أحمد أبوزيد يكشف تفاصيل حلف " الناتو " العربي
الأحد 29/يوليو/2018 - 10:19 م
إسماعيل فارس
طباعة
أكد الدكتور أحمد أبوزيد الباحث في إدارة الأزمات والأمن الإقليمي، مساء اليوم الأحد، أن الدعوة الأمريكية لتشكيل ما يسمى " ناتو عربي "، دعوة ليست جديدة، ولكنها لا تزال غامضة وغير واضحة ومحاطة بكثير من المحاذير.
جاء ذلك بعدما كشفت " رويترز " نقلا عن مسؤولين أمريكيين وعرب، أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تمضي قدمًا خفية في مساع لتشكيل تحالف أمني وسياسي جديد مع دول الخليج العربية ومصر والأردن بهدف التصدي للتوسع الإيراني في المنطقة.
واستعرض " أبو زيد " خلال مداخلة له على قناة " اليوم " السورية، التجارب السابقة لتشكيل مظلة أمنية إقليمية جديدة أو تحالف عسكري لمجابهة التهديدات الأمنية والإرهاب وتهديدات إيران، مؤكدًا أن أكثر هذه الدعوات جدية كانت دعوة مصر التي أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسي أمام الزعماء العرب خلال القمة العربية في شرم الشيخ مارس 2015، والتي عُقدت بالفعل عدة اجتماعات عسكرية ودبلوماسية رفيعة المستوى لتنفيذها لإقرار بروتوكول تشكيلها ولكنها جمدت بطلب سعودي لمزيد من التشاور وحتى الآن لا زالت حبيسة الأدراج.
وأشار الباحث في إدارة الأزمات والأمن الإقليمي، إلى أن الدعوات الأخرى تمثلت في تشكيل تحالف دعم الشرعية في اليمن وهو يواجه إيران بشكل غير مباشر ولكن أزمة اليمن لازالت مستمرة، وكذلك دعوة السعودية لتشكيل التحالف العسكري الإسلامي، لم تشارك به إيران، وخرج بصورة مربكة وغير منسقة ولم يتم تفعيله سوى في بعض التمارين العسكرية المشتركة ومنها مناورات درع الخليج المشترك بمشاركة 23 دولة في حفر الباطن في السعودية قبل عدة أشهر.
كما لفت " أبو زيد " إلي دعوة " ترامب " لوجود تحالف اقليمي في المنطقة ضد إيران بعد القمة العربية الإسلامية الأمريكية في مايو 2017، وكذا الدعوة الأمريكية لتدخل قوات عربية أمريكية في سوريا وغيرها.
وتابع المحلل السياسي، أن تقييم الدعوة الراهنة التي لازالت مجرد تسريبات إعلامية، يمكن النظر لها من عدة زوايا، وأولها تقييم الدعوات السابقة، ومقارنتها بها، وهل ستلقى نفس المصير، حيث كانت الدعوات السابقة تتسم بالغموض وعدم الجدية، ولذلك قد تكون الدعوة الحالية مجرد بالونة اختبار لتهديد ايران وتعديل سلوكها، اي مجرد حرب كلامية او نفسية.
وشدد، على ضرورة توضيح اطراف مثل هذا التحالف، سواء المعلنين والأطراف الخفية، فهل سيكون مظلة لتنسيق أمني موسع مع إسرائيل على اعتبار أن عدو عدوي صديقي، وما علاقة هذا الترتيب الإقليمي الجديد بما يسمى صفقة القرن؟، مشيرًا إلي أن مدى نجاح هذا التحالف في مواجهة إيران سيعتمد على مدى وحدة رؤية وإدراك تلك الدول للتهديد الإيراني، خاصة أن دول الخليج ومصر والأردن ليست على درجة واحدة من الخصومة والعداء مع ايران فهي اولوية اولى للسعودية ولكنها ليست اولوية اولى لمصر والأردن وليس هناك اتفاق على مواجهتها عسكريا.
وتابع، ان الكويت لديها علاقات متوازنة مع إيران وقطر وهي دولة في مجلس التعاون الخليجي، خارج المنظومة حاليا ما يعني ضرورة حل الأزمة لضمان وقوفها مع الاصطفاف الجديد، موضحًا أن مثل هذا النوع من الدعوات الأمريكية يعد شكل من اشكال تحميل العبء لطرف آخر، والتخلص منه ووضعه على عاتق دول المنطقة، وفي نفس الوقت لا يراعي وجود لاعب رئيسى جديد في المنطقة وهو روسيا وهي بالتأكيد ليست ضد إيران.
وتساءل "أبو زيد" هل سيؤدي ذلك إلى صراع سني شيعي يدمر المنطقة تماما؟، وهل سيساهم ذلك في تعديل السلوك الإيراني وهو هدف أعلنه البيت الأبيض والبنتاجون قبل يومين، أم سيزيد تشددها؟، مؤكدًا أن هذه الدعوة إن كانت بالفعل جادة وستتم بالتنسيق والتشاور الكامل مع دول المنطقة فإنها ستكون مفيدة في تقليم أظافر إيران بعد توسع سلوكها الميليشياوي في المنطقة وتهديدها للملاحة البحرية من خلال الحوثيين في باب المندب.