فيديو| كنيسة الشهيد "أبانوب".. قصة أشهر كنائس الغربية
الجمعة 16/فبراير/2018 - 03:34 م
محمد عصر
طباعة
تعد مدينة سمنود التابعة لمحافظة الغربية، عاصمة الأسرة الثالثة لمصر القديمة، وهي إحدى محطات العائلة المقدسة، والتى عبرت نهر النيل من "منية سمنود" إلى "مدينة سمنود"، بوسط الدلتا حيث استقبلهم الشعب بترحاب كنيسة القديس أبانوب بسمنود، كبير وكانت تسمى آنذاك "ثب نثر" ولا يزال بها العديد من الآثار الباقية إلى الآن.
وحتى الآن يوجد بالكنيسة أدوات السيدة العذراء، منها إناء كبير كانت تستخدمه في العجين، كما يوجد أيضًا بئر الماء الذي باركه السيد المسيح بنفسه، ولأهمية هذه الكنيسة من الناحية الروحية والأثرية.
تقدمت الكنيسة بطلب إلى المجلس الأعلى للآثار لترميمها، حيث تمت الموافقة منذ عام 2003 على ترميمها على نفقة الكنيسة وتحت إشراف المجلس الأعلى للآثار.
وقد بدأت أعمال الترميم عام 2005، وشمل ذلك التدعيم الإنشائي للمباني وتثبيت الجدران من كل جهة وعزل الأسطح لحمايتها من العوامل الجوية ومعالجة الشروخ الموجودة بالمباني والقباب، وتغيير تيجان الأعمدة الرخامية واستبدال جميع الأعمال الخشبية بالكنيسة، هذا إلى جانب الترميم الدقيق للعناصر الآثرية والزخرفية والأيقونات.
وتقع الكنيسة في الجهة الشرقية بشارع سعد زغلول، ويوجد على يسار الفناء الخارجي مكتبة خاصة بالكنيسة، ويوجد سلم وسط الكنيسة يؤدي إلى الدور الثاني المخصص للسيدات، أما المعمودية فتقع في طرف الجهة الجنوبية الشرقية للكنيسة وتخطيط الكنيسة من الداخل على الطراز البيزنطي، ويعتمد على ثلاثة أروقة طويلة محملة على ثلاثة أعمدة رخامية ويوجد ثلاثة هياكل في الجهة الشرقية أمامها حجاب خشبي يطل على الكنيسة من الداخل وهو مزخرف بالصليب ومطعم بالعاج ويعلوه صف من الأيقونات تضم عشرين قسيسًا يتوسطهم أيقونة السيد المسيح والعشاء الأخير.
وبالكنيسة ثلاثة هياكل الأوسط منها والجنوبي يحمل اسم الشهيد أبانوب، والشمالي يحمل اسم السيدة العذراء، كما يوجد بالكنيسة مقصورة كبيرة من الخشب تتوسطها صورة للقديس أبانوب، وتحمل أربعة أنابيب إحداهما بداخلها جسده أما الباقي فيحمل أجساد 8000 شهيد هم مجموعة شهداء سمنود الذين نالوا إكليل الشهادة في يوم واحد.
يرجع تاريخ الكنيسة إلى أيام مرور العائلة المقدسة في سمنود، حيث يذكر أن السيد المسيح، وهو طفل أثناء وجوده في المدينة قد أقام ميتًا كما أخبر والدته أنه سيُقام في هذه المدينة بيعة على اسمي واسمك والمعروف تاريخيًا أن هذه الكنيسة كانت تعرف باسم السيدة العذراء ولما جاء جسد القديس أبانوب إلى سمنود وضع في الكنيسة أضيف اسمه إليها، حيث أنها هي الكنيسة الوحيدة التي تحمل اسمه في مصر، كما يوجد بها البئر المقدس والماجور الذي عجنت فيه السيدة العذراء ومنهم تحدث العديد من المعجزات.
الجدير بالذكر أن القديس أبانوب، ولد من أبوين طاهرين ولما بلغ من العمر اثنتي عشرة عامًا كان دقلديانوس قد اعلن اضطهاد المسيحيين، فأراد أبانوب أن يسفك دمه على اسم المسيح فوزع كل أموال والده وذهب إلى سمنود، ماشيًا على شاطئ البحر واعترف أمام الوالي باسم السيد المسيح فعذبه عذابًا شديدًا ثم صلبه على صاري سفينته منكس الراس فأنزل ملاك الرب القديس أبانوب، ثم هبت رياح شديدة أسرعت بالسفينة إلى أتريب وهناك اعترف الجند بالمسيح ونالوا إكليل الشهادة، مما أثار والي "أتريب" الذي أمعن في تعذيب القديس أبانوب ثم أرسله إلى الأسكندرية، وهناك عذب حتى أسلم الروح ونال إكليل الشهادة، وقد تم نقل جسده إلى كنيسة العذراء والشهيد أبانوب بسمنود.