هيباتيا.. "بأى ذنب قتلت"
الجمعة 09/مارس/2018 - 03:54 ص
سارة منصور
طباعة
كانت الساعة متأخرة من الليل والناس نيام.. تمكث هي في عربتها التي يجرها حصانان في طريقها إلى المنزل.. تتوافد على رأسها الأفكار التي حيرتها وأذهلت من حولها لفطانتها..
فالجوهر الداخلي لها جميل ذا عقل مستنير براق.. حتى القشرة الخارجية "المظهر".. خلبت لب الرجال وأشتات غيرة لها أعين النساء.
وفجأة تتوقف العربة بغتة والطريق لم يكتمل ويصهل الخير منذرا، لترتجف هي من قمة شعرها حتى أخمص قدميها.
هيباتيا.. عبقرية منذ الصغر
هى هيباشيا أو هيباتيا.. المرأة التي استطاعت أن تحطم معنى قيود الأنثي بالقرن الرابع الميلادي، ولدت عام 370 للميلاد على بعد 220 كيلو متر شمال القاهرة وهذا المكان هو مكان جامعة الإسكندرية القديمة التي كانت بحق أول معهد للبحوث في تاريخ العالم، ويقال "إن هيباشيا هي آخر بريق لشعاع العلم من جامعة الإسكندرية القديمة".
هي هيباتيا ابنة أستاذ الرياضيات الشهير بجامعة الإسكندرية ثيون، وكانت أول عالمة في الفلك والرياضيات، عاشت في فترة القرن الرابع الميلادى، وتميزت بالعبقرية منذ نعومة أظافرها.
استثناءات..
ويعد من دلائل عبقرية هيباتيا أنها تعلمت على نفقة الدولة الرومانية وذلك شيء فريد من نوعه، فالنساء في عصرها لم يكن يتمتعن بمجانية التعليم، أما الاستثناء الثاني الذي تميزت به هو أنها عملت بالتدريس في الجامعة وهي في الخامسة والعشرين من عمرها، وهو استثناء خاص خاصة أن جامعة الإسكندرية كانت مسيحية أو شبه مسيحية في ذلك الوقت.
"فتنة" العلم..
استطاعت هيباتيا أن تخترق مجالات العلم التي كانت حكرا على الرجال فى ذلك الوقت، والذي حرمت المرأة فيه من العديد من حقوقها واعتبرت "فتنة"، وكان لها وضعها بين طلبة العلم لما امتازت به من ذكاء وعبقرية، وتعتبر "أما" للعلوم الطبيعية الحديثة.
ولم تكتف هيباتيا بهذا فقط.. فتوغلت في شرح الفلسفة، في مجالس العلم التي اكتظت بطالبي العلم الذين تعرفوا على رموز الفلاسفة مثل أفلاطون وأرسطو من خلالها، وكانت هذه المجالس بمثابة حلقات للتفكير والأسئلة والتطرق إلى كل ما ليس "مألوفا"، وانتمت إلى المدرسة الأفلاطونية الجديدة.
كما يعود إلى هيباتيا، بحسب الرياضيين، الفضل فى ابتكار طريقة جديدة في "القسمة الستينية"، كما نقحت شروح أبيها فى علم الفلك، وكتبت تفسيرات لقوانين بطليموس الفلكية.
ليل مشئوم..
وذات مساء وبالتحديد في أول مارس سنة 415م بأيام الصوم الكبير.. وبينما هيباتيا عائدة إلى منزلها في جنح الليل والناس نيام.. راكبة عربتها التي يجرها حصانان، والطريق مظلم أشد الظلام، وبالقرب من صحراء وادي النطرون، يعترض العربة جمع من الرهبان المنتظر على الطريق منذ فترة طويلة ويخفيهم ظلام الليل وملابسهم السوداء.
يتوقف الحصانان بغتة ويصهلان بنذير يقبض القلوب.. فيهجم على العربة وبقسوة ووحشية يفتحون بابها، ويجذبون هيباتيا خارجها، ويجرونها جرًا ويذهبون بها إلى كنيسة قيصرون، حيث تقدمت مجموعة منهم وقاموا بنزع ثيابها حتى تجردت تماما من ملابسها وتصبح عارية كما ولدتها أمها، ثم تقدم أحد الرهبان وقيدها، وبسكين حاد النصل وبيد لا ترتعش ذبحها ذبح الشاة.
وليت تلك النهاية رغم بشاعتها.. بل عكف القتلى على مهمة بالغة الغرابة، وغير مسبوقة، بتقطيع الجسد إلى أشلاء مستمتعين ومنتشين بما يفعلون، وراحت تكشط اللحم عن العظم بمحار قاس حاد الأطراف !
وفى منتصف شارع سينارون، أوقدوا نارًا متأججة وقذفوا بأعضاء جسدها، كنهاية لائقة للب الفكر الوثني لما تحمله من أفكار فلسفية كما كما يعتقدون، لتنتهى أسطورة الفلسفة والرياضة بدماء متناثرة على قارعة الطريق وهى لا تدري "بأى ذنب قتلت".
فالجوهر الداخلي لها جميل ذا عقل مستنير براق.. حتى القشرة الخارجية "المظهر".. خلبت لب الرجال وأشتات غيرة لها أعين النساء.
وفجأة تتوقف العربة بغتة والطريق لم يكتمل ويصهل الخير منذرا، لترتجف هي من قمة شعرها حتى أخمص قدميها.
هيباتيا.. عبقرية منذ الصغر
هى هيباشيا أو هيباتيا.. المرأة التي استطاعت أن تحطم معنى قيود الأنثي بالقرن الرابع الميلادي، ولدت عام 370 للميلاد على بعد 220 كيلو متر شمال القاهرة وهذا المكان هو مكان جامعة الإسكندرية القديمة التي كانت بحق أول معهد للبحوث في تاريخ العالم، ويقال "إن هيباشيا هي آخر بريق لشعاع العلم من جامعة الإسكندرية القديمة".
هي هيباتيا ابنة أستاذ الرياضيات الشهير بجامعة الإسكندرية ثيون، وكانت أول عالمة في الفلك والرياضيات، عاشت في فترة القرن الرابع الميلادى، وتميزت بالعبقرية منذ نعومة أظافرها.
استثناءات..
ويعد من دلائل عبقرية هيباتيا أنها تعلمت على نفقة الدولة الرومانية وذلك شيء فريد من نوعه، فالنساء في عصرها لم يكن يتمتعن بمجانية التعليم، أما الاستثناء الثاني الذي تميزت به هو أنها عملت بالتدريس في الجامعة وهي في الخامسة والعشرين من عمرها، وهو استثناء خاص خاصة أن جامعة الإسكندرية كانت مسيحية أو شبه مسيحية في ذلك الوقت.
"فتنة" العلم..
استطاعت هيباتيا أن تخترق مجالات العلم التي كانت حكرا على الرجال فى ذلك الوقت، والذي حرمت المرأة فيه من العديد من حقوقها واعتبرت "فتنة"، وكان لها وضعها بين طلبة العلم لما امتازت به من ذكاء وعبقرية، وتعتبر "أما" للعلوم الطبيعية الحديثة.
ولم تكتف هيباتيا بهذا فقط.. فتوغلت في شرح الفلسفة، في مجالس العلم التي اكتظت بطالبي العلم الذين تعرفوا على رموز الفلاسفة مثل أفلاطون وأرسطو من خلالها، وكانت هذه المجالس بمثابة حلقات للتفكير والأسئلة والتطرق إلى كل ما ليس "مألوفا"، وانتمت إلى المدرسة الأفلاطونية الجديدة.
كما يعود إلى هيباتيا، بحسب الرياضيين، الفضل فى ابتكار طريقة جديدة في "القسمة الستينية"، كما نقحت شروح أبيها فى علم الفلك، وكتبت تفسيرات لقوانين بطليموس الفلكية.
ليل مشئوم..
وذات مساء وبالتحديد في أول مارس سنة 415م بأيام الصوم الكبير.. وبينما هيباتيا عائدة إلى منزلها في جنح الليل والناس نيام.. راكبة عربتها التي يجرها حصانان، والطريق مظلم أشد الظلام، وبالقرب من صحراء وادي النطرون، يعترض العربة جمع من الرهبان المنتظر على الطريق منذ فترة طويلة ويخفيهم ظلام الليل وملابسهم السوداء.
يتوقف الحصانان بغتة ويصهلان بنذير يقبض القلوب.. فيهجم على العربة وبقسوة ووحشية يفتحون بابها، ويجذبون هيباتيا خارجها، ويجرونها جرًا ويذهبون بها إلى كنيسة قيصرون، حيث تقدمت مجموعة منهم وقاموا بنزع ثيابها حتى تجردت تماما من ملابسها وتصبح عارية كما ولدتها أمها، ثم تقدم أحد الرهبان وقيدها، وبسكين حاد النصل وبيد لا ترتعش ذبحها ذبح الشاة.
وليت تلك النهاية رغم بشاعتها.. بل عكف القتلى على مهمة بالغة الغرابة، وغير مسبوقة، بتقطيع الجسد إلى أشلاء مستمتعين ومنتشين بما يفعلون، وراحت تكشط اللحم عن العظم بمحار قاس حاد الأطراف !
وفى منتصف شارع سينارون، أوقدوا نارًا متأججة وقذفوا بأعضاء جسدها، كنهاية لائقة للب الفكر الوثني لما تحمله من أفكار فلسفية كما كما يعتقدون، لتنتهى أسطورة الفلسفة والرياضة بدماء متناثرة على قارعة الطريق وهى لا تدري "بأى ذنب قتلت".