صور | حكاية دير دميانة والأربعين عذارى
الثلاثاء 29/مايو/2018 - 05:44 ص
نعمان سمير
طباعة
منطقة شمال الدلتا من أهم المناطق التي تتركز فيها الأديرة والكنائس القديمة والتي يعد من أهمها وأكبرها دير القديسة دميانة الواقعة ببرارى بلقاس بمحافظة الدقهلية والذى زارة قريبا البابا تواضروس.
تاريخ الدير
كانت تتبع قديما إقليم البرلس والزعفرانة بوادي السيسبان والتي اشتهرت بزراعة نبات الزعفران ومرت بعد ذلك بالمنطقة العائلة المقدسة لتصبح تلك الرقعة مقدسة.
فى القرن الرابع الميلادي أي بعد 3 قرون من زيارة العائلة المقدسة ؛ نشأ دير القديسة دميانة بحرى مدينة الزعفرانة التي كانت عاصمة لمنطقة البرلس وكان بها كرسي أسقفية وكان مرقس والد دميانة هو وإلى هذه المنطقة وبنى فيها قصرا للقديسة دميانة والأربعين عذراء لتتعبد فيه خارج مدينة الزعفرانة بحرى البلد وبعد استشهاد القديسة دميانة مع 40 عذراء دفنت أجسادهن فى المكان الذى تعبدت فيه.
الملكة هيلانة والدير
إلى أن جاءت الملكة هيلانة أم الملك قسطنطين وبنت مقبرة خاصة بهن وكنيسة وذلك بعد بناء كنيسة القيامة بأورشليم فى عهد البابا ألكسندروس بابا الإسكندرية التاسع عشر الذي كان بطريركا من سنة 313 م حتى 326 م ورسم أسقفا جديدا لأن أسقف المنطقة كان قد استشهد مع القديسة دميانة.
تكوين الدير
والكنيسة عبارة عن ثلاثة مباني هي الكنيسة الأثرية للقديسة الشهيدة دميانة ويطلق عليها كنيسة الظهور والتي تتكون من 4 بواكى الباكية الأولى فوق الهيكل وثلاث بواكى للصحن ويتكون المدخل الأصلي للكنيسة في الحائط البحري من الباكية الغربية وبه معمودية صغيرة كما يوجد الهيكل الذي يتوسط المذبح الذي أكتشف تحته سنة 1974م وفى الشرق حنية كبيرة على جانبيها حنيتين صغيرتين قد يرجع بنائها إلى القرن الثاني والثالث عشر والمبنى الثاني هو الكنيسة الحديثة للأنبا أنطونيوس.
تعريف بالقديسة دميانة
والقديسة دميانة هي ابنة القديس مرقص والي البرلس والذي اتجهت إلي الرهبنة وتبدلت بصحبة أربعون راهبة وقامت بإجراء والدها عن عبادة الأصنام والأوثان التي دعا إليها الإمبراطور الروماني دقلديانوس والكفر بالمسيحية فى القرن الرابع الميلادي،مما اضطر دقلديانوس إلي ذبحها والأربعين عذراء الذين كانوا معها بعد ثلاث سنوات من التعذيب وتقطيع رقابهم إلي إن بدأت الرهبنة الحديثة بالدير في عام 1987 بعد زيارة قداسة البابا شنودة الثالث.
الراهبات والدير
نظرًا لمحبة نيافة الأنبا بيشوى للرهبنة فقد اهتم بإقامة دير للراهبات لإعادة الحياة الرهبانية فى المكان الذي سكبت فيه القديسة دميانة عَرَق ودموع نسكها قبل أن تسكب دمها محبة فى عريسها الأبدى.
وأنشأ مبنى جديد يضم دير الراهبات مع عديد من المنافع والمرافق مكون من ثمانية طوابق: ("بدروم، وأرضى، وستة طوابق"، والمبنى به 95 قلاية موزعة على الأدوار الستة فى جناح القلالى، وكل قلاية ملحق بها دورة مياه خاصة.
مناطق العمل بمبنى الراهبات
هناك جناح متصل بجناح القلالي في كل دور يحوى مناطق العمل- حيث إن مبنى الراهبات على شكل حرف L، الضلع الأطول منه هو جناح القلالى وفى نهايته البحرية كنيسة القديسة دميانة والعذارى الأربعين، والضلع الأصغر هو جناح مناطق العمل وفوقه كنيسة رئيس الملائكة الجليل ميخائيل.
مظاهر الاحتفال
يتوافد الملايين من الأقباط والمسلمين للاحتفال بالليلة الكبيرة لعيد تكريس الشهيدة دميانة فى الدير والقرية اللذان يحملان اسمها، في مركز بلقاس بمحافظة الدقهلية حيث يتم بدا الاحتفالات في الفترة من 12 وحتى 20 مايو من كل عام ويشارك ويشرف على الاحتفال رئيس الدير الأنبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس ومطران دمياط وكفر الشيخ والبراري طوال فترة الاحتفال.
ويتوجه الي الدير ملايين الأقباط لإنشاء الخيام بالقرب منه في ساحة الدير والمنطقة المحيطة والتي تتمثل في 30 فدان مصاحبة للدير تضرعا وابتهالا ويقوم أصحاب الحاجات بإشعال الشموع تقربا لها كما يأتي البعض الأخر فى رحلات يومية من كافة أنحاء مصر والدول الاخري حيث تقام العشيات اليومية بالإضافة إلي أربع قداسات طوال اليوم كما يتواجد في تلك الأيام من جميع أنحاء الابرشية الاباء والكهنة لتقديم الخدمات الكنائسية للزوار.
الحصول على البركة والإنجاب
ويتوجه الى مزار الشهيدة العديد من المسيحيات الراغبات في الحصول علي البركة والإنجاب وقراءة الانشودة المعلقة بجوار المزار الخاصة بالشهيدة للتبرك بها كما يتم الاحتفال بإقامة القداسات داخل الكنيسة الأثرية التي تم اكتشافها عام 1974 كما يقع الدير بعض الآثار الرومانية القديمة ويقرب منه بعض التلال الأثرية.