في العيد القومي لجنوب سيناء.. "طابا" الموقع استراتيجي والأطماع الاستعمارية على مر العصور
السبت 17/مارس/2018 - 12:21 م
اياد المصري
طباعة
على الرغم من أن حجم مدينة "طابا" بمحافظة جنوب سيناء، صغير إلا أن لها أهمية استراتيجية فهي تقع على بعد سبعه كيلو متر من الميناء الاسرائيلي إيلات شرقا، وعلى بعد 245 كيلو متر شمالًا شرق شرم الشيخ ذات الأهمية الكبرى في المرور داخل العقبة وعقب مضيق تيران على مدخل الخليج، كما تقع طابا مواجهة الحدود السعودية في الطريق المباشر لقاعدة تبوك علاوة على تمتع آبارها بمخزون ضخم من المياه العذبة.
تضحيات جيش مصر العظيم
وفي ذكرى تحرير طابا يجب أن يتذكر المصريون بكل فخر تضحيات جيش مصر العظيم، الذي رفض الهزيمة علي مر العصور، وقاتل جنوده بقلوبهم وعقولهم وضحوا بحياتهم في سبيل والوطن وصون مقدساته، ويجب أن يتذكر شعب مصر فريق الدفاع عن طابا الذي ضرب المثل في الوطنية وأعمال العقل في مواجهة عدو مراوغ لا يقبل ولا يعرف سوي لغة القوة.
أهميتها الاستراتيجية
منطقة طابا هي آخر النقاط العمرانية المصرية على خليج العقبة وهي ذات أهمية إستراتيجية وسياحية كبيرة حيث تقع على رأس خليج العقبة بين سلسلة جبال وهضاب طابا الشرقية من جهة ومياه خليج العقبة من جهة أخرى وتبعد عن مدينة شرم الشيخ بحوالي 240 كيلو متر باتجاه الشمال، وتجاورها مدينة إيلات الإسرائيلية وتمثل المنطقة الواقعة بين طابا شمالا وشرم الشيخ جنوبًا أهم مناطق الجذب والتنمية السياحية بجنوب سيناء وشبه جزيرة سيناء.
ما يميزها عن غيرها
وتتميز طابا بالسياحة الأثرية والغوص ويوجد بها قلعة صلاح الدين التي تقع على جزيرة فرعون الموجودة على رأس خليج العقبة، وتبعد عن ميناء العقبة الأردني حوالي 12 كيلو متر وتبعد عن الساحل الشرقي بسيناء بحوالي 250 مترًا ويحدها جنوبا قرية طابا المصرية وتبعد عن مدينة نويبع الي الجنوب بحوالي 65 كيلو متر تقريبا وتمتاز هذه الجزيرة بأن أرضها صخرية يصعب الحفر فيها وكذلك يصعب العيش على هذه الجزيرة دون استعدادات مسبقة.
كما توجد بها محمية طابا، وتقع في المنطقة الجنوبية الغربية لمدينة طابا حيث تبلغ مساحتها حوالي 3590 كيلو متر مربع وتضم محمية طابا تراكيب جيولوجية وكهوف وممرات جبلية متعددة.
سر العلامة 91 في معركة استرداد طابا
قبل الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي المصرية على خلفية نصر أكتوبر 1973 م، ظهرت بوادر المعركة الدبلوماسية التي خاضتها مصر مع إسرائيل وانتهت برفع العلم المصري في سماء طابا، معلنا عودة الأراضي لأصحابها، وبدأت معركة استرداد طابا بحالة من الجدال نشبت بين الجانب المصري والاسرائيلي وظهر ما يسمى بأزمة النقطة رقم 91 في المعركة الدبلوماسية التي خاضتها مصر من اجل تحرير طابا بعد أول إعلان رسمي عن المشكلة في مارس 1982 م وقبيل الانسحاب الإسرائيلي من سيناء.
وفاجأت اللجنة العسكرية المصرية وقتها الجميع بالإعلان عن أن هناك مشاكل ونقاط خلاف كبيرة مع الجانب الاسرائيلي حول بعض النقاط الحدودية، وخصوصا العلامة 91 الموجودة علي حدود طابا.
وبداية قصة النقطة 91 ترجع عندما حاول الجانب الاسرائيلي تزييف الحقائق لتغيير الملامح الجغرافية للحدود المصرية قبل عام 1967 م، حيث أزال "أنف الجبل"، والتي هي عبارة عن العلامة 91 الذي كان يصل إلى مياه الخليج العقبة وحفر طريق مكانه يربط بين مدينة ايلات الاسرائيلية ومدينة طابا المصرية.
وبحث الجانب المصري عن العلامة الأساسية للنقطة رقم 91 التي أزالتها إسرائيل دون جدوى فعادت الدولة المصرية إلى المخطوطات القديمة والخرائط التي توثق حدود مصر منذ الدولة العثمانية، وتم تشكيل ما عرف بـ اللجنة العليا لطابا، والتي ضمت وقتها العديد من الكفاءات القانونية والتاريخية والجغرافية.
وأنكرت إسرائيل الحجج التي تثبت أحقية مصر في طابا الأمر الذي اضطرها للوصول إلى التحكيم الدولي في قضية طابا، والذي انهى الخلاف بعودة الأرض الى أهلها ورفع العلم المصري مجددًا في سماء طابا في 19 مارس 1989 م.
أهمية طابا التاريخية
لـ "طابا" أهمية أخرى في التاريخ المصري أشهرها حادثة طابا عام 1906م عندما حدث خلاف بين مصر والدولة العثمانية على تعيين الحدود بين مصر وفلسطين التي كانت تابعة للدولة العثمانية، وأنتهى الأمر باتفاق لرسم الحدود من طابا إلي رفح، وتم تعيين علامات الحدود التي تلاشت وحاول الإسرائيليون تحريك بعض هذه العلامات داخل الأرض المصرية للاستيلاء على طابا لذلك اتفق الطرفان مصر واسرائيل على مبدأ التحكيم وفي 29 سبتمبر 1988 م أصدرت هيئة التحكيم التي انعقدت في جنيف حكمها لصالح الموقع المصري لتعيين موقع علامة الحدود وفي 15 مارس 1998م، تسلمت مصر منطقة طابا وعادت الى سيادتها حتى تم رفع العلم المصري على المنطقة في 19 مارس 1998 م.