أمير المِنَجِّد .. ثلاثيني يعاني من ركود مهنته: مش جايبة همها
الأحد 08/يوليو/2018 - 11:27 ص
أحمد حمدي
طباعة
بابتسامة جميلة، ووجه بسيط يملؤه الرضا والتفاؤل يستقبل زبائنه فى الصباح الباكر بعدما يؤدي صلاة الفجر ويجلس لدقائق يقرأ آيات من القرآن لعل الله أن يفتح عليه في يومه.
يستيقظ في الصباح الباكر ذاهبا لعمله، بعد تناول الإفطار لمحله الخاص الصغير المتواجد قرب مسكنه الذي استأجره من صاحب العمارة السكنية بشارع رشدي بمنطقة منشية جبريل، ناظرًا على وجوه المارين لعل أحدهم أن يطالبه بعمل يخص مهنته، متوكلًا على الرّزاق الكريم.
أمير المنجد
"أمير عزيز" شاب ثلاثيني، تعلم صنعة التنجيد من أكثر من 20 عامًا، اعتبرها مصدر رزقه، لاسيما بعد زواجه يقول:"عندى 36 سنة اتعلمت المهنة دى من وأنا صغير، بدأت اشتغل فيها واكسب منها من فترة كبيرة".
معاناة تضرب مهنة الشاب الثلاثيني، فبعد غلاء الأسعار خلال الآونة الأخيرة وقارا الحكومة المصرية، بتعويم الجنية تماشيا مع خطة الإصلاح الإقتصادي، يضيف:"السوق نايم، بقالي 4 شهور مفيش شغل بيجيني، ولا زباين راضية تيجي زي الأول، بسبب ارتفاع أسعار بنعانى منها كل يوم وبتزيد بشكل فظيع".
"المؤن غليت"
أمير المنجد
بهذه الكلمات تفوه الشاب "أمير" صاحب مهنة التنجيد، ونبرات حزن عميقة عبرت عن الحالة التى يحياها فى ظل ارتفاع الأسعار، يستكمل حديثه قائلًا:" تخصص شغلي عمل الصالونات والأنتريهات والكراسي السفرة والستاير، بالإضافة للركنات فى البيوت، كل ده تخصصي وشغلتى هنا في المحل ده، وبشتغل عليها انا ومجموعة من الشباب كل واحد هنا بيكون ليه تخصص محدد بيعمله ومقسمنها حسب مهارات كل واحد فينا".
"مش عارف أصرف على أولادي".
أمير المنجد
صرخ أمير بهذه الكلمات ليعبر عن أوجاعه ومأساته هو وأقرانه داخل تلك الورشة الصغيرة، يضيف: "مش عارف أدفع الإيجار بقالي 3 شهور وأكتر السوق نايم، ودلوقتى فرخ السفنج بقى بـ 690 جنيه الأول كان بـ 290 جنيه بس، وتوب الكرتون بـ 10 جنيه، زمان كان بـ 3 جنيه بس"، مستطردًا: "حرام الوضع ده يستمر بجد كل حاجة غليت، بدفع من جيبي عشان أكمل شغلي فى المحل اللى هو المفروض بيصرف عليا وعلى البيت، أقدر أجيب حاجة لأولادي، يارب 100 جنيه فى اليوم بس تقدر تعيشني".
أمير المنجد
يعول "عم أمير" أسباب الغلاء الذى يعاني منه، بسبب جشع التجار الذى ضرب العديد من المهن الحرفية خلال الفترة الأخيرة، وغياب العديد من جهات الرقابية على الأسواق، يقول:"كل ده بسبب التجار بيخبوا المون، وبالتالي تقصير من الحكومة بسبب غياب الرقابة على تلك الأسواق وأصحابها، ده ميرضيش ربنا أبدًا، كل واحد بيغلي بمزاجه حسب اليوم، وكل ده حاجة تزعل ومزعجة بشكل كبير، وبتأثر على لقمة عيشنا ومصاريف البيت بتعتنا، الحكومة لازم تفرض الرقابة المباشرة عليهم لان بالشكل دا فيه فوضى كبيرة ولازم نشوف ليها حل سريع".
ويضيف:" يرجعوا يقولوا الدولار، ودلوقتي بالذات الكهرباء بقت فوق الوصف، بتيجى غالية عن الأول أضعاف مضاعفة، دافع الشهر ده 580 جنيه".