"علاء الأسواني وأبوه".. اللي خلّف مات
الإثنين 07/مايو/2018 - 06:33 م
وسيم عفيفي
طباعة
"مصر في الستينيات"..
لم يكد يمضي عام على رحيل عباس محمود العقاد، حتى جاء الكاتب الإذاعي عباس الأسواني وكتب مقالين نقد لكتاب "آخر كلمات العقاد" الذي صاغه أحد أفراد عائلته وهو عامر العقاد، وطوال عددين (إبريل ومايو سنة 1965)، كان نقد عباس الأسواني أكاديمياً في سابقة أثارت استغراب الكثيرين نظراً لأنه محامي ومؤلف مسلسلات إذاعية وليس روائياً أو كاتباً نقدياً.
ثم اتجه عباس الأسواني إلى استكمال كتابة "ألف ليلة وليلة"، والتي أجاد فيها عباس الأسواني ولم يبينها بأشكالها الإباحية على المستوى الأدبي.
لم يكد يمضي عام على رحيل عباس محمود العقاد، حتى جاء الكاتب الإذاعي عباس الأسواني وكتب مقالين نقد لكتاب "آخر كلمات العقاد" الذي صاغه أحد أفراد عائلته وهو عامر العقاد، وطوال عددين (إبريل ومايو سنة 1965)، كان نقد عباس الأسواني أكاديمياً في سابقة أثارت استغراب الكثيرين نظراً لأنه محامي ومؤلف مسلسلات إذاعية وليس روائياً أو كاتباً نقدياً.
ثم اتجه عباس الأسواني إلى استكمال كتابة "ألف ليلة وليلة"، والتي أجاد فيها عباس الأسواني ولم يبينها بأشكالها الإباحية على المستوى الأدبي.
"مصر سنة 2017 م".
غلاف جمهورية كأن
كانت النتائج التي وصلت لها مصر خلال 7 سنوات منذ اندلاع ثورة 25 يناير محْبِطَة لكل المشروع الثوري، خاصةً بعد وصول الإخوان للحكم وبدء ثورة 30 يونيو، فقرر علاء الأسواني، نجل المؤلف عباس الأسواني، صياغة الأحداث التاريخية بشكلٍ أدبي فيه نوع من الإسقاط لكن بشكل من الإباحية فاق تصور "المنصفين" في مجال الكتابة.
مفارقات الأب والابن
علاء الأسواني - عباس الأسواني
تبدو المفارقة بين عباس الأسواني تجاه بلده وبين ولده علاء الأسواني مختلفة إلى حد كبير، فقد كان عباس الأسواني متأثر مما حدث لمصر بعد نكسة 1967 م، غير أنه فضل البقاء في مصر، ولم يعارض عبد الناصر لأن المعارضة كانت ممنوعة، لكنه لم يسافر إلى دول أخرى حتى يعارضه من هناك، وخرج متظاهراً ضد الحكم في قضايا العسكريين المتهمين بالتقصير في نكسة 1967 م.
اختلف موقف علاء الأسواني كثيراً عن أبيه، فرغم خلاف الأسواني الابن مع نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي، ربما يعلم أنه لن يستطيع الكتابة بحرية، لكنه في الخارج نجح في تأليف رواية "جمهورية كأن"، والتي اتسمت بالإباحية الفجة في مجملها التخيلي غير منطقية، وليس لها بناء درامي منضبط، فليس منطقياً أن يتوجه شاب إلى أداء صلاة الفجر جماعة في خشوع، ثم يذهب إلى منزله لاستكمال مشاهدة الأفلام الإباحية.
رغم إعجاب الأديب الراحل أحمد خالد توفيق برواية "جمهورية كأن"، لكنه انتقد الرواية من ناحية إباحيتها في مقالٍ له بـ "إضاءات" حيث قال "الأسواني كعادته لا يجد مشاكل في استعمال الجنس في قصصه، بل هو يستعمله هنا بشكل فاق كل قصصه السابقة، هناك صفحات فيها كم شتائم يثير ذهولي".
يتفق علاء الأسواني مع أبيه في الدفاع عن المُحَاكمِين، غير أن طريقة الاثنين مختلفة، تجد أن علاء الأسواني يهاجم بضراوة سلسلة الأحكام الصادرة بحق متهمين في قضايا سياسية أو أمنية أو إرهابية، لكنه لا يتكلم عن جرائم من نُفِّذ ضدهم أحكام مثل عادل حبارة في قضية تصفية شهداء الجيش المصري، أو عن محمود حسن رمضان عبد النبي والذي نفذ فيه حكم الإعدام بتهمة إلقاء الأطفال من أعلى سطوح أحد العقارات في الإسكندرية.
اختلف موقف علاء الأسواني كثيراً عن أبيه، فرغم خلاف الأسواني الابن مع نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي، ربما يعلم أنه لن يستطيع الكتابة بحرية، لكنه في الخارج نجح في تأليف رواية "جمهورية كأن"، والتي اتسمت بالإباحية الفجة في مجملها التخيلي غير منطقية، وليس لها بناء درامي منضبط، فليس منطقياً أن يتوجه شاب إلى أداء صلاة الفجر جماعة في خشوع، ثم يذهب إلى منزله لاستكمال مشاهدة الأفلام الإباحية.
رغم إعجاب الأديب الراحل أحمد خالد توفيق برواية "جمهورية كأن"، لكنه انتقد الرواية من ناحية إباحيتها في مقالٍ له بـ "إضاءات" حيث قال "الأسواني كعادته لا يجد مشاكل في استعمال الجنس في قصصه، بل هو يستعمله هنا بشكل فاق كل قصصه السابقة، هناك صفحات فيها كم شتائم يثير ذهولي".
يتفق علاء الأسواني مع أبيه في الدفاع عن المُحَاكمِين، غير أن طريقة الاثنين مختلفة، تجد أن علاء الأسواني يهاجم بضراوة سلسلة الأحكام الصادرة بحق متهمين في قضايا سياسية أو أمنية أو إرهابية، لكنه لا يتكلم عن جرائم من نُفِّذ ضدهم أحكام مثل عادل حبارة في قضية تصفية شهداء الجيش المصري، أو عن محمود حسن رمضان عبد النبي والذي نفذ فيه حكم الإعدام بتهمة إلقاء الأطفال من أعلى سطوح أحد العقارات في الإسكندرية.
نجيب محفوظ
بينما في حالة عباس الأسواني، وجد نفسه وجهاً لوجه أمام صلاح نصر سنة 1974م، حيث رفع الأخير دعوى ضد الكاتب الكبير نجيب محفوظ، بسبب شخصية خالد صفوان في رواية الكرنك.
يكشف كتاب قبل الطوفان لـ "ياسر ثابت" تفاصيل المحاكمة، حيث قال صلاح نصر في دعواه "فوجئت بإعلانات عن الفيلم تستخدم اسمي وتقول ما معناه إن هذا الفيلم يكشف عن جرائم صلاح نصر، وإن الممثل كمال الشناوي هو الذي يمثل دوري في الفيلم، وإنني أعتبر هذا الفيلم تشهيرًا بي، ولذلك فإنني أطالب بمنع عرضه بأمر قضائي مستعجل، كما أطالب بمائة ألف جنيه تعويضًا عن التشهير الذي لحق بي في الرواية وفي الفيلم وفي عملية الإعلان عنه".
ضجت قاعة المحكمة بالضحك بسبب ما قاله عباس الأسواني محامي "نجيب محفوظ، حيث قال أمام القاضي: "صلاح نصر بالرغم من تركه العمل في المخابرات، فإنه لا يزال يمارس هوايته بإقحام الأبرياء في القضايا، ولم يكن ينقص صلاح نصر سوى تعذيب نجيب محفوظ والحفاظ على اعتراف بمسئوليته".
يكشف كتاب قبل الطوفان لـ "ياسر ثابت" تفاصيل المحاكمة، حيث قال صلاح نصر في دعواه "فوجئت بإعلانات عن الفيلم تستخدم اسمي وتقول ما معناه إن هذا الفيلم يكشف عن جرائم صلاح نصر، وإن الممثل كمال الشناوي هو الذي يمثل دوري في الفيلم، وإنني أعتبر هذا الفيلم تشهيرًا بي، ولذلك فإنني أطالب بمنع عرضه بأمر قضائي مستعجل، كما أطالب بمائة ألف جنيه تعويضًا عن التشهير الذي لحق بي في الرواية وفي الفيلم وفي عملية الإعلان عنه".
ضجت قاعة المحكمة بالضحك بسبب ما قاله عباس الأسواني محامي "نجيب محفوظ، حيث قال أمام القاضي: "صلاح نصر بالرغم من تركه العمل في المخابرات، فإنه لا يزال يمارس هوايته بإقحام الأبرياء في القضايا، ولم يكن ينقص صلاح نصر سوى تعذيب نجيب محفوظ والحفاظ على اعتراف بمسئوليته".