"بوابة المواطن" ترصد حكاية الإرهاب وكيف استوطن أرض سيناء من السبعينات.. وأقوى الملاحقات الأمنية في "سيناء 2018"
السبت 07/أبريل/2018 - 04:27 م
سارة منصور
طباعة
هي ذات الحرب الدائرة بين الدولة وأطراف أخرى يريدون لها الدمار لصالح أطراف ومؤامرات تابعة لأجندات يدركها الجميع، فتدور المعارك ويقع الضحايا الأبرياء لتروي دمائهم أرض الوطن، فداء لنبت السلام الذي بنوره سيعم الأمان من جديد.
وعن أمتنا الحبيبة مصر، فإن سيناء هي الجرح الأكبر الذي أدمى قلوب الجميع.. فمن شهداء تلو شهداء يقعوا جراء الأعمال الإرهابية، تحزن الأمة أسابيع علي شبابهم الذي نال طعنة الغدر ويطرح السؤال نفسه "أين كانت بداية تكون تلك البؤر التي أرهقت الأجهزة الأمنية لعقود؟".
البداية..
فعلى الرغم من قلة المعلومات التاريخية عن تلك المرحلة، إلا أن البداية التقريبية كانت في الستينات، وذلك عند جماعة "أهل السنة والجماعة"، التي أسسها عبد المجيد الشاذلي، وأحمد عبد المجيد عبد السميع، وآخرون، والذين كانوا ضمن المعتقلين في تنظيم 1965، مع سيد قطب، ومحمد يوسف هواش، وعبد الفتاح إسماعيل، وعقب خروجهم من السجن، في منتصف السبعينيات، اشتهرت أيضًا عرفت الدعوة باسم "التيار القطبي".
ومن هنا كانت بداية بروز الجماعات الإرهابية، فبرزت المجموعات الجهادية منتصف السبعينيات من القرن العشرين، ووصلت تلك المجموعات إلى قمة نشاطها نهاية السبعينيات، وبداية الثمانينيات؛ مع انتقالهم إلى أفغانستان، وتدريب الأعضاء على جميع أنواع الأسلحة، وفنون الحرب والقتال.
تفرق الشمل وتكون التكتلات الإرهابية..
ومن هنا تفرق الشمل، فذهبت بعض التنظيمات الجهادية الأخرى إلى أفغانستان، فكونت تنظيم "القاعدة" الذي كُشف عنه أوائل التسعينيات.
أما عن الإرهاب الذي نشأ على خلفية العمليات العسكرية التي وجهتها أمريكا للعراق، فكانت أبرزها جماعات "التوحيد والجهاد"، التي أسسها الأردني أبو مصعب الزرقاوي في العراق، التي تطورت بعد ذلك حتى أصبحت "دولة الإسلام في العراق والشام – داعش".
درأ الإرهاب حتى ثورات الربيع العربي..
إما عن مصر فكانت جماعتها الإرهابية امتداد للخارج، حيث كان لها أذرع موالية للزرقاوي في مصر ومالي تحت نفس المسمى، "التوحيد والجهاد"، غير أنّ الملاحقات الأمنية لتلك التنظيمات، والقبض على آلاف المنتمين إليها، وقتل معظم قياداتها، أوحى للجميع أنّ الإرهاب ينكسر، أو أنّه بالفعل سقط، وظلت تلك المجموعات في السجون لسنوات، حتى قيام ثورات الربيع العربي.
الكبوة الكبرى لمصر..
ومن هنا كانت الكبوة الكبرى فكل الجماعات الارهابية التى كانت متخفية في جحورها صعدت من جديد مستغلة حالة الارتباك الأمني، وما زاد الوضع سوءا في مصر، أنّ أعضاء التنظيمات التكفيرية، التي كانت حبيسة السجون، تخطّت أسوار محابسهم، إمّا هربًا خلال أحداث اقتحام السجون المصرية في 28 يناير2011، أو بالعفو؛ بعد أن أسقطت عنهم التهم، بضغط من جماعة الإخوان المسلمين.
ومن هنا وبدون سابق إنذار، بدأ ظهور بؤر تكفيرية مسلحة في أغلب نواحي القاهرة، دون أدنى مقدمات تسبق ذلك، أغلبها جماعات كان يرى البعض أنّها خرجت من العدم.
مسميات صبت في تنظيم بيت المقدس..
وفي تلك الفترة ظهرت مسميات جديدة للتنظيمات الجهادية، منها "طلاب الشريعة"، و"حازمون"، و"الجبهة السلفية"، حتى أن هؤلاء تعدوا الحدود فكانوا يأخذون البيعة من شباب الدعوة السلفية في ميدان التحرير، وكان على رأسهم توفيق فريج زيادة، الذي تواجد في الميدان تلك الفترة، وهو نفس الشخص الذي أسس تنظيم "أنصار بيت المقدس"، امتدادًا لتنظيم "التوحيد والجهاد"، الذي أسسه خالد مساعد في سيناء أوائل الألفية الثالثة، وبايع تنظيم "داعش" نهايات العام 2014، ليصبح "ولاية سيناء".
سيناء والمعركة الأكبر..
ومن هنا بدأت المعركة الأكبر بسيناء، حيث تركزت العمليات الإرهابية ضد الجيش المصري في سيناء، داخل ما يعرف بالمنطقة "ج"، وهي المنطقة منزوعة السلاح طبقًا لاتفاقية كامب ديفيد، ليستغل الارهاب ضعف التواجد الأمني هناك في محاولة للسيطرة على أهم نقطة حدودية في مصر.
وشكلت تلك الجماعات الإرهابية نفسها، وبدأت تتكتل في تنظيمات بعد فرارها من أرض القاهرة، فكان الفرار الأكبر إلى سيناء، بعد أحداث فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة أغسطس 2013، لتأسيس كتل وبؤر جهادية صغيرة في القاهرة والدلتا، أبرزها تنظيم "أجناد مصر"، و"خلية مدينة نصر"، و"كتائب حلوان"، وتنظيم "حسم"، وغيرها مما أرهق الدولة لسنوات.
سيناء 2018..
وظل الوضع علي ما هو عليه من ملاحقات أمنية حتى ضربات الجيش ووقوع ضحايا من الطرفين، وفي فبراير 2018 بدأت المعركة الأكبر بسيناء في سيناء 2018، حيث كثفت الدولة كل جهودها لدرأ الإرهاب وتوالت الانتصارات على الإرهاب من تطهير البؤر وضبط آلاف الأسلحة وملايين المتفجرات والقبض علي آلاف الإرهابيين.
وما زالت ضربات الجيش مستمرة إلى تلك اللحظة، لكننا لا نستطيع إن نقول إن المعركة انتهت، فالانتصارات لا بد إن يلاحقها إخفاقات غير مدروسة ولا مرغوبة، ويعلم الله وحده أين نهاية تلك الحرب الدائرة هناك.
وعن أمتنا الحبيبة مصر، فإن سيناء هي الجرح الأكبر الذي أدمى قلوب الجميع.. فمن شهداء تلو شهداء يقعوا جراء الأعمال الإرهابية، تحزن الأمة أسابيع علي شبابهم الذي نال طعنة الغدر ويطرح السؤال نفسه "أين كانت بداية تكون تلك البؤر التي أرهقت الأجهزة الأمنية لعقود؟".
البداية..
فعلى الرغم من قلة المعلومات التاريخية عن تلك المرحلة، إلا أن البداية التقريبية كانت في الستينات، وذلك عند جماعة "أهل السنة والجماعة"، التي أسسها عبد المجيد الشاذلي، وأحمد عبد المجيد عبد السميع، وآخرون، والذين كانوا ضمن المعتقلين في تنظيم 1965، مع سيد قطب، ومحمد يوسف هواش، وعبد الفتاح إسماعيل، وعقب خروجهم من السجن، في منتصف السبعينيات، اشتهرت أيضًا عرفت الدعوة باسم "التيار القطبي".
ومن هنا كانت بداية بروز الجماعات الإرهابية، فبرزت المجموعات الجهادية منتصف السبعينيات من القرن العشرين، ووصلت تلك المجموعات إلى قمة نشاطها نهاية السبعينيات، وبداية الثمانينيات؛ مع انتقالهم إلى أفغانستان، وتدريب الأعضاء على جميع أنواع الأسلحة، وفنون الحرب والقتال.
تفرق الشمل وتكون التكتلات الإرهابية..
ومن هنا تفرق الشمل، فذهبت بعض التنظيمات الجهادية الأخرى إلى أفغانستان، فكونت تنظيم "القاعدة" الذي كُشف عنه أوائل التسعينيات.
أما عن الإرهاب الذي نشأ على خلفية العمليات العسكرية التي وجهتها أمريكا للعراق، فكانت أبرزها جماعات "التوحيد والجهاد"، التي أسسها الأردني أبو مصعب الزرقاوي في العراق، التي تطورت بعد ذلك حتى أصبحت "دولة الإسلام في العراق والشام – داعش".
درأ الإرهاب حتى ثورات الربيع العربي..
إما عن مصر فكانت جماعتها الإرهابية امتداد للخارج، حيث كان لها أذرع موالية للزرقاوي في مصر ومالي تحت نفس المسمى، "التوحيد والجهاد"، غير أنّ الملاحقات الأمنية لتلك التنظيمات، والقبض على آلاف المنتمين إليها، وقتل معظم قياداتها، أوحى للجميع أنّ الإرهاب ينكسر، أو أنّه بالفعل سقط، وظلت تلك المجموعات في السجون لسنوات، حتى قيام ثورات الربيع العربي.
الكبوة الكبرى لمصر..
ومن هنا كانت الكبوة الكبرى فكل الجماعات الارهابية التى كانت متخفية في جحورها صعدت من جديد مستغلة حالة الارتباك الأمني، وما زاد الوضع سوءا في مصر، أنّ أعضاء التنظيمات التكفيرية، التي كانت حبيسة السجون، تخطّت أسوار محابسهم، إمّا هربًا خلال أحداث اقتحام السجون المصرية في 28 يناير2011، أو بالعفو؛ بعد أن أسقطت عنهم التهم، بضغط من جماعة الإخوان المسلمين.
ومن هنا وبدون سابق إنذار، بدأ ظهور بؤر تكفيرية مسلحة في أغلب نواحي القاهرة، دون أدنى مقدمات تسبق ذلك، أغلبها جماعات كان يرى البعض أنّها خرجت من العدم.
مسميات صبت في تنظيم بيت المقدس..
وفي تلك الفترة ظهرت مسميات جديدة للتنظيمات الجهادية، منها "طلاب الشريعة"، و"حازمون"، و"الجبهة السلفية"، حتى أن هؤلاء تعدوا الحدود فكانوا يأخذون البيعة من شباب الدعوة السلفية في ميدان التحرير، وكان على رأسهم توفيق فريج زيادة، الذي تواجد في الميدان تلك الفترة، وهو نفس الشخص الذي أسس تنظيم "أنصار بيت المقدس"، امتدادًا لتنظيم "التوحيد والجهاد"، الذي أسسه خالد مساعد في سيناء أوائل الألفية الثالثة، وبايع تنظيم "داعش" نهايات العام 2014، ليصبح "ولاية سيناء".
سيناء والمعركة الأكبر..
ومن هنا بدأت المعركة الأكبر بسيناء، حيث تركزت العمليات الإرهابية ضد الجيش المصري في سيناء، داخل ما يعرف بالمنطقة "ج"، وهي المنطقة منزوعة السلاح طبقًا لاتفاقية كامب ديفيد، ليستغل الارهاب ضعف التواجد الأمني هناك في محاولة للسيطرة على أهم نقطة حدودية في مصر.
وشكلت تلك الجماعات الإرهابية نفسها، وبدأت تتكتل في تنظيمات بعد فرارها من أرض القاهرة، فكان الفرار الأكبر إلى سيناء، بعد أحداث فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة أغسطس 2013، لتأسيس كتل وبؤر جهادية صغيرة في القاهرة والدلتا، أبرزها تنظيم "أجناد مصر"، و"خلية مدينة نصر"، و"كتائب حلوان"، وتنظيم "حسم"، وغيرها مما أرهق الدولة لسنوات.
سيناء 2018..
وظل الوضع علي ما هو عليه من ملاحقات أمنية حتى ضربات الجيش ووقوع ضحايا من الطرفين، وفي فبراير 2018 بدأت المعركة الأكبر بسيناء في سيناء 2018، حيث كثفت الدولة كل جهودها لدرأ الإرهاب وتوالت الانتصارات على الإرهاب من تطهير البؤر وضبط آلاف الأسلحة وملايين المتفجرات والقبض علي آلاف الإرهابيين.
وما زالت ضربات الجيش مستمرة إلى تلك اللحظة، لكننا لا نستطيع إن نقول إن المعركة انتهت، فالانتصارات لا بد إن يلاحقها إخفاقات غير مدروسة ولا مرغوبة، ويعلم الله وحده أين نهاية تلك الحرب الدائرة هناك.