"أم طه".. الفلاحة الذكية صاحبة أصغر مصنع ألبان في مصر
الخميس 17/مايو/2018 - 09:24 ص
صابرين عبد الحكيم
طباعة
دائماً ما يكون بائعي الجبنة القريش والسمنة والجبنة الفلاحي من السيدات، يسرن مسافات طويلة من القرى إلى حارة من حواري المدينة الساحرة، حاملة على ظهرها خيرات الله من الجبن الطازج واللبن والعيش "البتاو".
"أم طه" ركن أساسي من أركان منطقة "أرض اللواء"، بشوشة الوجه وقصيرة القامة، تجلس على أحد الأرصفة المنخفضة قليلاً.
تخرج أم طه من قرية برطس "قرية من قرى القاهرة"، في الثالثة صباحاً، بعد أن تجهز البضاعة هي وزوجها، تصحب ابنها الصغير وابنتها المتزوجة لتصل في السادسة صباحاً، "بنقول يا هادي يارب".
يعمل أبنائها الاثنين في محل بقالة، لكن يتقاضون قليل من المال "أبص ألاقيهم بيقبضوا تلاتين جنيه في اليوم بعد ما اتعلموا الصنعة، وبعدها يمسحوا ويكنسوا المحل، اقترحت عليهم أني أتعلم منهم صنعة الجبنة القريش ونفتح مصنع صغير بأقل الإمكانيات، اشترينا "حضانة" وهي أداة صنع القريش، وكل يوم باليل نبدأ شغل.
يعمل أبنائها الاثنين في محل بقالة، لكن يتقاضون قليل من المال "أبص ألاقيهم بيقبضوا تلاتين جنيه في اليوم بعد ما اتعلموا الصنعة، وبعدها يمسحوا ويكنسوا المحل، اقترحت عليهم أني أتعلم منهم صنعة الجبنة القريش ونفتح مصنع صغير بأقل الإمكانيات، اشترينا "حضانة" وهي أداة صنع القريش، وكل يوم باليل نبدأ شغل.
لن يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل قررت شراء محل مجاور لفرشتها بالحارة، فتخبز الفطير وتحفظ به البضاعة حتى لا تتلف من الطريق، "حاجتنا أحلى من حاجة المصانع".
بكل ثقة تتحدث تلك السيدة عن زوجها، وبكل حب ورحمة؛ يمكث الزوج في المنزل ليحضر لزوجته البضاعة، يحاول جاهدا مساعدتهم، أن تشتري "أم طه" ذلك المحل المجاور الشقة وتوسع من عملها ربما يبدو للبعض أمرا بسيطا، لكنه إنجازا كبيرا بالنسبة للبسطاء المتفائلين دائماً والمحبين للحياة.
بكل ثقة تتحدث تلك السيدة عن زوجها، وبكل حب ورحمة؛ يمكث الزوج في المنزل ليحضر لزوجته البضاعة، يحاول جاهدا مساعدتهم، أن تشتري "أم طه" ذلك المحل المجاور الشقة وتوسع من عملها ربما يبدو للبعض أمرا بسيطا، لكنه إنجازا كبيرا بالنسبة للبسطاء المتفائلين دائماً والمحبين للحياة.
"في عز ما أنا كبيرة كده كل ما بلاقي محو أمية باخدها"، حرصت على تعلُّم القراءة والكتابة كي استطيع التعامل في السوق، فعائلتي جميعها تعمل في هذا المجال.
لو عيالي يناموا وأنا أصحى أعملهم اللي هما عايزينه هكون مبسوطة، هكذا تأكد أم طه، وتضيف: "أنا وزوجي نرعى أـسرتنا حتى لو كان أبنائي متزوجين، لإننا نعيش في منزل واحد، ولا اتحمل أن يُحرم أولادي من شئ، بل أفكر كثيراً في كيفية تحسين الحال، لم أقتصر على بيع الجبنة التقليدية، بل فكرت في إدخال عناصر أخرى مثل الفلفل والزيتون، ووجدتها سهلة في الصنع على عكس الجبنة القريش".
فتحت "أم طه" مصنعا صغيرا، مكون من أربعة عناصر، "الحضانة" التي يوضع به اللبن فيتحول الى زبادي، و"الحصيرة" التي ُيفرش عليها اللبن ليتحول لجبنة قريش، والجرادل التي يوضع فيها اللبن، بالإضافة إلى ثلاجة صغيرة لحفظ البضاعة، أثبتت تلك البشوشة أن النجاح لا يحتاج أفكارا ضخمة ولا أموالا مهولة، بل يحتاج فقط صبر وثقة وتفاؤل.
لو عيالي يناموا وأنا أصحى أعملهم اللي هما عايزينه هكون مبسوطة، هكذا تأكد أم طه، وتضيف: "أنا وزوجي نرعى أـسرتنا حتى لو كان أبنائي متزوجين، لإننا نعيش في منزل واحد، ولا اتحمل أن يُحرم أولادي من شئ، بل أفكر كثيراً في كيفية تحسين الحال، لم أقتصر على بيع الجبنة التقليدية، بل فكرت في إدخال عناصر أخرى مثل الفلفل والزيتون، ووجدتها سهلة في الصنع على عكس الجبنة القريش".
فتحت "أم طه" مصنعا صغيرا، مكون من أربعة عناصر، "الحضانة" التي يوضع به اللبن فيتحول الى زبادي، و"الحصيرة" التي ُيفرش عليها اللبن ليتحول لجبنة قريش، والجرادل التي يوضع فيها اللبن، بالإضافة إلى ثلاجة صغيرة لحفظ البضاعة، أثبتت تلك البشوشة أن النجاح لا يحتاج أفكارا ضخمة ولا أموالا مهولة، بل يحتاج فقط صبر وثقة وتفاؤل.
تعلم أم طه أن المنطقة بالكامل تحبها، ربما تلك الثقة هي ما تدفع السيدات إلى الأمام حتى لو كُنَّ من البسطاء، فالسيدات من نفس المعدن الحاني والذكي، جمعيهن يفكرن في إسعاد عائلاتهن، وجميعن تفخرن بأزواجهن، وجميعهن يثبتن أن المرأة كل المجتمع، وليس نصفه.