أبو الحسن بن النفيس خلده التاريخ بـ "عبقريته الطبية" وأنقذه يوسف زيدان
الأحد 05/أغسطس/2018 - 09:31 ص
وسيم عفيفي
طباعة
اعتبره كثيرون هو أبرز من ساهم في تطور الطب ربما قبل أوروبا نفسه، فلقد كان بن النفيس هو مكتشف الدورة الدموية الصغرى، ورغم باعه في الطب لكنه تخصص في مجالات أخرى كالفقه والحديث واللغة والتاريخ.
قصته كما جاء في موسوعة المعارف البريطانية، أنه طبيبي دمشقي، اسمه أبو الحسن علاء الدين علي بن أبي الحزم المعروف بابن النفيس.
قصته كما جاء في موسوعة المعارف البريطانية، أنه طبيبي دمشقي، اسمه أبو الحسن علاء الدين علي بن أبي الحزم المعروف بابن النفيس.
تعقيب بن النفيس على بن سينا
نشأ بن النفيس بدمشق وتعلم الطب على يد بارزين من أطبائها، لعل أبرزهم مهذب الدين الدمشقي صاحب مدرسة الدخوارية الطبية في دمشق، وبعد المرحلة الشامية انتقل بن النفيس إلى المحطة المصرية، حيث سكن القاهرة وأصبح عميد البيمارستان الناصري، المعروف الآن بـ "مستشفى قلاوون حاليًا"، وحظي بن النفيس باحترام الأطباء والحكام والأمراء في مصر.
كان "ابن النفيس" مستقلاً في التفكير والرأي ويعارض الآراء الطبية الخاصة بجالنيوس وبن سينا ، ويدلل على ذلك ملاحظاته وخبراته التي تقول أن الدم ينساب من البطين الأيمن إلى الرئة، حيث يمتزج بالهواء ثم إلى البطين الأيسر وهي الدورة التي نسميها اليوم بالدورة الدموية الصغرى.
وكانت تلك خطوة كبرى اعتمد عليها الطبيب البريطاني هارفي الذي كشف سنة
ربما كان السيء في بن النفيس اغتراره بنفسه، حيث كان يعشق الكتب التي ألفها لدرجة جعلته يقول "لو لم أعلم أن تصانيفي تبقى بعدي عشرة آلاف سنة ما وضعتها".
كان "ابن النفيس" مستقلاً في التفكير والرأي ويعارض الآراء الطبية الخاصة بجالنيوس وبن سينا ، ويدلل على ذلك ملاحظاته وخبراته التي تقول أن الدم ينساب من البطين الأيمن إلى الرئة، حيث يمتزج بالهواء ثم إلى البطين الأيسر وهي الدورة التي نسميها اليوم بالدورة الدموية الصغرى.
وكانت تلك خطوة كبرى اعتمد عليها الطبيب البريطاني هارفي الذي كشف سنة
ربما كان السيء في بن النفيس اغتراره بنفسه، حيث كان يعشق الكتب التي ألفها لدرجة جعلته يقول "لو لم أعلم أن تصانيفي تبقى بعدي عشرة آلاف سنة ما وضعتها".
مخطوط من تراث بن النفيس
كتب بن النفيس مؤلفات عديدة في الطب، منها "شرح تشريح القانون" والذي انتقد فيه كلام بن سينا الطب، ووفق أبحاث علماء بغداد فقد ظل هذا الكتاب مغموراً في المكتبات إلى أن عثر عليه الطبيب المصري الدكتور محي الدين التطاوي سنة 1924 في مكتبة برلين، وقام بدراسته في رسالة لنيل دكتوراه من جامعة فريبورج بألمانيا.
كان بن النفيس يطمح في تأليف كتاب اسمه "الشامل في الصناعة الطبية"، وكان ينوي فيها أن تصل إلى 300 مجلد ، كل مجلد يتناول موضوعًا بذاته وخلال ثلاثين سنة قام بإتمام ثمانين مجلدًا من موسوعته "الشامل" وتوفى قبل تبييض بقية كتب الموسوعة.
وفي مرضه مكث 6 أيام حتى نصحه الأطباء بتناول شيء من الخمر لتسكين الآلام، فرفض وقال: "لا ألقى الله تعالى وفي بطني شيء من الخمر".
و توفي في مصر عن عمر قارب الثمانين عاماً، ووهب داره ومكتبته للبيمارستان الناصري.
تبقى مؤلفات بن النفيس هي أكثر شيء في مأساته ففي عام 1242م، نشر ابن النفيس أكثر أعماله شهرة، وهو كتاب شرح تشريح قانون ابن سينا، الذي تضمن العديد من الاكتشافات التشريحية الجديدة، وأهمها نظريته حول الدورة الدموية الصغرى وحول الشريان التاجي، وقد اعتبر هذا الكتاب أحد أفضل الكتب العلمية التي شرحت بالتفصيل مواضيع علم التشريح وعلم الأمراض وعلم وظائف الأعضاء، كما صوّب فيه العديد من نظريات ابن سينا، بعد ذلك بوقت قصير، بدأ العمل على كتابه الشامل في الصناعة الطبية، الذي نشر منه 43 مجلد في عام 1244، وعلى مدى العقود التالية، كتب 300 مجلد لكنه لم يستطع نشر سوى 80 مجلدا قبل وفاته، وبعد وفاته حلّ كتابه هذا محل "قانون" ابن سينا موسوعة طبية شاملة في العصور الوسطى، مما جعل المؤرخين يصفونه بأنه "ابن سينا الثاني".
كان ابن النفيس قبل ذلك قد كتب كتابه "شرح الأدوية المركبة"، تعقيبًا على الجزء الأخير من قانون ابن سينا الخاص بالأدوية، وقد ترجمه "أندريا ألباجو" إلى اللاتينية في عام 1520، ونشرت منه نسخة مطبوعة في البندقية في عام 1547 م والتي استفاد منها ويليام هارفي في شرحه للدورة الدموية الكبرى، واتصفت آراء ابن النفيس في الطب بالجرأة، فقد فنّد العديد من نظريات ابن سينا وجالينوس وصوّبها.
فُقدت العديد من مؤلفات ابن النفيس عقب سقوط بغداد عام 1258، الذي شهد خسارة وتدمير العديد من الكتب المهمة لكثير من علماء المسلمين، كما تبعثرت مخطوطات موسوعته الطبية وضاع أغلبها، حتى قام الباحث الدكتور يوسف زيدان بإعادة تجميع وتحقيق جزء كبير منها على مدى عشرة سنوات، ومن مختلف مكتبات العالم، من بغداد ودمشق، وحتى أوكسفورد وستانفورد وغيرها، ليتم بعد ذلك نشرها بالتدريج منذ عام 2000م.
كان بن النفيس يطمح في تأليف كتاب اسمه "الشامل في الصناعة الطبية"، وكان ينوي فيها أن تصل إلى 300 مجلد ، كل مجلد يتناول موضوعًا بذاته وخلال ثلاثين سنة قام بإتمام ثمانين مجلدًا من موسوعته "الشامل" وتوفى قبل تبييض بقية كتب الموسوعة.
وفي مرضه مكث 6 أيام حتى نصحه الأطباء بتناول شيء من الخمر لتسكين الآلام، فرفض وقال: "لا ألقى الله تعالى وفي بطني شيء من الخمر".
و توفي في مصر عن عمر قارب الثمانين عاماً، ووهب داره ومكتبته للبيمارستان الناصري.
تبقى مؤلفات بن النفيس هي أكثر شيء في مأساته ففي عام 1242م، نشر ابن النفيس أكثر أعماله شهرة، وهو كتاب شرح تشريح قانون ابن سينا، الذي تضمن العديد من الاكتشافات التشريحية الجديدة، وأهمها نظريته حول الدورة الدموية الصغرى وحول الشريان التاجي، وقد اعتبر هذا الكتاب أحد أفضل الكتب العلمية التي شرحت بالتفصيل مواضيع علم التشريح وعلم الأمراض وعلم وظائف الأعضاء، كما صوّب فيه العديد من نظريات ابن سينا، بعد ذلك بوقت قصير، بدأ العمل على كتابه الشامل في الصناعة الطبية، الذي نشر منه 43 مجلد في عام 1244، وعلى مدى العقود التالية، كتب 300 مجلد لكنه لم يستطع نشر سوى 80 مجلدا قبل وفاته، وبعد وفاته حلّ كتابه هذا محل "قانون" ابن سينا موسوعة طبية شاملة في العصور الوسطى، مما جعل المؤرخين يصفونه بأنه "ابن سينا الثاني".
كان ابن النفيس قبل ذلك قد كتب كتابه "شرح الأدوية المركبة"، تعقيبًا على الجزء الأخير من قانون ابن سينا الخاص بالأدوية، وقد ترجمه "أندريا ألباجو" إلى اللاتينية في عام 1520، ونشرت منه نسخة مطبوعة في البندقية في عام 1547 م والتي استفاد منها ويليام هارفي في شرحه للدورة الدموية الكبرى، واتصفت آراء ابن النفيس في الطب بالجرأة، فقد فنّد العديد من نظريات ابن سينا وجالينوس وصوّبها.
فُقدت العديد من مؤلفات ابن النفيس عقب سقوط بغداد عام 1258، الذي شهد خسارة وتدمير العديد من الكتب المهمة لكثير من علماء المسلمين، كما تبعثرت مخطوطات موسوعته الطبية وضاع أغلبها، حتى قام الباحث الدكتور يوسف زيدان بإعادة تجميع وتحقيق جزء كبير منها على مدى عشرة سنوات، ومن مختلف مكتبات العالم، من بغداد ودمشق، وحتى أوكسفورد وستانفورد وغيرها، ليتم بعد ذلك نشرها بالتدريج منذ عام 2000م.