جوزها سابها وخلع .. "ابتسام" واجهت قسوة الحياة بنفس راضية
الأحد 24/يونيو/2018 - 09:31 ص
أحمد حمدي
طباعة
سنوات عديدة مضت ولا زالت تخفي الدموع بين جفونها، تستقبل صغارها بابتسامة لا تفارق ملامحها وكأنها لا تحمل همًا ولا تبالي ضيقًا، ولدت حيث الفقر لكنها كافحت لتحول الفقر إلى ماضِ تستأنس كل تذكرته، سيدة فى عمر الثلاثين سعت جاهدة كى تجعل لنفسها مكانة بين "الكسّيبة".
"ابتسام" المُلقبة بـ "أم جنى"، سيدة ثلاثينية، تبلغ من العمر "32" عامًا، تعيش فى بيت متهالك أسفل عمارة من المباني القديمة بحي فايدة كامل، ضمن الأحياء الشعبية فى القاهرة، تزوج رجلا اصبح عاطلا بمرور الوقت، ترك لها حمل الحياة ومسؤلياتها مبكرا، أراد الزوج القاسى أن يقلب حياة الزوجة لخلاف بينهما رأسا على عقب.
"ايجار الشقة غالى" بهذه الكلمات تفوهت السيدة الثلاثينية بصوت يملؤه الحزن والحسرة على واقع تعيشه، فالزوج ألقى عليها المسئولية وخلع، بل وجعل المسؤلية أكبر باهماله أولاده الصغار، وتخليه عن الكسب ومساعدتها فى مصاريف المعيشية تقول:" رمالى الأولاد وساب الشقة باللى فيها ومشي وهو اساسا مبيشتغلش اانا اللى بنزل اشتغل واجيب مصاريف البيت الحياة صعبة بالطريقة دى ولازم يشاركني فى حياتنا الزوجية".
بعبقرية فذة، وحكمة وعبقرية، وتدبير جميل، فكرت فى تغير الواقع بعد قسوة الزوج، الذى صدمها بأفعاله الشنيعة فى فترته الأخيرة، سعت لدهان الشقة لتسعد أطفالها الصغار بمكان جيد، تقول:" زوجي باع جميع "عفشها" وتركها تدفع إيجار الشقة لكونه عاطلًا عن العمل ثم قام بهجرها".
الحياة لم تسير معها على وتيرة واحدة، حيث انتقلت من مهنة لأخرى حسب الموسم، جعلت من الواقع المرير مكسبا تعيش به بصحبة أولادها، بعد أن قضت عامًا نائمة أرضًا برفقة أطفالها، تستكمل:"أدخرت من الأجر الشهري الذي لا يتعدى الـ 700 جنيه من عملي بالنظافة في السكة الحديد وأحضرت "سرير ودولاب".
"مفهوش حمام ولا نقطة ميه"، بهده الكلمات والجميل وصفت حال شقتها التى تركها الزوج وانصرف لحياته والعيش بعيدا عن أولاده، تقول:" غير انه ممكن يقع فوق دماغنا في أي وقت واحنا قاعدين تحته، وأنا ندمانة إنى اتجوزت واحد زى ده بعد مكنا 7 بنات في أوضة وكانت أمي عاوزة تجوزنا وخلاص".
قررت العمل بعيدا عن زوجها لتدخر لأطفالها فلوس يستطيعون العيش بها تقول:" قررت انى انزل اشتغل على نفسي وابدأ اشتغل فى البيوت ماسحة سلالم واصرف على ولادى لان الشغل منش وانا شايفة انهم محتاجين الفترة دى، طول الوقت سايبني جوزى فى الهم والمسؤولية الحياة لوحدى بدون مساعدة ولا برأي فقط".
لم تجد مفرًا سوى ترك الشقة والذهاب إلي بيت جدتها المهجور بحى الشرابية تضيف:""ابني الكبير في 3 ابتدائي ودخلته درسين، والاتنين التانين مش قادرة أدخلهم حضانة وأنا مش متعلمة عشان أذاكر ليهم، وكل يوم بعيط من اللي أنا فيه بس مش ببين ده لعيالي وبحاول على قد ما أقدر اعملهم من الفسيخ شربات".
بعد كفاح مع لقمة العيش، استقرت على عاملة فى سكة الحديد، تخلو رصيف المحطة من القمامة، ثم تجمع الكراتين برفقة زملائها وتقوم ببيعها وتأخذ كل منهم نصيبها، تقول:" بنزل عملى فى الـ 6 صباحًا ابدا استعد لغسل سكك الحديد قبل قدوم الزبائن لحجز التذاكر للسفر فى اى مكان، واشتغل لغاية الساعة 6 المغرب وعلى الحال ده كل يوم، وانا تعبت".
وتضيف: "مش عاوزة جوزي يرجع احنا كويسين من غيره، نفسى حد يحس بينا بجد مش عشاني عشان العيال، نفسى أعلمهم أوي، كل دقيقة بعيط حتى الأكل بعمله ومش بحس بطعمه وبقرف لا حمام ولا ميه لوعندي الاتنين دول الحاجة هتدارى وهاكل بنفس، والبيت أصلًا يعتبر واقع بنام وبنتشاهد قبل ما ننام، وكل يوم بروح أملى ميه من الشارع التاني واجي لما تعبت، بس مش ببين كل ده قدام عيالي وبحاول أظهر اني مبسوطة عشانهم"
"ابتسام" المُلقبة بـ "أم جنى"، سيدة ثلاثينية، تبلغ من العمر "32" عامًا، تعيش فى بيت متهالك أسفل عمارة من المباني القديمة بحي فايدة كامل، ضمن الأحياء الشعبية فى القاهرة، تزوج رجلا اصبح عاطلا بمرور الوقت، ترك لها حمل الحياة ومسؤلياتها مبكرا، أراد الزوج القاسى أن يقلب حياة الزوجة لخلاف بينهما رأسا على عقب.
"ايجار الشقة غالى" بهذه الكلمات تفوهت السيدة الثلاثينية بصوت يملؤه الحزن والحسرة على واقع تعيشه، فالزوج ألقى عليها المسئولية وخلع، بل وجعل المسؤلية أكبر باهماله أولاده الصغار، وتخليه عن الكسب ومساعدتها فى مصاريف المعيشية تقول:" رمالى الأولاد وساب الشقة باللى فيها ومشي وهو اساسا مبيشتغلش اانا اللى بنزل اشتغل واجيب مصاريف البيت الحياة صعبة بالطريقة دى ولازم يشاركني فى حياتنا الزوجية".
بعبقرية فذة، وحكمة وعبقرية، وتدبير جميل، فكرت فى تغير الواقع بعد قسوة الزوج، الذى صدمها بأفعاله الشنيعة فى فترته الأخيرة، سعت لدهان الشقة لتسعد أطفالها الصغار بمكان جيد، تقول:" زوجي باع جميع "عفشها" وتركها تدفع إيجار الشقة لكونه عاطلًا عن العمل ثم قام بهجرها".
الحياة لم تسير معها على وتيرة واحدة، حيث انتقلت من مهنة لأخرى حسب الموسم، جعلت من الواقع المرير مكسبا تعيش به بصحبة أولادها، بعد أن قضت عامًا نائمة أرضًا برفقة أطفالها، تستكمل:"أدخرت من الأجر الشهري الذي لا يتعدى الـ 700 جنيه من عملي بالنظافة في السكة الحديد وأحضرت "سرير ودولاب".
"مفهوش حمام ولا نقطة ميه"، بهده الكلمات والجميل وصفت حال شقتها التى تركها الزوج وانصرف لحياته والعيش بعيدا عن أولاده، تقول:" غير انه ممكن يقع فوق دماغنا في أي وقت واحنا قاعدين تحته، وأنا ندمانة إنى اتجوزت واحد زى ده بعد مكنا 7 بنات في أوضة وكانت أمي عاوزة تجوزنا وخلاص".
قررت العمل بعيدا عن زوجها لتدخر لأطفالها فلوس يستطيعون العيش بها تقول:" قررت انى انزل اشتغل على نفسي وابدأ اشتغل فى البيوت ماسحة سلالم واصرف على ولادى لان الشغل منش وانا شايفة انهم محتاجين الفترة دى، طول الوقت سايبني جوزى فى الهم والمسؤولية الحياة لوحدى بدون مساعدة ولا برأي فقط".
لم تجد مفرًا سوى ترك الشقة والذهاب إلي بيت جدتها المهجور بحى الشرابية تضيف:""ابني الكبير في 3 ابتدائي ودخلته درسين، والاتنين التانين مش قادرة أدخلهم حضانة وأنا مش متعلمة عشان أذاكر ليهم، وكل يوم بعيط من اللي أنا فيه بس مش ببين ده لعيالي وبحاول على قد ما أقدر اعملهم من الفسيخ شربات".
بعد كفاح مع لقمة العيش، استقرت على عاملة فى سكة الحديد، تخلو رصيف المحطة من القمامة، ثم تجمع الكراتين برفقة زملائها وتقوم ببيعها وتأخذ كل منهم نصيبها، تقول:" بنزل عملى فى الـ 6 صباحًا ابدا استعد لغسل سكك الحديد قبل قدوم الزبائن لحجز التذاكر للسفر فى اى مكان، واشتغل لغاية الساعة 6 المغرب وعلى الحال ده كل يوم، وانا تعبت".
وتضيف: "مش عاوزة جوزي يرجع احنا كويسين من غيره، نفسى حد يحس بينا بجد مش عشاني عشان العيال، نفسى أعلمهم أوي، كل دقيقة بعيط حتى الأكل بعمله ومش بحس بطعمه وبقرف لا حمام ولا ميه لوعندي الاتنين دول الحاجة هتدارى وهاكل بنفس، والبيت أصلًا يعتبر واقع بنام وبنتشاهد قبل ما ننام، وكل يوم بروح أملى ميه من الشارع التاني واجي لما تعبت، بس مش ببين كل ده قدام عيالي وبحاول أظهر اني مبسوطة عشانهم"