صراعات سياسية في حياة "وردة".. السادات ومبارك منعوها من الغناء وكانت هاربة من حكم بالإعدام
الأحد 10/يونيو/2018 - 09:04 م
مريم مرتضى
طباعة
لكل وردة حكاية خاصة تبدأ منذ زرع بذورها حتى قطفها، ولوردتنا حكاية طويلة مع الزمان، مرت بالعديد من المحطات منها الأزمات وفيها الإنفراجات، وحين فاحت رائحتها العطرة في دول العالم، سارعت مصر بقطفها من موطنها الجزائر لجمالها الخلاب وموهبتها الفذة، وعلى الرغم من أنها عانت كثيرًا في بلاد الفراعنة، وتم ترحيلها أكثر من مرة إلا أنها كانت دائمًا ما تعود، واستطاعت أن تصنع لنفسها أرض خصبة تعيش عليها وسط عمالقة الفن وقتها، وحافظت على مكانتها بينهم، حتى وصل قطار حياتها إلى محطته الأخيرة وذبلت الوردة الجميلة، وعادت لموطنها لتدفن به.
في عام 1977م، قامت وردة بإهداء أغنية خاصة للرئيس الليبي "معمر القذافي" في احتفالات الثورة الليبية، بعنوان "إن كان الغلا ينزاد"، و"صلي ع النبي يا مصلي" وذلك وقتما كان التوتر بين مصر وليبيا على أشده، وقام السادات وقتها بمنعها من الغناء، وعلق قائلًا : "قرصة ودن لبنتنا عشان متتكررش تاني"، وسمح لها بعد فترة بالعودة للغناء مرة أخرى، وفسر غناءها للقذافي بأنه محاولة منه لاستفزاز السادات.
السادات ومعمر القذافي
أزمتها في عصر مبارك
كانت وردة تُحيي حفلًا غنائيًا، حضر فيه مبارك و زوجته، و كبار رجال الدولة آنذاك، و أرادت وردة أن ترفع التكلفة بينها و بين الرئيس الأسبق، و قالت له مبتسمة: "خليهم يصقفوا لي يا ريس"، وأشارت للجنود قائلة "الريس بيقولكوا صقفوا"، مما أثار غضب سوزان مبارك، على الرغم من ابتسامة مبارك حينها، و الأسوأ من ذلك، عندما قالت وردة للرئيس مبارك:"أنا هغني أغنية جالك يوم، ده مش أنت، لكن اسم الأغنية كدة"، و ضحك حينها الرئيس الأسبق، و لكن سوزان مبارك كان لها رأي أخر حيث كان ذلك تعدي لكل قواعد البروتوكول العالمية، وتم اتخاذ قرار بمنع وردة من الغناء مرة أخرى، و هو ما تم تنفيذه.
بعدها صدر تقرير من أمن الدولة عن وردة يفيد أنها كانت في حالة سكر و مخمورة، و بالطبع هذه المعلومات غير صحيحة، و هذا ما تم كشفه بعد ثورة 25 يناير.
كانت وردة تُحيي حفلًا غنائيًا، حضر فيه مبارك و زوجته، و كبار رجال الدولة آنذاك، و أرادت وردة أن ترفع التكلفة بينها و بين الرئيس الأسبق، و قالت له مبتسمة: "خليهم يصقفوا لي يا ريس"، وأشارت للجنود قائلة "الريس بيقولكوا صقفوا"، مما أثار غضب سوزان مبارك، على الرغم من ابتسامة مبارك حينها، و الأسوأ من ذلك، عندما قالت وردة للرئيس مبارك:"أنا هغني أغنية جالك يوم، ده مش أنت، لكن اسم الأغنية كدة"، و ضحك حينها الرئيس الأسبق، و لكن سوزان مبارك كان لها رأي أخر حيث كان ذلك تعدي لكل قواعد البروتوكول العالمية، وتم اتخاذ قرار بمنع وردة من الغناء مرة أخرى، و هو ما تم تنفيذه.
بعدها صدر تقرير من أمن الدولة عن وردة يفيد أنها كانت في حالة سكر و مخمورة، و بالطبع هذه المعلومات غير صحيحة، و هذا ما تم كشفه بعد ثورة 25 يناير.
وردة ومحمد حسني مبارك
كانت وردة هاربة طوال حياتها من حكم بالإعدام، ولم تظهر هذه القصة إلا بعد رحيلها بعام، حين ذكر ابنها "رياض القصيري"، في مقابلة تلفزيونية عن صدور حكم قضائي من إحدى المحاكم الفرنسية بإعدام السيدة وردة بسبب دعمها للمقاومة الجزائرية بالغناء، والمفاجأة أن الحكم نفسه صدر على محمد فتوكي والد وردة بعدما أكدت التحقيقات تستره على مخازن سلاح تابعة للمقاومة، وقد اضطرا للهرب معًا إلى بيروت خوفًا من تنفيذ الحكم، وظلا في حماية عائلة والدتها اللبنانية العريقة يموت.
كانت وردة تعاني من أمراض عديدة، منها السكر والقلب والكبد الذي قامت بزراعته، وقبل وفاتها بإسبوع قامت بتركيب جهاز ضبط نبضات القلب في فرنسا، ويبدو أن جسد وردة لم يتحمل الجهاز حيث أصابها الوهن والضعف، وبعدها بأسبوع تحديدًا في يوم 17 مايو عام 2012م، سقطت على الرخام ونقلتها مرافقتها للفراش وأصيبت بإنخفاض حاد بالدورة الدموية تسبب في ذبحة صدرية توفيت على أثرها، وأمر الرئيس الجزائري "عبدالعزيز بوتفليقة" بإرسال طائرة عسكرية لتحمل جثمانها إلى مثواه الأخير في مقبرة العالية بالجزائر العاصمة.
وردة