" معركة طريف ".. الحكاية المأساوية خلف وجود علمين إسلاميين بكاتدرائية طليطلة
الجمعة 29/يونيو/2018 - 10:02 م
مريم مرتضى
طباعة
قبل 677 عامًا كانت الغزوات الصليبية على أراضي المسلمين قد كثرت بشدة، وكان لـ ألفونسو الحادي عشر ملك قشتالة أطماع كبيرة تجاه مملكة غرناطة، وقرر التوجه بحملة كبيرة نحوها، وعندما شعر السلطان أبي الحجاج يوسف بن أبي الوليد إسماعيل بضعف جيشه ووسائل الدفاع، أرسل يستنجد بالسلطان أبي الحسن علي بن عثمان ملك المغرب، الذي لبى النداء وأرسل له مدد كبير مع ولده الأمير أبي مالك، ونشبت بين الفريقين معركة دموية في أواسط عام 1339م هُزم فيها المسلمون هزيمة فادحة، وقُتل قائدهم الأمير أبو مالك، وتسببت تلك المعركة في قيام معركة أكبر وأشد تُدعى "معركة الطريف" التي نال فيها المسلمون خسارة فادحة.
حشد الجيوش الإسلامية
بعد تلك الهزيمة المريرة، أعلن السلطان " أبو الحسن علي " عن قراره بالذهاب إلى الأندلس بنفسه للثأر من تلك الهزيمة، وأمر بتجهيز الجيوش والأساطيل الضخمة، وبلغ الأندلس في يوليو 1340 م، ونزل بسهل طريف ولحق به السلطان يوسف بصحبة قوات الأندلس، وكانت الجيوش الأسبانية قد نفذت آنذاك إلى أعماق مملكة غرناطة، ووصلت إلى الجزيرة الخضراء، واستقر الأسطول الصليبي في مياه المضيق بين المغرب والأندلس، ليمنع قدوم الإمدادات والمؤن وأحكموا الحصار حول ثغر طريف وتغلبوا على حراسه، ومضت أشهر قبل أن يقع اللقاء الحاسم بين الفريقين، فوهنت قوى المسلمين بعد أن نفذت منهم المؤن، وكان الجيش الإسلامي عندئذ في السهل الواقع شمال غربي طريف على مقربة من نهر "سالادو الصغير" الذي يصب في المحيط الأطلنطي عند بلدة "كونيل" التي تبعد قليلًا عن رأس طرف الغار.
يُطلق على تلك المعركة فى الأدب الأسبانية معركة "ريو سالادو"، في الـ 30 من أكتوبر عام 1340م اشتبك الفريقان فى معركة حامية على ضفاف نهر سالادو، وتولى خلالها السلطان أبي الحسن قيادة الجيش، وتولى السلطان يوسف قيادة فرسان الأندلس، وعبر السلطان أبو الحسن مضيق البوغاز ومعه 60 ألف مقاتل، وحاول حصار مدينة طريف وكان حصارًا خانقًا من البر والبحر بمساعدة جيش الأندلس، لكن الأسطول القشتالي عاد إلى المضيق وقطع طريق نقل الإمدادات إلى الجيش المغربي، فأصبح السلطان وجيشه تحت الحصار، ثم هاجم القشتاليون وحلفاؤهم من البرتغال وجنوة الإيطالية الجيش الاسلامي واشتعل القتال، واستولى الصليبين على المؤن والذخائر وقتلوا النساء والأطفال، واعتقلوا تاشفين إبن السلطان، وأشعلوا النار في فسطاط السلطان المغربي، وفي ذات الوقت كان الملك ألفونسو الحادى عشر يقوم بمهاجمة المغاربة ليشتبك فرسان الأندلس مع الجيش البرتغالي، وكانت الغلبة والقوة لصالح الجيش الإسلامى قبل أن يقوم الجنود الصليبين على أطراف طريف بعملية إلتفاف حول الجيش الإسلامى من الخلف، الأمر الذى قلب موازين القوى وأربك الجيش الإسلامي بأكمله ليسقط من المسلمين في تلك المعركة عدد ضخم في يد الصليبين، وفر السلطان أبو الحسن إلى المغرب مرة أخرى، وعاد السلطان يوسف إلى غرناطة مرة أخرى، لتصبح أكبر هزيمة للقوات الإسلامية في الأندلس، ولم يستطع المسلمون أن تقوم لهم قائمة فى بلاد الأندلس مرة أخرى.
كاتدرائية طليطلة