بعد فراق العرّاب.. آمنّا أن الموت لا يوجع سوى الأحياء
الأربعاء 25/أبريل/2018 - 10:15 م
إسراء سيف
طباعة
الحزن يأخذ حقه دائمًا بعد موت من عبروا الحياة بخفة العابدين الزاهدين، من أرادوا الوصول لقلوب الناس بموهبة من رحم حب وإخلاص وتواضع لمحبيهم، هؤلاء الذين خلقهم الله كابتسامة رشيقة تمر بين كل الأرواح باختلاف توجهات أصحابها.
يؤلمني الفقدان على الرغم من يقيني أن الموت هو الحقيقة الوحيدة التي يتفق عليها الجميع، تخيل يا عزيزي فقد تفرق الناس على معان مهمة كالحق والخير والجمال وربما ما تراه خيرًا يراه غيرك شرًا وما تراه جميلًا يراه غيرك قبيحَا ولكن بالنهاية الموت هو الموت؛ الحقيقة التي لا يختلف عليها أحد بأنها توجع الأحياء حتى تدمي قلوبهم.
لم أكن أعلم أن رحيل دكتور أحمد خالد توفيق سيؤلمني بهذا الشكل، أو أنني أكن له هذا القدر من الحب، فقد تفاجئت بآلمي بعد خبر وفاته، وتذكرت مقولة الشاعر الراحل محمود درويش "الموت لا يوجع الموتى ولكن يوجع الأحياء".
تمر الأيام ومزاجي بين صعود وهبوط كباقي الأيام العادية، ولكن بداخلي هذا الثقل في الروح والحزن الذي لم أشعر به بهذا الشكل على رحيل أحدهم من قبل، فالحياة لم تفرق بيني وبين من أحببت، الموت فقط هو ما يفعل ذلك؛ فدائمًا تبعد عني الحياة شرًا مستترًا، ولكن الموت يبعد عني من يعينني على تحمل هذه الحياة بما فيها من أعباء باتت لا تحتمل.
أتذكره كلما مررت بمواقف مؤلمة والتي توالت بعد فراقه في مصادفة غريبة!.. أتذكر كيف كان وجوده بالحياة يطمئني بأنني إذا حاولت التواصل معه كباقي الشباب لأخذ مشورته سيستجيب كما كان يفعل دائمًا، أتذكر مشاريعي بالكتابة للأيام القادمة التي حلمت أن أرسلها له فور الانتهاء منها لسماع رأيه فيباغتني الحزن أنه لم يعد بيننا لأعرف رأيه أو أعبر له عن مدى امتناني لكل ما تعلمته على يده، انتهت القصة لأنني فتاة غبية مازالت لا تأخذ حذرها من مفاجأت الحياة.
"العراب" اللقب الذي أخذه دكتور أحمد خالد توفيق على الرغم أنه لم يسعَ له أبدًا وكان دائمًا يصرح أن هذا اللقب يخيفه ويعد مسؤولية كبيرة، إلا أنه ناله وذفر به من قلوبنا، لم يأخذه من جهة ما "بالأونطة" بل أخذه من أكثر من جيل حفر اسمه في عقله وقلبه، لم أكن أعرف معنى كلمة العراب في صغري عندما عرًّفني دكتور أحمد على عالم القراءة من خلال سلسلة "ما وراء الطبيعة" ولكني كنت استشعر دائمًا أنه بمفهومي الصغير "بابا تاني".
"بابا" الذي علمني أن التمسك بالقيم والمبادىء وعدم الانسياق وراء التخلي عن المبدأ من أجل مكاسب ما هو عين العقل، وأن التمسك بأن تكون رقيبًا على قلمك كأن تصبح رقيبًا على تصرفاتك بالضبط، ولا ينفصل هذا أبدًا عن ذاك وألا تتلون لكسب المدح من فئات بعينها لا تشبهك أبدًا.
هذا الرجل الذي علمني أن التمسك بالانعزال عن "الشللية"، حتى لو كان فيه الكثير من التنازل أفضل لسلامك النفسي، أن أكون نفسي وأكسب الرضا عنها أفضل من تحولي لإنسانة لا تستطيع النظر بالمرآة من كثرة ما أطاعت "الشلة" فيما يفعلون كي يرضون هم عنها وتفقد رضاها عن نفسها.
قال يومًا أنه يفضل أن يقال عنه وغدًا ولا يقال عنه منافقًا، هكذا اتخذت من هذه الجملة منهجًا جديدًا بحياتي لا أتناسها حتى لا أغرق في بحر ظلمات النفاق والزيف والإدعاء الذي يروق للبعض حتى يصدقون أنفسهم بأنهم على صواب وبأن من يعتزل عالمهم المزيف هو من يجب عليه إعادة حساباته من جديد!.
لم أتعجب كثيرًا من الحاقدين على حبنا لهذا الرجل، فهذا الحب الصافي الخالص من رجل بين أيادي الله الآن لن نأخذ منه مصلحة ما بالطبع يُحسد عليه، يعلمون جيدًا أننا لن نذرف عليهم دمعة واحدة بعد موتهم، يعلمون أن مازال هناك من يتدبر ويتفكر ويقرأ ويشعر ويحب دون انتظار مقابل ما سوى راحة من يحب وهذا يرعبهم.
سلام على روحك الطيبة أؤمن أنك ستصلك كلماتي فأمثالك من الطيبين يختارهم الله بجواره كي يريحهم من هذه الحياة برمتها وعزائي الوحيد أنك بين أيادٍ أمينة عادلة، فعساك الآن تنعم بلحظات سلام نتوق لها جميعًا، لم تكن غريبًا بيننا لذا لن أقول وداعًا إيها الغريب، ولكننا من نشعر بالاغتراب فهذا الزمن الصعب من دونك، فلك الرحمة إن شاء الله بعيدًا عن توحش الدنيا وصعوبة الأيام، ولنا الصبر حتى لقائك.
يؤلمني الفقدان على الرغم من يقيني أن الموت هو الحقيقة الوحيدة التي يتفق عليها الجميع، تخيل يا عزيزي فقد تفرق الناس على معان مهمة كالحق والخير والجمال وربما ما تراه خيرًا يراه غيرك شرًا وما تراه جميلًا يراه غيرك قبيحَا ولكن بالنهاية الموت هو الموت؛ الحقيقة التي لا يختلف عليها أحد بأنها توجع الأحياء حتى تدمي قلوبهم.
لم أكن أعلم أن رحيل دكتور أحمد خالد توفيق سيؤلمني بهذا الشكل، أو أنني أكن له هذا القدر من الحب، فقد تفاجئت بآلمي بعد خبر وفاته، وتذكرت مقولة الشاعر الراحل محمود درويش "الموت لا يوجع الموتى ولكن يوجع الأحياء".
تمر الأيام ومزاجي بين صعود وهبوط كباقي الأيام العادية، ولكن بداخلي هذا الثقل في الروح والحزن الذي لم أشعر به بهذا الشكل على رحيل أحدهم من قبل، فالحياة لم تفرق بيني وبين من أحببت، الموت فقط هو ما يفعل ذلك؛ فدائمًا تبعد عني الحياة شرًا مستترًا، ولكن الموت يبعد عني من يعينني على تحمل هذه الحياة بما فيها من أعباء باتت لا تحتمل.
أتذكره كلما مررت بمواقف مؤلمة والتي توالت بعد فراقه في مصادفة غريبة!.. أتذكر كيف كان وجوده بالحياة يطمئني بأنني إذا حاولت التواصل معه كباقي الشباب لأخذ مشورته سيستجيب كما كان يفعل دائمًا، أتذكر مشاريعي بالكتابة للأيام القادمة التي حلمت أن أرسلها له فور الانتهاء منها لسماع رأيه فيباغتني الحزن أنه لم يعد بيننا لأعرف رأيه أو أعبر له عن مدى امتناني لكل ما تعلمته على يده، انتهت القصة لأنني فتاة غبية مازالت لا تأخذ حذرها من مفاجأت الحياة.
"العراب" اللقب الذي أخذه دكتور أحمد خالد توفيق على الرغم أنه لم يسعَ له أبدًا وكان دائمًا يصرح أن هذا اللقب يخيفه ويعد مسؤولية كبيرة، إلا أنه ناله وذفر به من قلوبنا، لم يأخذه من جهة ما "بالأونطة" بل أخذه من أكثر من جيل حفر اسمه في عقله وقلبه، لم أكن أعرف معنى كلمة العراب في صغري عندما عرًّفني دكتور أحمد على عالم القراءة من خلال سلسلة "ما وراء الطبيعة" ولكني كنت استشعر دائمًا أنه بمفهومي الصغير "بابا تاني".
"بابا" الذي علمني أن التمسك بالقيم والمبادىء وعدم الانسياق وراء التخلي عن المبدأ من أجل مكاسب ما هو عين العقل، وأن التمسك بأن تكون رقيبًا على قلمك كأن تصبح رقيبًا على تصرفاتك بالضبط، ولا ينفصل هذا أبدًا عن ذاك وألا تتلون لكسب المدح من فئات بعينها لا تشبهك أبدًا.
هذا الرجل الذي علمني أن التمسك بالانعزال عن "الشللية"، حتى لو كان فيه الكثير من التنازل أفضل لسلامك النفسي، أن أكون نفسي وأكسب الرضا عنها أفضل من تحولي لإنسانة لا تستطيع النظر بالمرآة من كثرة ما أطاعت "الشلة" فيما يفعلون كي يرضون هم عنها وتفقد رضاها عن نفسها.
قال يومًا أنه يفضل أن يقال عنه وغدًا ولا يقال عنه منافقًا، هكذا اتخذت من هذه الجملة منهجًا جديدًا بحياتي لا أتناسها حتى لا أغرق في بحر ظلمات النفاق والزيف والإدعاء الذي يروق للبعض حتى يصدقون أنفسهم بأنهم على صواب وبأن من يعتزل عالمهم المزيف هو من يجب عليه إعادة حساباته من جديد!.
لم أتعجب كثيرًا من الحاقدين على حبنا لهذا الرجل، فهذا الحب الصافي الخالص من رجل بين أيادي الله الآن لن نأخذ منه مصلحة ما بالطبع يُحسد عليه، يعلمون جيدًا أننا لن نذرف عليهم دمعة واحدة بعد موتهم، يعلمون أن مازال هناك من يتدبر ويتفكر ويقرأ ويشعر ويحب دون انتظار مقابل ما سوى راحة من يحب وهذا يرعبهم.
سلام على روحك الطيبة أؤمن أنك ستصلك كلماتي فأمثالك من الطيبين يختارهم الله بجواره كي يريحهم من هذه الحياة برمتها وعزائي الوحيد أنك بين أيادٍ أمينة عادلة، فعساك الآن تنعم بلحظات سلام نتوق لها جميعًا، لم تكن غريبًا بيننا لذا لن أقول وداعًا إيها الغريب، ولكننا من نشعر بالاغتراب فهذا الزمن الصعب من دونك، فلك الرحمة إن شاء الله بعيدًا عن توحش الدنيا وصعوبة الأيام، ولنا الصبر حتى لقائك.