تمكنت القضية الفلسطينية، من لفت أنتباه العالم يوم تلو الأخر، وفي ظل المصالحة الوطنية التي تتم وبرعاية مصرية، يزيد الشغف أكثر ما إذا كانت هذه القضية ستلق حل أم لا، لأنه وفي هذه الحالة سيكون الشعب الفلسطيني، قد تمكن من التوصل لحل يمنع عنه القتل وسفك الدماء وكافة الانتهاكات التي يمارسها قوات الإحتلال الإسرائيلية الإجرامية.

مواجهات وتحذيرات
من المعروف أن القضية الفلسطينية تتمركز الآن في المواجهات، التي تحدث بين إسرائيل وممثلي حركة حماس، ونجد حيال هذا الشأن سياسة العنف الشديد التي تتبعها إسرائيل وتصر عليها في تعاملاتها، ضد حركة حماس وحيال هذا الأمر وجه الكاتب اليميني الإسرائيلي تساحي ليفي سلسلة من التحذيرات، من نشوب أي نتائج عكسية ستحدث في حال نفذ جيش الاحتلال حسما عسكريا في قطاع غزة ضد حركة حماس، مشيرا إلى أن "وضعا معقدا سينشأ لاحقا" يجب إلقاء العبء فيه على مصر.

نتيجة الحسم العسكري الإسرائيلي في غزة
وقال تساحي ليفي: "الحسم العسكري في غزة سيسفر عن تحقيق انتصار مماثل في الضفة الغربية وسيضطر الجيش لإعادة احتلال قطاع غزة وتنظيفه كليا لكن الثمن الذي سندفعه في الجبهة الداخلية سيكون أكثر ثقلا"، موضحا أن ظاهرة الطائرات الورقية، مهما بلغت خطورتها، فهي مشكلة تكتيكية وليست استراتيجية، وأفضل حل لها هو إطلاق النار على مرسليها، ومن يقف خلفهم، رغم وجود آخرين في إسرائيل يبحثون عن حلول تكنولوجية، وممارسة ضغط اقتصادي على حماس.

مواجهة وللأسف
وأكد المحلل الإسرائيلي، قائلا: "بغض النظر عن الحل المفضل لهذا التهديد القادم من الجنوب، فإن هذه المشكلة سوف تحل، كما وجدنا حلولا للأنفاق والقذائف الصاروخية، أما الذي لن يحل فعليا فهو موضوع الحديقة الخلفية لإسرائيل، حيث توجد منظمة مسلحة اسمها حماس تتقوى مع مرور الوقت، والمواجهة الشاملة معها آتية لا محالة، وللأسف لن نستطيع منعها من القدوم".

أضطرار للإحتلال
يرى تساحي ليفي أن الجيش الإسرائيلي سيضطر لاحتلال القطاع، ولن يكون لإسرائيل أي جدوى من أي عملية قادمة إن لم تحل نهائيا وجذريا، مشددا على "ضرورة بحث الحكومة عن حل استراتيجي لمشكلة غزة، وهنا يجب أن يتركز النقاش الجماهيري في إسرائيل، رغم أن الحل الأمثل يكمن في تحميل مصر لهذا العبء الغزي، كما كان الوضع قبل حرب 1967.

مصر لن ترحب بالمسؤولية
يرى تساحي ليفي، الذي يمثل رؤية عبرية تستحق الانتباه، وهو واحدا من أشهر أصحاب النظريات والإطلاع في إسرائيل، أن مصر لن ترحب بهذا الاقتراح، لذلك يرى أنه ينبغي على إسرائيل أن تطالب بتفعيل أدوات الضغط عليها للقبول بذلك، ومنها إغلاق شامل لقطاع غزة، والانفصال النهائي عنه.

حماس وإسرائيل
وفقا لرؤية العديد من الصحف العبرية، من قلب إسرائيل، فإنه ينبغي على الحكومة الإسرائيلية تجريد حماس من سلاحها بالكامل مع الإشارة، إلى أن ذلك من الممكن أن يحدث عبر عملية عسكرية تقضي على بنيتها التسلحية الثقيلة مقابل حل نهائي ليظهر السيسي كمن أنقذ حياة الغزيين من الدبابات الإسرائيلية".

نقطة نظام
وفي الختام يستلزم الإشارة إلى أن كبار المفكرين، وممثلي الإعلام العبري، يرون ضرورة على الحكومة الإسرئيلية، تتمثل في عدم التعامل الجدي مع الوضع المتفجر في الجنوب اليوم، لأن ذلك ووفقا لتقديراتهم سيأتي بنتائج أكثر سوءا في المستقبل، وسيجعل إسرائيل بالكامل تدفع أثمانا باهظة في مراحل قادمة، لأن حماس ستدرك الخوف الإسرائيلي من الدخول في مواجهة عسكرية واسعة معها، وستلعب على هذه النقطة.