صور .. حارة برجوان .. هنا نشأ موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب
الجمعة 03/أغسطس/2018 - 01:11 م
كتب: وسيم عفيفي - تصوير: سارة سيد
طباعة
في حارة برجوان بالقاهرة تلك التي نشأ فيها المقريزي، حيث قال: عُرفت بهذا الاسم نسبة إلى الأمير برجوان وزير الخليفة الحاكم بأمر الله، وكان موقع هذه الحارة في العصر الفاطمي بالقرب من الميدان المجاور للقصر الغربي الصغير، ويعرف بحي "الخرتشف"، وقد تم تحريف الاسم ليصبح الآن لدى العامة "حي الخرنفش".
في حارة برجوان ولد محمد عبد الوهاب ، ورغم ما أحبه فيه جمهوره ومتابعيه من موسيقاه، وتصوروا أن خلف هذا الوجه الهادئ طباعا هادئة، كانت الحقيقة عكس ذلك، إذ كان عبد الوهاب عصبي المزاج، حاد الطباع، صعب المعشر بحسب ما روى بعض المقربون منه.
في حارة برجوان ولد محمد عبد الوهاب ، ورغم ما أحبه فيه جمهوره ومتابعيه من موسيقاه، وتصوروا أن خلف هذا الوجه الهادئ طباعا هادئة، كانت الحقيقة عكس ذلك، إذ كان عبد الوهاب عصبي المزاج، حاد الطباع، صعب المعشر بحسب ما روى بعض المقربون منه.
بوابة حارة برجوان
أثرت نشأة محمد عبدالوهاب في حارة برجوان بكتّاب جامع سيدى الشعرانى بناءً على رغبة والده الذي أراده أن يلتحق بالأزهر ليخلفه بعد ذلك في وظيفته وحفظ عدة أجزاء من القرآن قبل أن يهمل تعليمه ويتعلق بالطرب والغناء، حيث شغف بالاستماع إلى شيوخ الغناء في ذلك العصر مثل الشيخ سلامة حجازي وعبد الحي حلمي وصالح عبد الحي، وكان يذهب إلى أماكن الموالد والأفراح التي يغنى فيها هؤلاء الشيوخ للاستماع لغنائهم وحفظه، ولم ترض الأسرة عن هذه الأفعال فكانت تعاقبه على ذلك، وبعدها قابل محمد عبد الوهاب الأستاذ فوزي الجزايرلي صاحب فرقة مسرحية بالحسين والذي وافق على عمله كمطرب يغني بين فصول المسرحيات التي تقدمها فرقته مقابل خمسة قروش كل ليلة، وغنى محمد عبد الوهاب أغاني الشيخ سلامة حجازي متخفياً تحت اسم "محمد البغدادي" حتى لا تعثر عليه أسرته إلا أن أسرته نجحت في العثور عليه وازدادت إصراراً على عودته لدراسته فما كان منه إلا أن هرب مع فرقة سيرك إلى دمنهور حتى يستطيع الغناء، وطُرد من فرقة السيرك بعد ذلك ببضعة أيام لرفضه القيام بأي عمل سوى الغناء فعاد إلى أسرته بعد توسط الأصدقاء له.
مدخل حارة برجوان
وافقت أسرته أخيراً على غناءه مع أحد الفرق وهي فرقة الأستاذ عبد الرحمن رشدي (المحامي) على مسرح برنتانيا مقابل 3 جنيهات في الشهر، وكان يغنى نفس الأغاني للشيخ سلامة حجازي، وحدث أن حضر أحمد شوقي أحد عروض الفرقة وبمجرد سماعه لعبد الوهاب قام متوجهاً إلى حكمدار القاهرة الإنجليزى آنذاك ليطالبه بمنع محمد عبد الوهاب من الغناء بسبب صغر سنه، ونظراً لعدم وجود قانون يمنع الغناء أًخذ تعهد على الفرقة بعدم عمل عبد الوهاب معهم.
شارع برجوان
التحق عبد الوهاب بعد ذلك بنادي الموسيقى الشرقي والمعروف بمعهد الموسيقى العربية حالياً، حيث تعلم العزف على العود على يد محمد القصبجي، وتعلم فن الموشحات، وعمل في نفس الوقت كمدرس للأناشيد بمدرسة الخازندار، ثم ترك كل ذلك للعمل بفرقة علي الكسار كمُنشد في الكورال وبعدها فرقة الريحاني عام 1921، وقام معها بجولة في بلاد الشام وسرعان ما تركها ليكمل دراسة الموسيقي ويشارك في الحفلات الغنائية، وأثناء ذلك قابل سيد درويش الذي أُعجب بصوته وعرض عليه العمل مقابل 15 جنيه في الشهر في فرقته الغنائية، وعمل في روايتي البروكة وشهرزاد، وبالرغم من فشل فرقة سيد درويش إلا أن عبد الوهاب لم يفارق سيد درويش بل ظل ملازماً له يستمع لغنائه ويردد ألحانه حتى وفاة سيد درويش.