المشاركة في مسابقة إبداع؟
هناك بعض الملاحظات على ما قرأته من قصص خلال هذه المسابقة:
الملاحظة الأولى: وجود أخطاء لغوية كثيرة عند كتابة هذه القصص، وصرحت أثناء مناقشتي العلنية مع هؤلاء الشباب: لا بد من امتلاك الشاب مفردات الكتابة الأدبية، وأولها امتلاك ناصية اللغة العربية، وقراءة وفهم كتاب القواعد الأساسية في قواعد النحو العربي، وعليهم مراجعة القصص مراجعة لغوية دقيقة قبل الاشتراك بها في مثل هذه المسابقات.
الملاحظة الثانية: كتابة القصة القصيرة باستخدام المعجم اللغوي القديم، وأعلنتها لهم: ما تعلمته خلال مشواري الأدبي الذي تجاوز الـ25 عامًا مع كتابة القصة القصيرة والرواية والدراسات والمقالات النقدية، أنه من المهم أن ينحت الكاتب لغته الخاصة وأن يكتب القصة القصيرة بلسان الناس الذين يكتب عنهم وبلغة قريبة منهم.
الملاحظة الثالثة والأخيرة: على الكاتب الشاب أن يعرف الفروق الدقيقة بين كتابة القصة القصيرة والرواية، فقد تلاحظ أن بعض الشباب يكتبون القصة القصيرة كفصل أول من رواية طويلة، وهذا خطأ فادح يقع فيه الكثير من كُتاب القصة الكبار والشباب، وبناء على ذلك وجهت هؤلاء الشباب لقراءة بعض الكتب التي تتحدث عن البناء الفني في كتابة القصة القصير.
وفي الأحاديث الجانبية، رويت لهم ما سمعته من الكاتب الكبير يحيى حقي عندما تمت استضافته في كلية الآداب جامعة عين شمس عام 1985، وأجاب عن الفرق بين كتابة القصة القصيرة والرواية، فقال للسائل:
اكتب القصة القصيرة كأنك تراها من ثقب مفتاح باب الشقة أو البيت، يعني اكتب مشهدًا واحدًا، واكتب الرواية كأنك تقف في الشارع الكبير أمام باب البيت أو العمارة، وترى حركة الناس المليئة بالمشاهد والأحداث اليومية.
ومع كل هذه الملاحظات أتوقع للكثير من الشباب المُشاركين النجاح؛ لأن هذه الملاحظات سريعًا ما يتخلص منها الكاتب، ويومًا بعد يوم سيتمكن الكاتب الشاب من تطوير أسلوبه وامتلاك أدوات الكتابة الجيدة.
روايتك "مواقيت الصمت" جاءت ظروف كتابتها مرتبطة بقصة مع الكاتب الكبير يحيى حقي.. فما هي؟
نعم، هذا صحيح، فعندما كنت في السنة الرابعة بكلية الآداب، كانت رواية "قنديل أم هاشم" فاتنة روايات الكاتب الكبير يحيى حقي، مقررة للدراسة علينا، فتوجهت بسؤل مباشر إلى الكاتب الكبير يحيى حقي، فسألته لماذا كل هذا الحب للسيدة زينب؟
فقال لي: اسكن السيدة زينب وأنت تعرف إجابة سؤالك.
فعندما انتقلت للإقامة بحي السيدة زينب كتبت هذه الرواية، ورصدت فيها التغيرات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية خلال عشر سنوات، التي كنت شاهد عيان عليها، وجاءت الرواية على لسان البطلة العائدة لحي السيدة زينب بعد غياب في باريس مدة عشر سنوات.
ولذلك صممت أن يكون إهداء روايتي "مواقيت الصمت" للعظيم يحيى حقي.
ـــــــ كيف تصف مشروعك الأدبي؟
مشروعي الروائي هو مشروع إنساني ينهض على تأمل معنى الحياة والموت والفقد المبكر، وأتأمل التغيرات الاجتماعية في حياة الناس من حولي، والناس وتحولاتهم السياسية، وتحولاتهم كذلك من التدين الوسطي إلى التدين المتطرف وتغول الجماعات الإسلامية في شرايين المجتمع المصري والعربي، وتأمل الناس من خلال تحولاتهم الاقتصادية بعد رحلة عمل طويلة في الخليج العربي، وعودة أكثر من مليوني مصري، يعملون في دول الخليج العربي؛ إذ رأيت كيف تغير نمط سلوك المصريين، وانتشار العباءات الخليجية وظاهرة الحجاب والنقاب التي انتشرت في المجتمع المصري.
مشروعي الروائي يتأمل ويرصد هذه الظواهر في القرية المصرية حيث ولدت، وفي القاهرة حيث تعلمت في جامعة عين شمس وأقيم في القاهرة منذ عام 1981 وحتى الآن، وتنقلت في الإقامة بين أحياء القاهرة الشعبية مثل: حي الإمام الشافعي حيث كانت تقيم عمتي الكبيرة، ثم عشت فترة مع زملاء الدراسة بالجامعة في ميدان فيكتوريا بحي شبرا، ثم انتقلت مع زملاء الدراسة للإقامة بحي الألف مسكن بمصر الجديدة، ثم كانت إقامتي وسكني فترة طويلة تجاوزت عشر سنوات في حي السيدة زينب وسط القاهرة، قبل أن أنتقل للإقامة بأحد أحياء القاهرة الراقية الآن في حي منيل الروضة بجوار نهر النيل العظيم.
هذه التنقلات في السكن والإقامة أفادت عين الكاتب داخلي ورصدت أنفاس الناس الطيبين الجدعان ولاد البلد في الأحياء الشعبية، في الكثير من القصص القصيرة والروايات.
ـــــ أخيرًا نريد منك أن تحدثنا عن عملك الأدبي القادم؟
أكتب رواية الآن عن فترة عملي في العراق، وكنت لا أزال طالبًا في كلية الآداب جامعة عين شمس 1981 - 1985، وأسافر مثل آلاف الشباب للعمل في العراق خلال الإجازة الصيفية، وخلال هذه السنوات كانت الحرب العراقية - الإيرانية مشتعلة، وشاهدت حالة الدمار والخراب التي حلت على الكثير من المدن العراقية، والحمد لله عملت بالاستقبال بأحد الفنادق في مدينة النجف الأشرف، ومدينة كربلاء التي يعتبرها الشيعة في إيران من المدن المقدسة لوجود مسجد الإمام علي بن أبي طالب كرم الله، ومسجد الإمام الحسين رضي الله عنه؛ ولهذا نجت مدينتا النجف الأشرف وكربلاء من قذف الطائرات الإيرانية على المدن العراقية، وبعين المتابع والمشاهد أكتب الكثير من التفاصيل الإنسانية التي عرفتها عن بعض الشخصيات العراقية التي عشت معها خلال هذه السنوات، وأرصد كيف تكون حالة المصري المغترب الذي يسافر بحثًا وراء تحسين معيشته، وقد يعود جثة في نعش خشبي، نتيجة خطأ العامل المصري في إقامة علاقات نسائية محرمة.