بالصور.. محمد كرم "صانع العود" في شارع محبي الحياة
الإثنين 10/أبريل/2017 - 02:27 م
فايزة محمد
طباعة
على مشارف إحدى الحارات المتاخمة للشارع المصري الشهير "محمد علي"، الذي عُرف ببؤرة أهل الفن المحبين للحياة، يقبع صانع العود "محمد كرم" البالغ من العمر (55عاما)، منكبًا على إعداد آلة العود الموسيقية، الذي ألف هذه الحرفة منذ أن كان في العاشرة من عمره.
بالرغم من أن شارع "محمد علي" تحول من أحد أشهر الشوارع الفنية المصرية، إلى شارعٍ تجاريٍ، إلاّ أنه مازال يحتفظ ببعض ملامحه المتمثلة في ورش صناعة الآلات الموسيقية، لا سيما القديم منها مثل "العود".
العود بديلًا عن التعليم
بأدوات بسيطة للغاية متمثلة في "الزجاج والخيط"، يبدأ "كرم" عمله الذي اعتاد عليه منذ عقود، حيث يقبض على العود بين يديه كما لو كان كنزًا عظيمًا يقوم بصنعة بدقة للغاية " كل لما تكون مخلص في صناعة العود كل لما تكون الآلة عظيمة وعزفها يمزج كل اللي يسمعها، بهذه الكلمات أمطرنا كرم ببعض ذكرياته وشغفه بصناعة العود.
لم يكن "كرم" بلغ العاشرة من عمره بعد حتى ذهب به أبوه إلى ورشة أحد أصدقائه القدامى الذي كان لديه شغفًا جمًا بالموسيقى وآلاتها "أبويا لاقاني مش نافع في التعليم أوي.. قالي اتعلم صنعة.. ومن يومها وجيت هنا في الورشة اتعلم واشتغل".
بدأ حب "كرم" للموسيقى يكبر يومًا عن الآخر لا سيما حين تيقن أنه قادرًا بمفرده على صناعة العود" فضلت أيام وشهور أشوف العمال في الورشة وهم بيصنعوا الآلات.. كان عندي حب ورغبة أتعلم أصنع العود لوحدي"، مضيفًا: "اللي زود حبي للعود كلام صاحب الورشة عن الموسيقى وحبه لها من أيام حفلات الست أم كلثوم".
لماذا العود؟
ترجع أصول آلة العود إلى بلاد فارس وتركيا حيث اتقن العرب العزف عليه وأحبوه بعد أن عبر عن أحاسيسهم في أجمل بحور الشعر العربي، حتى أصبح مصدر جذب للموسيقيين وغير الموسيقيين، حتى اعتاد الكثيرون من غير الموسيقيين اقتناءه لوضعه في أحد أركان المنزل وكأنه يستمع إلى ألحانه الصامتة.
يوضح "كرم"، "في جزء معين من العود بدءً من الوجه الذي يصنع من الخشب الأبيض أو ظهر البيانو، ويتم تقطيعه شرائح بمقاسات محددة يتم لصقها فيما بعد لتصبح الوجه الذي يراه الناس"، مضيفًا "أما "القصعة" وهي تلك التي يحتضنها العازف بجسده مثل "الأم" التي تحتضن وليدها، فتصنع من خشب الجوز والماهوجني وصاج هندي وأبنوس، وهي عبارة عن قالب وهذا القالب هو الذي يميز أنواع العود المختلفة مثل العود التركي والمصري والعراقي. وبعد تقطيع الأخشاب يتم لصق كل قالب حسب مقاسه، ولذا يوجد قالب ثلاثة أرباع وقالب نصف وقالب ربع وهو أكبر القوالب".
تابع صانع العود، أن مرحلة "الرقبة"و"البنقا" تعد أهم جزء في آلة العود لأن بها مفاتيح الأوتار والرقبة تتحكم في مقاسات ومسافات التنغيم، أما الفتحات الموجودة في وجه العود هي مرحلة طقم السماعات وهي التي تعطي منفذا لصوت العود، وأيضًا تعطي الشكل الجمالي للعود مثل عود فريد الأطرش الذي كان يتميز بزخارف تختلف عن غيرها، وتأتي المرحلة الأخيرة التي تعتبر مرحلة التكوين وتشمل قشطه وصنفرته وتلوينه.
نجوم الفن مروا من هنا
كعادة شارع "محمد علي" الذي كان مصنعًا لخروج منه عمالقة الموسيقى العربية، الذين حملوا لواء الفن والإبداع، يقول محمد كرم، " كتير من نجوم الفن المشاهير كانوا بيزورني دايما علشان أعملهم العود، زي الفنان محمد حلو وهاني شاكر".
ألف "كرم" الفنانين وألفوه حتى باتوا أصدقاء مقربين للغاية "كتير من المشاهير دول فضلوا يزورني لحد وقت قريب ويعزفوا على العود وأنا اتمزج وأسمعلهم.. لحد ما كنت بستنا اليوم اللي هيزورني فيه تاني عشان يعزفوا".
لم تقتصر صداقات كرم، على المشاهير فقط، بل حرص أيضًا على إقامة صداقة قوية بطلاب معهد الموسيقى العربية الذين يأتونه لشراء العود منه" بقيت أصحاب الطلاب دول علشانيعزفولي على العود بعد ما اعمله ليهم"، مشيرًا إلى أنه حاول تعلم العزف مرارًا إلاّ أنه لم يتمكن "تخيل كدا واحد بيقعد يصنع في العود على أيده حتة حتة بس علشان نفسه يعرف يعزق ومش عارف!".
لن يعيشوا في جلباب أبيهم
بالرغم من أن شغف وحب الرجل الخمسيني الشديدين، لآلة العود خصيصًا يرجع إلى حرص صاحب الورشة التي يعمل بها على حضور حفلات كوكب الشرق "أم كلثوم"، حيث كان يهوى عزف أغانيها على هذه الآلة، وهو جعله يريد أن يعيش في جلباب معلمه.
يقول محمد كرم،"محبتش أشتغل صنعة أبويا كان عربجي.. بس حبيت صاحب الورشة اللي علمني الصنعة وكنت بقلده حتى في حبه للموسيقى".
محاولات عدة من قِبل كرم، لتعليم نجله الذي لديه مؤهل متوسط صناعة العود، إلاّ أنه فشل، "حاولت أعلم ابني وأشربه الصنعة لكنه رفض"، مرجعًا سبب ذلك إلى أن "المهنة دي بتحتاج صبر كبير، والجيل الجديد معندوش صبر".
بالرغم من أن شارع "محمد علي" تحول من أحد أشهر الشوارع الفنية المصرية، إلى شارعٍ تجاريٍ، إلاّ أنه مازال يحتفظ ببعض ملامحه المتمثلة في ورش صناعة الآلات الموسيقية، لا سيما القديم منها مثل "العود".
العود بديلًا عن التعليم
بأدوات بسيطة للغاية متمثلة في "الزجاج والخيط"، يبدأ "كرم" عمله الذي اعتاد عليه منذ عقود، حيث يقبض على العود بين يديه كما لو كان كنزًا عظيمًا يقوم بصنعة بدقة للغاية " كل لما تكون مخلص في صناعة العود كل لما تكون الآلة عظيمة وعزفها يمزج كل اللي يسمعها، بهذه الكلمات أمطرنا كرم ببعض ذكرياته وشغفه بصناعة العود.
لم يكن "كرم" بلغ العاشرة من عمره بعد حتى ذهب به أبوه إلى ورشة أحد أصدقائه القدامى الذي كان لديه شغفًا جمًا بالموسيقى وآلاتها "أبويا لاقاني مش نافع في التعليم أوي.. قالي اتعلم صنعة.. ومن يومها وجيت هنا في الورشة اتعلم واشتغل".
بدأ حب "كرم" للموسيقى يكبر يومًا عن الآخر لا سيما حين تيقن أنه قادرًا بمفرده على صناعة العود" فضلت أيام وشهور أشوف العمال في الورشة وهم بيصنعوا الآلات.. كان عندي حب ورغبة أتعلم أصنع العود لوحدي"، مضيفًا: "اللي زود حبي للعود كلام صاحب الورشة عن الموسيقى وحبه لها من أيام حفلات الست أم كلثوم".
لماذا العود؟
ترجع أصول آلة العود إلى بلاد فارس وتركيا حيث اتقن العرب العزف عليه وأحبوه بعد أن عبر عن أحاسيسهم في أجمل بحور الشعر العربي، حتى أصبح مصدر جذب للموسيقيين وغير الموسيقيين، حتى اعتاد الكثيرون من غير الموسيقيين اقتناءه لوضعه في أحد أركان المنزل وكأنه يستمع إلى ألحانه الصامتة.
يوضح "كرم"، "في جزء معين من العود بدءً من الوجه الذي يصنع من الخشب الأبيض أو ظهر البيانو، ويتم تقطيعه شرائح بمقاسات محددة يتم لصقها فيما بعد لتصبح الوجه الذي يراه الناس"، مضيفًا "أما "القصعة" وهي تلك التي يحتضنها العازف بجسده مثل "الأم" التي تحتضن وليدها، فتصنع من خشب الجوز والماهوجني وصاج هندي وأبنوس، وهي عبارة عن قالب وهذا القالب هو الذي يميز أنواع العود المختلفة مثل العود التركي والمصري والعراقي. وبعد تقطيع الأخشاب يتم لصق كل قالب حسب مقاسه، ولذا يوجد قالب ثلاثة أرباع وقالب نصف وقالب ربع وهو أكبر القوالب".
تابع صانع العود، أن مرحلة "الرقبة"و"البنقا" تعد أهم جزء في آلة العود لأن بها مفاتيح الأوتار والرقبة تتحكم في مقاسات ومسافات التنغيم، أما الفتحات الموجودة في وجه العود هي مرحلة طقم السماعات وهي التي تعطي منفذا لصوت العود، وأيضًا تعطي الشكل الجمالي للعود مثل عود فريد الأطرش الذي كان يتميز بزخارف تختلف عن غيرها، وتأتي المرحلة الأخيرة التي تعتبر مرحلة التكوين وتشمل قشطه وصنفرته وتلوينه.
نجوم الفن مروا من هنا
كعادة شارع "محمد علي" الذي كان مصنعًا لخروج منه عمالقة الموسيقى العربية، الذين حملوا لواء الفن والإبداع، يقول محمد كرم، " كتير من نجوم الفن المشاهير كانوا بيزورني دايما علشان أعملهم العود، زي الفنان محمد حلو وهاني شاكر".
ألف "كرم" الفنانين وألفوه حتى باتوا أصدقاء مقربين للغاية "كتير من المشاهير دول فضلوا يزورني لحد وقت قريب ويعزفوا على العود وأنا اتمزج وأسمعلهم.. لحد ما كنت بستنا اليوم اللي هيزورني فيه تاني عشان يعزفوا".
لم تقتصر صداقات كرم، على المشاهير فقط، بل حرص أيضًا على إقامة صداقة قوية بطلاب معهد الموسيقى العربية الذين يأتونه لشراء العود منه" بقيت أصحاب الطلاب دول علشانيعزفولي على العود بعد ما اعمله ليهم"، مشيرًا إلى أنه حاول تعلم العزف مرارًا إلاّ أنه لم يتمكن "تخيل كدا واحد بيقعد يصنع في العود على أيده حتة حتة بس علشان نفسه يعرف يعزق ومش عارف!".
لن يعيشوا في جلباب أبيهم
بالرغم من أن شغف وحب الرجل الخمسيني الشديدين، لآلة العود خصيصًا يرجع إلى حرص صاحب الورشة التي يعمل بها على حضور حفلات كوكب الشرق "أم كلثوم"، حيث كان يهوى عزف أغانيها على هذه الآلة، وهو جعله يريد أن يعيش في جلباب معلمه.
يقول محمد كرم،"محبتش أشتغل صنعة أبويا كان عربجي.. بس حبيت صاحب الورشة اللي علمني الصنعة وكنت بقلده حتى في حبه للموسيقى".
محاولات عدة من قِبل كرم، لتعليم نجله الذي لديه مؤهل متوسط صناعة العود، إلاّ أنه فشل، "حاولت أعلم ابني وأشربه الصنعة لكنه رفض"، مرجعًا سبب ذلك إلى أن "المهنة دي بتحتاج صبر كبير، والجيل الجديد معندوش صبر".