"أبو عبدالله وعبيدالله".. ثنائية الصداقة القاتلة التي أدت لتأسيس "الدولة الفاطمية"
الثلاثاء 24/أبريل/2018 - 06:43 م
وسيم عفيفي
طباعة
ذات يوم، كان بن طباطبا العلوي جالسًا في بلاط عرض المعز لدين الله وسأله عن نسب الدولة الفاطمية، فكان جواب المعز لدين الله الفاطمي غير متوقع بالنسبة للحضور، حيث جذب نصف سيفه من الغمد وقال هذا نسبي، ونثر على الأمراء والحاضرين الذهب وقال هذا حسبي".
في زمن المقريزي مؤرخ الدولة الفاطمية، وربما قبل المقريزي أيضًا، لم يعترف كل المؤرخين بالدولة الفاطمية من ناحية الاسم أو النسب، بل ذهب غالبية المؤرخين الذين كان لهم باع في علم العقيدة إلى تكفير كل خلفاء الدولة الفاطمية.
يتبنى المؤرخين القدامى اسم "الدولة العبيدية" نسبةً لمؤسسها "عبيدالله المهدي" الذي أسس الدولة الفاطمية بعد مبايعته في القيروان سنة 910 م، ويرفض المؤرخين اسم "الفاطمية" لأنهم يشكون في نسب تلك الدولة وصلتها بالسيدة فاطمة الزهراء.
تعود جذور تأسيس الدولة الفاطمية، كـ "فكرة" إلى رستم بن حوشب الذي تمكن من استقطاب كثيرين من الفرس وأراد تأسيس دولة شيعية في اليمن، لكن الظروف القبلية في اليمن كانت عائقًا له ورأى في بلاد المغرب أرضًا خصبة لتحويل الفكرة إلى دولة.
اعتمد بن حوشب على رجال مهمين لنشر الدولة الشيعية، كان أهمهم أبوعبدالله الشيعي حسن بن أحمد بن محمد بن زكريا الشيعي من أهل صنعاء باليمن، وكان اختيار بن حوشب لأبي عبدالله لاتسامه بصفات قيادية بارزة من علم وذكاء ومقدرة في التعامل مع الناس، وبالتالي أخذ مهمة التبشير بالدولة الفاطمية والتي يعتبر هو مؤسسها الفعلي.
ويذكر عبدالفتاح الغنيمي في كتابه "موسوعة المغرب العربي" أن انطلاق الدولة الفاطمية من بلاد المغرب رغم النظام القبلي، كان بسبب الظلم الذي مارسته دولة الأغالبة على الناس وأدى هذا إلى استجابة بعض القبائل للداعية الشيعي والذي رأوا فيه المخلص وبدأ الصدام مع الأغالبة، وانتقل أبوعبدالله الشيعي إلى حصن منيع في جبال الأوراس ببلدة "تازروت"، ومن هناك كان يوجه الضربات المتتالية لدولة الأغالبة.
رغم أن رستم بن حوشب هو الأب الروحي للدولة الفاطمية، لكنه لم يكن يشغله تأسيس دولة شيعية ذات نظام سياسي بقدر ما كان يهمه نشر الفكر ذاته، وبالتالي كانت الآمال معلقة على عبيدالله المهدي سعيد بن أحمد بن محمد بن عبدالله بن ميمون القداح، والذي سوقه أبو عبدالله الشيعي على أنه المهدي المنتظر.
بين عبيدالله المهدي وأبو عبدالله الشيعي صداقة قوية مهدت إلى نشأة الدولة الفاطمية، لكن تلك الصداقة سرعان ما انتهت بإعلان بداية الدولة الفاطمية وتنصيب أبي عبيدالله المهدي خليفة.
بمؤامرة سياسية نجح عبيدالله المهدي في عزل أبي عبدالله الشيعي من ولايته وسجنه ثم قتله لاحقًا، وذكر المؤرخين أن الخلاف وقع بين الاثنين على الأموال التي استأثر بها عبيدالله المهدي، وبعضهم يرى أن أبا عبدالله الشيعي شك في عبيدالله المهدي بأنه ليس المهدي المنتظر.
في زمن المقريزي مؤرخ الدولة الفاطمية، وربما قبل المقريزي أيضًا، لم يعترف كل المؤرخين بالدولة الفاطمية من ناحية الاسم أو النسب، بل ذهب غالبية المؤرخين الذين كان لهم باع في علم العقيدة إلى تكفير كل خلفاء الدولة الفاطمية.
يتبنى المؤرخين القدامى اسم "الدولة العبيدية" نسبةً لمؤسسها "عبيدالله المهدي" الذي أسس الدولة الفاطمية بعد مبايعته في القيروان سنة 910 م، ويرفض المؤرخين اسم "الفاطمية" لأنهم يشكون في نسب تلك الدولة وصلتها بالسيدة فاطمة الزهراء.
تعود جذور تأسيس الدولة الفاطمية، كـ "فكرة" إلى رستم بن حوشب الذي تمكن من استقطاب كثيرين من الفرس وأراد تأسيس دولة شيعية في اليمن، لكن الظروف القبلية في اليمن كانت عائقًا له ورأى في بلاد المغرب أرضًا خصبة لتحويل الفكرة إلى دولة.
اعتمد بن حوشب على رجال مهمين لنشر الدولة الشيعية، كان أهمهم أبوعبدالله الشيعي حسن بن أحمد بن محمد بن زكريا الشيعي من أهل صنعاء باليمن، وكان اختيار بن حوشب لأبي عبدالله لاتسامه بصفات قيادية بارزة من علم وذكاء ومقدرة في التعامل مع الناس، وبالتالي أخذ مهمة التبشير بالدولة الفاطمية والتي يعتبر هو مؤسسها الفعلي.
ويذكر عبدالفتاح الغنيمي في كتابه "موسوعة المغرب العربي" أن انطلاق الدولة الفاطمية من بلاد المغرب رغم النظام القبلي، كان بسبب الظلم الذي مارسته دولة الأغالبة على الناس وأدى هذا إلى استجابة بعض القبائل للداعية الشيعي والذي رأوا فيه المخلص وبدأ الصدام مع الأغالبة، وانتقل أبوعبدالله الشيعي إلى حصن منيع في جبال الأوراس ببلدة "تازروت"، ومن هناك كان يوجه الضربات المتتالية لدولة الأغالبة.
رغم أن رستم بن حوشب هو الأب الروحي للدولة الفاطمية، لكنه لم يكن يشغله تأسيس دولة شيعية ذات نظام سياسي بقدر ما كان يهمه نشر الفكر ذاته، وبالتالي كانت الآمال معلقة على عبيدالله المهدي سعيد بن أحمد بن محمد بن عبدالله بن ميمون القداح، والذي سوقه أبو عبدالله الشيعي على أنه المهدي المنتظر.
بين عبيدالله المهدي وأبو عبدالله الشيعي صداقة قوية مهدت إلى نشأة الدولة الفاطمية، لكن تلك الصداقة سرعان ما انتهت بإعلان بداية الدولة الفاطمية وتنصيب أبي عبيدالله المهدي خليفة.
بمؤامرة سياسية نجح عبيدالله المهدي في عزل أبي عبدالله الشيعي من ولايته وسجنه ثم قتله لاحقًا، وذكر المؤرخين أن الخلاف وقع بين الاثنين على الأموال التي استأثر بها عبيدالله المهدي، وبعضهم يرى أن أبا عبدالله الشيعي شك في عبيدالله المهدي بأنه ليس المهدي المنتظر.