"بائع الليمون" لماذا يصبر على ضيق الحال وينتظر زوال قلة الرزق ؟
الإثنين 16/يوليو/2018 - 12:32 م
كتب: وسيم عفيفي - تصوير: ولاء السيد
طباعة
تربع في جلسته وأمامه مقطف صغير به عدد مقدار من الليمون ربما لا يتجاوز الـ 5 كيلو، وبجانبه جوالين وينظر بنظارته إلى قدوم أي زبون وهو يدخل محطة المترو، وفي آخر اليوم يلملم قروشه المعدودة ليمشي وهكذا دواليك.
قيل لأبي حازم رضي الله عنه: ما مالك؟ قال: شيئان: الرضى عن الله، والغنى عن الناس.
فقيل له: إنك لمسكين؛ فما كان منه إلا أن قال : كيف أكون مسكينا ومولاي له ما في السماوات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى.
الشيب خط وجه الرجل فظهرت خصيلات من الشعر الأبيض على لحيته، ورغم أسنانه المتساقطة لكنه ينجح في أكلٍ يبدو أنه عيش حاف، فانتظاره للزبون شغله عن النهوض لأي مطعم وربما لمنزله، فالشارع هو منزله وقت عمله.
لا شيء يؤنس الرجل سوى سجادة صلاته التي يجلس عليها بجلسة القرفصاء، وساعته التي يرتديها في يده اليسرى كانت دائماً حاضرةً غائبةً عن رسم يومه الطويل الحار.
الليمون أخضر لكن حياته لا تتسم بالحيوية التي يشتهر الخَضَار، يتجول في الشارع هنا وهناك، فمن المترو إلى رصيفٍ أسفل الكوبري، هذه هي مسيرته، ولا شيء يحنو عليه سوى ظل الشجرة التي يتخذها، وعيناه تبحث عن أي زبون.
السعي هو الداعي الوحيد الذي جعل هذا الرجل يصبر على الحر وضيق الحال، فالدين الإسلامي حث على العمل في كثير من آيات القرآن الكريم، وأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم " وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ" [التوبة :105] ، "هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ ۖ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ"[الملك :15] .
من هنا فان الرسول عليه السلام وأصحابه الكرام، ومن سار على دربهم قد شمروا عن ساعد الجد، وعملوا قدر استطاعتهم في خدمة دينهم وأمتهم،حتى أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: "لو قامت القيامة وبيد أحدكم فسيلة فليغرسها" .
ويذكر راتب النابلسي أن الكثير من الناس ينظرون إلى الرزق نظرة ًضيقة قاصرة فهم يتصورون أنه المال فحسب، لكن ابن منظور في لسان العرب الرزق: هو ما تقوم به حياة كل كائن حي مادي كان أو معنوي.
فالإيمان رزق وحب النبي رزق وحب الصحابة رزق والعلم رزق والخُلقُ رزق والزوجة الصالحة رزق والحب في الله رزق والمال رزق وما أنت فيه الآن رزق وصيامك للنهار رزق وقيامك الليل رزق إلى غير ذلك.
يعي هذا الرجل رغم ضيق الحال أن كثرة الرزق لا تدل على محبة الله، فالله سبحانه يرزق الجميع، ولكنه قد يزيد أهل الضلال والجهل في الرزق، ويوسع عليهم في الدنيا، وقد يقتر على أهل الإيمان، فلا يظن أن العطاء والزيادة دليل المحبة والاصطفاء!.
بل إنه بين أنه لولا أن يكفر الناس جميعًا لأراهم الله تعالى عطاياه لأهل الكفر، فقال تعالى: "وَلَوْلا أَن يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَّجَعَلْنَا لِمَن يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفاً مِّن فِضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ*وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَاباً وَسُرُراً عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ * وَزُخْرُفاً وَإِن كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةُ عِندَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ "[الزخرف: 35].
السعي هو الداعي الوحيد الذي جعل هذا الرجل يصبر على الحر وضيق الحال، فالدين الإسلامي حث على العمل في كثير من آيات القرآن الكريم، وأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم " وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ" [التوبة :105] ، "هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ ۖ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ"[الملك :15] .
من هنا فان الرسول عليه السلام وأصحابه الكرام، ومن سار على دربهم قد شمروا عن ساعد الجد، وعملوا قدر استطاعتهم في خدمة دينهم وأمتهم،حتى أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: "لو قامت القيامة وبيد أحدكم فسيلة فليغرسها" .
ويذكر راتب النابلسي أن الكثير من الناس ينظرون إلى الرزق نظرة ًضيقة قاصرة فهم يتصورون أنه المال فحسب، لكن ابن منظور في لسان العرب الرزق: هو ما تقوم به حياة كل كائن حي مادي كان أو معنوي.
فالإيمان رزق وحب النبي رزق وحب الصحابة رزق والعلم رزق والخُلقُ رزق والزوجة الصالحة رزق والحب في الله رزق والمال رزق وما أنت فيه الآن رزق وصيامك للنهار رزق وقيامك الليل رزق إلى غير ذلك.
يعي هذا الرجل رغم ضيق الحال أن كثرة الرزق لا تدل على محبة الله، فالله سبحانه يرزق الجميع، ولكنه قد يزيد أهل الضلال والجهل في الرزق، ويوسع عليهم في الدنيا، وقد يقتر على أهل الإيمان، فلا يظن أن العطاء والزيادة دليل المحبة والاصطفاء!.
بل إنه بين أنه لولا أن يكفر الناس جميعًا لأراهم الله تعالى عطاياه لأهل الكفر، فقال تعالى: "وَلَوْلا أَن يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَّجَعَلْنَا لِمَن يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفاً مِّن فِضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ*وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَاباً وَسُرُراً عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ * وَزُخْرُفاً وَإِن كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةُ عِندَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ "[الزخرف: 35].
قيل لأبي حازم رضي الله عنه: ما مالك؟ قال: شيئان: الرضى عن الله، والغنى عن الناس.
فقيل له: إنك لمسكين؛ فما كان منه إلا أن قال : كيف أكون مسكينا ومولاي له ما في السماوات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى.