جراتسيا ديليدا.. الفقيرة التي حصلت على نوبل في الأدب
الجمعة 22/يونيو/2018 - 06:35 ص
مريم مرتضى
طباعة
الشهادة الدراسية ليست مرادفًا للنجاح أبدًا، فهناك الملايين من الناس الذين حصلوا على أعلى الشهادات والدرجات العلمية ورغم ذلك لم يحققوا أي شئ ينسب لإسمهم، وفي المقابل نرى العديد من الذين لم يتلقوا تعليمًا كاملًا ورغم ذلك وصلوا لأعلى درجات الشهرة والنجاح، ولعل أبرز هؤلاء هي الكاتبة الإيطالية " جراتسيا ديليدا " التي لم تستطع إكمال تعليمها بسبب ظروف فقرها، ولكن رغم ذلك كانت هي ثاني إمرأة تحصل على جائزة نوبل في الأدب.
ميلادها ونشأتها
ولدت " جراتسيا ديليدا " في مدينة فيورو بجزيرة سردينيا في عام 1871م لأسرة فقيرة، وتلقت تعليمها الأساسي في مدرسة البلدة الابتدائية حتى بلغت العاشرة من عمرها، فاضطررتها الظروف المادية الصعبة إلى ترك المدرسة، وبعد ذلك تلقت دروسًا خصوصية في اللغة الايطالية واكتشف مدرسها نبوغها المبكر في الكتابة وطلب منها أن تقوم بنشر ما تكتبه في الصحف والمجلات، وكانت آنذاك في الثالثة عشر من عمرها فقط.
جراتسيا ديليدا
بداياتها الأدبية
تأثرت " جراتسيا " بالكثير من الأدباء الإنجليز مثل: " شاتو بريان، وفيكتور هيجو، وبلزاك"، ومن الإيطاليين : " كاردوتشي، ودانو نتسيو"، بالاضافة إلي العديد من الأدباء الروس الذين كان لهم تأثير واضح في روايتها القصيرة " في البحر الأزرق " التي قامت بنشرها عام 1890م.
وفي عام 1892م كتبت أولى رواياتها الطويلة وكانت بعنوان " زهرة سردينيا " وبعثت بها إلى أحد الناشرين في روما فنشرها ولاقت نجاحًا منقطع النظير، تلتها رواية " أنيم أونست " 1895م، ولكن أول نجاح حقيقي لها كان من خلال رواية " الياس بورتوليو " 1903م التي تُرجمت إلى جميع اللغات الأوروبية.
وفي أول سنة من القرن العشرين عام 1900م تزوجت جراتسيا و سافرت مع زوجها " بالميرو مودساني " إلى روما، وشعرت أنها المدينة التي بحثت عنها طويلًا، حيث اكتشفت عالمًا أكثر رحابة متمثلاً في المدنية بأبعادها الثقافية والحضارية المختلفة، ومتمثلاً أيضًا في المؤلفات الأجنبية التي غاصت فيها جراتسيا ديليدا تلتهمها بنهم حيث كان لهذه الاكتشافات الأثر العظيم في كتاباتها التي صارت أكثر تنوعًا وانفتاحًا.
تأثرت " جراتسيا " بالكثير من الأدباء الإنجليز مثل: " شاتو بريان، وفيكتور هيجو، وبلزاك"، ومن الإيطاليين : " كاردوتشي، ودانو نتسيو"، بالاضافة إلي العديد من الأدباء الروس الذين كان لهم تأثير واضح في روايتها القصيرة " في البحر الأزرق " التي قامت بنشرها عام 1890م.
وفي عام 1892م كتبت أولى رواياتها الطويلة وكانت بعنوان " زهرة سردينيا " وبعثت بها إلى أحد الناشرين في روما فنشرها ولاقت نجاحًا منقطع النظير، تلتها رواية " أنيم أونست " 1895م، ولكن أول نجاح حقيقي لها كان من خلال رواية " الياس بورتوليو " 1903م التي تُرجمت إلى جميع اللغات الأوروبية.
وفي أول سنة من القرن العشرين عام 1900م تزوجت جراتسيا و سافرت مع زوجها " بالميرو مودساني " إلى روما، وشعرت أنها المدينة التي بحثت عنها طويلًا، حيث اكتشفت عالمًا أكثر رحابة متمثلاً في المدنية بأبعادها الثقافية والحضارية المختلفة، ومتمثلاً أيضًا في المؤلفات الأجنبية التي غاصت فيها جراتسيا ديليدا تلتهمها بنهم حيث كان لهذه الاكتشافات الأثر العظيم في كتاباتها التي صارت أكثر تنوعًا وانفتاحًا.
جراتسيا ديليدا
من أهم الأشياء التي يجب أن نركز اهتمامنا عليها عندما نتحدث عن " جراتسيا ديليدا " هو علاقتها بالجزيرة التي عاشت فيها من ناحية وثقافة البحر المتوسط من ناحية اخري، وهي ثقافة ذات شكل مميز تبدو واضحة في أدب الذين ولدوا في أحضان الجزر الإيطالية، مثل سردينيا، وصقلية، ولكن جزيرة "سردينيا" الإيطالية، فرضت عليها وحدة جغرافية، وعانت التقاليد البالية بحق المرأة، فكل شىء مغلق، الناس يعيشون أسلوبًا واحًدا مكررًا، يؤمنون بالسحر والأساطير، مما جعلهم مادة خصبة استمدت منها جراتسيا معظم أعمالها، وأيضًا كانت للحياة في الجزيرة إيجابيات أخرى لـ جراتسيا حيث شهدت الجزيرة حضارات عديدة من اليونان إلى العرب إلى الرومان، وكانت أرض ذات نكهة خاصة تولد فوقها أهم مدارس الشعر الإيطالي في القرن الثامن عشر، كما اهتم الامبراطور فريدريك الثاني بالمدارس الفنية في القرن التاسع عشر، وقد انعكس هذا التاريخ الثقافي على جراتسيا، حيث غيرت الكثير من شكل الأدب هناك، وكتب وجودها انتهاء عصر الأدب الشفهي تقريبًا وبداية الآداب المدونة، كما عكس مكانة المرأة في مثل هذه المجتمعات.
جراتسيا ديليدا
"جراتسيا ديليدا " هي ثاني مرأة تحصل على جائزة نوبل في الأدب، وقد بلغت المحصلة النهائية لأعمالها قرابة خمسين رواية ومجموعة قصصية، أغلبها مستوحي من أجواء سردينيا، ومن أبرز أعمالها: "الأم " عام 1920م التي تحكي عن قس وقع في الحب وحمل أمه عذابًا لم تستطع تحمله، وقد بدأ اهتمام النقاد بها منذ عام 1912م بعد روايتي "أبيض غامض" و "الحب والحقد"، وفي عام 1915م قدمت روايتي "الطفل المختبىء" و "ماريانا"، واستمرت في تقديم روائعها الأدبية حتى أخر أنفاسها، ونشرت أخر روايتها التي كانت بمثابة سيرة ذاتية تحمل إسم " كوزيما " في عام 1937م أي بعد وفاتها بعام، حيث توفيت في روما في 15 آغسطس 1936م.