وأمّهات المؤمنين تزوّج بهنّ رسول الله صلّى الله عليه لعدة أسباب، بعضها نعلمهُ كتقريب قلوب القبائل وقلوب أصحابه أو مدّ يد العون لمن تقطّعت عنها أيادي الناس فيكون زواج الرسول صلّى الله عليه وسلّم لها حمايةً وصونًا وعونًا، وهوَ النبيّ الكريم عليه الصلاة والسلام.

 
السيدة خديجة وعام الحزن
وكانت أول أمهات المؤمنين هى خديجة بنت خويلد "رضيَ الله عنها"، وهى أول زوجة للنبي صلّى الله عليه وسلّم، ولم يتزوّج غيرها في حياتها عليه الصلاة والسلام، وقد تزوّجها حين كانت سنّه 25 سنة وكانَت هيَ في الأربعين من عمرها، وقد أنجبت لهُ غلامين وأربع بنات، وهم القاسم وعبد الله، وزينب ورقيّة وأمّ كلثوم وفاطمة رضيَ الله عنهم أجمعين، وقد ماتت رضيَ الله عنها في حياة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم في عام سُميَ بعام الحُزن. 

عائشة وسودة وحفصة
أما عن سودة بنت زمعة القرشية هى ثانى زوجات الرسول "صلي الله عليه وسلم " بعد خديجة رضيَ الله عنها، وقد ماتت في خلافة عُمر رضيَ الله عنه. 

وعن أشهرهن وهى عائشة بنت أبي بكر الصدّيق رضيَ الله عنها، وقد كانت من أحب نساء النبيّ صلّى الله عليه وسلّم إلى قلبه بعد زوجته خديجة رضي الله عنها.

فيما كانت حفصة بنت عمر رضيَ الله عنها، قبل زواجها برسول الله صلّى الله عليه وسلّم متزوّجةً من رجل يدعى خنيس بن حذافة السهميّ وقد توفيَ عنها وتزوّجها النبيّ صلّى الله عليه وسلّم حبًّا في أبيها وإكرامًا لها بعد وفاة زوجها. 

زينب وزينب وجويرية
ويأتى دور أقل نساء المؤمنين في المدة التى قضتها مع الرسول "صلي الله عليه وسلم"وهى زينب بنت خزيمة بن الحارث، وقد تزوجها النبيّ صلّى الله عليه وسلّم ولم تلبث عندهُ إلا يسيرًا وماتت رضيَ الله عنها. 

وتعد زينب بنت جحش رضيَ الله عنها، وهي التي كانت زوجًا لزيد بن حارثة رضيَ الله عنه الذي كانَ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قد تبنّاه، بعد ان طلّقها زيد فتزوّجها النبيّ صلّى الله عليه وسلّم ليكون بذلك التشريع الإلهي بتحريم التبني. 

فيما تأتى جويرية بنت الحارث رضيَ الله عنها وهيَ من بني المصطلق، وقد أعتقها النبيّ صلّى الله عليه وسلّم يوم المريسيع وتزوّجها رضيَ الله عنها. 

حبيبة وصفية وأم سلمة وميمونة
وكانت أمّ سلمة وأسمها هند بنت أبي أميّة المخزوميّة، هي آخر زوجات النبيّ صلّى الله عليه وسلّم موتًا.
ولمن لا يعرفها، كانت حبيبة وهي رملة بنت أبي سفيان وقد ماتت زمن حُكم معاوية بن أبي سفيان وهو أخيها رضيَ الله عنهم أجمعين، وتأتى دور صفيّة بنت حيي بن أخطب رضيَ الله عنها وهي ابنة سيد بني النضير، وبعدها ميمونة بنت الحارث رضيَ الله عنها وقد تزوّجها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم زمن عُمرة القضاء في السنة السابعة للهجرة وهيَ آخر من تزوّج بها النبيّ صلّى الله عليه وسلّم.

مارية القبطية
ومارية كانت مملوكة بعقد اليمين، وقبل أن يدخل بها النبي أعلنت إسلامها، حتى لا يقال إنه تزوج بنصرانية، فبمجرد وصولها إلي المدينة المنورة قالت: أشهد أن لا إله إلا الله وأنك يا محمد رسول الله. فسألها النبي ما الذي دفعك إلي الإسلام ؟ فقالت له: يا رسول الله لقد أرسلوا معي رجالًا من أصحابك من مصر إلي المدينة، والله كانوا أشد أمانًا علي عرضي من إخوتي، فقلت: إن الذي ربي هؤلاء الرجال علي تلك الأمانة لا يمكن أن يكون بشرًا عاديًا، إنما هو رسول من الله حقًا وصدقًا، وآمنت، فتزوجها رسول الله صلي الله عليه وسلم وانجبت له ثلاثة من ابنائه.