ننشر كلمة الأسقف العام لكنائس وسط القاهرة في حفل اليوبيل الذهبي لتجلي السيدة العذراء
الجمعة 11/مايو/2018 - 03:34 م
خالد المصري
طباعة
بدأت فجر اليوم، قداسات اليوم الثاني من احتفالية اليوبيل الذهبي لتجلي السيدة العذراء بكنيستها بالزيتون.
وتنشر "بوابة المواطن" الإخبارية كلمة نيافة الأنبا رافائيل الأسقف العام لكنائس وسط القاهرة وسكرتير المجمع المقدس في حفل اليوبيل الذهبي لتجلي السيدة العذراء مريم فى كنيستها بالزيتون، وجاءت كالتالي:
"بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين.
"اخريستوس آنستي أليسوس آنستي"
"قلبنا فرحان إن ربنا يدينا الفرصة إننا نشوف احتفالات الكنيسة اليوبيل الذهبى لظهور العذراء وبنصلي إن زي ما العذراء باركت هذه المنطقة بظهورها لكل مصر وكل العالم سنه ١٩٦٨، إن هي تطل علينا بنورها وتشملنا بأمومتها وحنيتها.
"واحنا في كل يوم بنفكركم في صلاة الغروب بنقول للعذراء مريم "هيئـي لي أسباب التوبة أيتها السيدة العذراء فإليك أتضرع وبك أستشفع وإياكِ أدعو أن تساعديني لئلا أخزى، وعند مفارقة نفسي من جسدي احضري عندى...إلخ"، مش بس تروحي عند قبة الزيتون، ده إنتي ساعة ما تخرج نفسي من جسدي أحضرى عندي".
بكل تأكيد العذراء مريم لها مكانة كبيرة في قلوبنا وفي السماء وعلى الأرض. ولها مكانة عند الله نفسه لأنها والدة الإله.
الكلمة اللى هقولها النهاردة مش هقول حاجة من عندى هقرأ لكم ماذا قال الآباء القديسون عن العذراء مريم وأنا قاصد أن يكون الآباء الأولون علشان ندرك إن تكريم العذراء ومدحها موجود في الكنيسة من عصر الرسل مش بنخترع لكن فيه جزء مهم إن آباءنا القديسين وهما بيتكلموا عن العذراء مريم كانوا أعينهم على المسيح وعندما تمسكوا بلقب والدة الاله كان إيمانًا منهم إن المولود منها هو الله بالحقيقة. لدرجة إن لما خرج واحد يغلط لقب والدة الإله اللى هو (ثيئوطوكوس) وقال مينفعش نقول على والدة الاله لقب مخصوص، انعقد المجمع الثالث في مدينة أفسس وحضره 200 أسقف من العالم وحضر من كنيستنا القبطية البابا كيرلس عمود الدين وتناقشوا مع هذا المبتدع اللى اسمه نسطور وقالوا احنا استلمنا من آبائنا إن العذراء هي والدة الإله وعلشان كده هقرأ لكم الجزء اللي اتقال في مجمع افسس " نعترف إن ربنا يسوع المسيح هو ابن الله الوحيد الجنس إله كامل وإنسان كامل من جسد ونفس عاقلة.
هو واحد في الجوهر على حسب ألوهيته وإنسانيته مساوي لنا في الجوهر من طبيعتين متحدتين في المسيح الواحد.
البابا كيرلس الكبير قال نعترف بأنهم واحد وقال هذا لأن نسطور قال إن العذراء هي أم الإنسان وليست أم الإله ولكن الرب يسوع كامل في لاهوته وكامل أيضًا في ناسوته، وإن اللاهوت والناسوت متحدان اتحادًا حقيقيًا تامًا في الجوهر وفي الأقنوم وفي الطبيعة بغير انفصال وبدون امتزاج أو تغيير".
والإنسان فينا مكون من جسد ونفس وعقل وروح والمسيح أخد الأربعة وهو مولود من الآب قبل كل الدهور على حسب ألوهيته وتجسد وتأنس من مريم العذراء القديسة مريم من أجلنا ومن أجل خلاصنا في ملء الزمان.
يعنى ربنا يسوع له ميلادان، ميلاد أزلي من الآب بدون انفصال وميلاد زمني من العذراء من أجلنا ومن خلاصنا.
لو المسيح إنسان عادي من غير لاهوت هل كان ممكن يخلصنا ؟! اكيد لا لأن عندنا عدد كبير جدًا من البشر تم قتلهم من أعداء الإيمان فصاروا شهداء فلو المسيح إنسان عادي وقتلوه كنا نقول شهيد وليس مخلص علشان كده لازم نأكده إنه إنسان غير عادي الله الظاهر في الجسد. ولو المسيح هو الله من غير ما يكون إنسان كان لا يمكن إنه يخلصنا لأن الخلاص يحتاج سفك دم، "بدون سفك لا تحصل مغفرة فلو المسيح طبيعة واحدة كان هيموت ازاى ودي قالها واحد من الهراطقة.
علشان كده الكنيسة أكدت على شيئين مهمين، إن على قد ما احنا بنؤمن إن المسيح هو الله بالحقيقة لازم كمان نؤمن إنه انسان بالحقيقة.
ولازم تكون الطبيعتان باتحاد كامل علشان يكون اللي مات على الصليب إنسان بس متحد باللاهوت وناسوت متحد باللاهوت علشان يبقى الموت بتاعه له قيمة لا نهائيه يقدر يخلص العالم كله.
في العبارة اللي قالها القديس كيرلس الكبير "المسيح الله كامل مساوي لله في الجوهر"، إن الطبيعة الإلهية والطبيعة الإنسانية في حالة اتحاد كامل يفوق الوصف مهما كانت معرفتنا في سر اسمه سر التجسد علشان كده لما تيجى الكنيسة توصف سر التجسد بتوصفه وصف سلبى "بغير اختلاط ولا متزاج ولا تغيير ولا تلاشي ولا استحالة )وهذا وصف سلبي.