"حرق الكتب" عادة قديمة بدأتها "الصين" و اشتهرت بها الأندلس
السبت 28/يوليو/2018 - 08:32 ص
وسيم عفيفي
طباعة
"الأفكار لها أجنحة محدش يقدر يمنعها توصل للناس"، لطالما كان فيلم المصير قائماً على هذه الجملة بعد تهديد الكتب التي ألفها بن رشيد بالحرق، وبصرف النظر عن الأخطاء التاريخية التي وقع فيها الفيلم، لكنه أعطى جانباً لمسألة حرق الكتب في العصر الأندلسي.
تاريخياً فإن إمبراطور الصين الأعظم شي هوانج تي، هو أول من اخترع ظاهرة حرق الكتب في العام 212 قبل ميلاد المسيح، واتسم عهده بحرب نارية ضد الكتب التاريخية والقانونية بالإضافة إلى مطاردة الأدباء والعلماء وسجنهم، على الرغم من الطفرة التي شهدتها الصين في عهده و التي ربما يكون هو مؤسسها أصلاً.
الفيلسوف فريدريك هيغل فسر ما فعله شي هوانج تي بأنه أراد ذلك رغبة في تقوية أسرته الحاكمة عن طريق هدم وتدمير ذكرى الأسر الحاكمة السابقة، حتى يبقى ذكره خالداً كؤسس لسور الصين العظيم وباني نهضتها القديمة.
في التاريخ الإسلامي يعتبر العصر العباسي هو أول العهود التي اتسمت بظاهرة حرق الكتب وبدأ هذا حين سيطر المذهب المعتزلي على الدولة العباسية، فقام الحاجب العامري رجل الدولة الأول في عهد هشام المؤيد بحرق كتب المعتزلة وكذلك فقهاءهم ومؤرخيهم.
وخلال القرنين الخامس و السادس الهجري، بدأت ظاهرة حرق الكتب في الأندلس على يد أمراء الطوائف بحرق كتب بن حزم الظاهري، وهو الشيء نفسه الذي فعلته دولته المرابطين على يد علي بن يوسف تاشفين حين أحرق كتب أبو حامد الغزالي، وكذلك عهد دولة الموحدين بحرقها لكتب بن رشد.
تاريخياً فإن إمبراطور الصين الأعظم شي هوانج تي، هو أول من اخترع ظاهرة حرق الكتب في العام 212 قبل ميلاد المسيح، واتسم عهده بحرب نارية ضد الكتب التاريخية والقانونية بالإضافة إلى مطاردة الأدباء والعلماء وسجنهم، على الرغم من الطفرة التي شهدتها الصين في عهده و التي ربما يكون هو مؤسسها أصلاً.
الفيلسوف فريدريك هيغل فسر ما فعله شي هوانج تي بأنه أراد ذلك رغبة في تقوية أسرته الحاكمة عن طريق هدم وتدمير ذكرى الأسر الحاكمة السابقة، حتى يبقى ذكره خالداً كؤسس لسور الصين العظيم وباني نهضتها القديمة.
في التاريخ الإسلامي يعتبر العصر العباسي هو أول العهود التي اتسمت بظاهرة حرق الكتب وبدأ هذا حين سيطر المذهب المعتزلي على الدولة العباسية، فقام الحاجب العامري رجل الدولة الأول في عهد هشام المؤيد بحرق كتب المعتزلة وكذلك فقهاءهم ومؤرخيهم.
وخلال القرنين الخامس و السادس الهجري، بدأت ظاهرة حرق الكتب في الأندلس على يد أمراء الطوائف بحرق كتب بن حزم الظاهري، وهو الشيء نفسه الذي فعلته دولته المرابطين على يد علي بن يوسف تاشفين حين أحرق كتب أبو حامد الغزالي، وكذلك عهد دولة الموحدين بحرقها لكتب بن رشد.
ابن رشد
سلسلة قصة الإسلام تفسر ظاهرة حرق الكتب في الأندلس لأسباب سياسية فدويلات الطوائف ورثت دولة الأمويين في الأندلس، وورثت دولة المرابطين أمراء الطوائف، واستولت دولة الموحدين على مُلك دولة المرابطين في المغرب والأندلس.
نتيجةً لتغير أنظمة الحكم في الأندلس جاءت فترة سميت باسم "مأزق العلاقة بين المثقف والسلطة"، فضلاً عن رغبة الحاكم في منع ظهور أي نجم ديني ربما ينافسه في شعبيته أو يؤثر على رجال الدين الذين اشتراها، وعليه فقدت الحضارة العربية والإسلامية ما يقرب من عشرة ملايين كتاب و أدى ذلك إلى ضياع ثمرة جهود العلماء والفلاسفة ورجال الطب والفكر والأدب والفقه واللغة، وتعددت وسائل القضاء على الكتب من خلال نهبها أو حرقها أو دفنها أو رميها في المياه.
نتيجةً لتغير أنظمة الحكم في الأندلس جاءت فترة سميت باسم "مأزق العلاقة بين المثقف والسلطة"، فضلاً عن رغبة الحاكم في منع ظهور أي نجم ديني ربما ينافسه في شعبيته أو يؤثر على رجال الدين الذين اشتراها، وعليه فقدت الحضارة العربية والإسلامية ما يقرب من عشرة ملايين كتاب و أدى ذلك إلى ضياع ثمرة جهود العلماء والفلاسفة ورجال الطب والفكر والأدب والفقه واللغة، وتعددت وسائل القضاء على الكتب من خلال نهبها أو حرقها أو دفنها أو رميها في المياه.