ضابط شرطة "مسلم" في الكنيسة.. صلاة على محمد وسلامًا على مريم
الإثنين 05/مارس/2018 - 04:30 م
سارة منصور
طباعة
تتجلي المواقف الإنسانية في لحظة فارقة.. لحظة تخلد نفسها بصورة لها حكاية.. فيتوقف الزمن ويقف الحاضر صامتا مراقبا غير عابئ بدورات الزمن ولا أحداثه.
فهي صورة تضرب كل معاني التطرف في مقتل.. التطرف الذي أنتج الإرهاب وأراق الدماء تحت اسم الدين، جاءت صورة واحدة لتصفع كل هؤلاء، ومبرهنة على أن للدين الإسلامي وجوه أخرى لم يراها الأغبياء بعد.
في مربع معزول من أحد الكنائس المصرية تجلي معنى التسامح الديني والتآخي في مشهد، أثبت أن "الدين والديانة" خطان متوازيان لا يلتقيان .. فقد أثبتت صورة تنشرها "بوابة المواطن" لضابط شرطة مسلم يصلي علي سجادته أمام تمثال السيدة مريم العذراء، العديد من المعانى الإنسانية التى خفت صوتها اليوم أمام الصورة الدامية التى يرسمها الإرهاب بالعالم.
ولعل تلك الصورة تطرح العديد من الأسئلة.. فكيف لضابط مهمته الدنيوية الأولى هى حماية أخوته من الأقباط، أن يتذكر مهمته الدينية بالصلاة والعبادة.. ليختار ذلك المكان تحديد لأداء واجبه الديني ضاربا مثلا في التآخي الديني والإنساني من أمام تمثال العذراء علي سجادة صلاة.
وعن حكم الدين الإسلامي بجواز صلاة المسلم داخل الكنيسة .. فقد كان صحابة النبي صلى الله عليه وسلم في القدس وقاموا بفتح القدس، وكان معهم سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه حينها صلَّى الصحابة الكرام في بهو الكنيسة بدعوة من كبير القساوسة، ولكن لم يشاركهم عمر بن الخطاب لأسباب أخرى، فصلي علي درجة الكنيسة قائلا "حتى لا يتخذها المسلمون مسجدا من بعدى"، وعلي الرغم من مقولة عمر "رضي الله عنه" إلا أن الفقهاء مختلفون بتلك القضية الجدلية.
ويمر عقرب اللحظات ويبقي المعنى الإنساني واضحا مسجلا في صورة، لضابط يصلي من داخل كنيسة أملم تمثال العذراء أثناء أداء عمله.. فصلاة على محمد وسلام على مريم.