معصوم مرزوق .. البحث عن دور بمباركة إخوانية وتصديق للوهم

الأحد 05/أغسطس/2018 - 07:58 م

وسيم عفيفي

عقب وقوع ثورة 30 يونيو بعام واحد أُغْلِق سيل الفوضى السياسية من النُخَب المختلفة واتجه كثيرون للخارج بينما البعض فتح علاقات سياسية وفكرية مثل السفير معصوم مرزوق القيادي السابق بحزب تيار الكرامة، والقيادي بالحركة المدنية الديمقراطية ورئيس حزب الناس.

كان معصوم مرزوق ذكياً فهو أعلن دعمه للمرشح الرئاسي الأسبق حمدين صباحي، لكنه كان يمسك العصا من المنتصف فتراه يتكلم عن الحرية والديمقراطية وفي نفس ذات الوقت يعارض دون تقديم حلول، وبالتوازي مع ذلك أنهى مجموعته القصصية "حكايات العبيد" سنة 2014 م، ولم يكن يتوقع أن يكون هو نفسه عبداً للسياسة باسم الديمقراطية سنة 2018 م.

مبادرة معصوم مرزوق .. لماذا الآن ؟

معصوم مرزوق

مؤخراً قرر معصوم مرزوق الخروج بمبادرة سياسية تحمل اسم "خارطة الطريق" وتزامنت مع قرب حلول الذكرى الخامسة لفض اعتصامي رابعة والنهضة، وهذا هو الغريب فإن هجوم معصوم مرزوق "رئيس حزب الناس" على نظام الرئيس عبدالفتاح السيسي لم يتكلم عن الدماء التي قسمت المجتمع المصري بسبب الإخوان رغم اعتراض السيسي على فكرة الفض بشهادة الإخوان أنفسهم، وإنما ناقش معصوم مرزوق الوضع السياسي من ناحية كرسي الحكم.

أصدر معصوم مرزوق بياناً سماه "خارطة الطريق"، وحذر فيه من استمرار الرئيس عبدالفتاح السيسي منذراً في بيان حزب الناس الذي يترأسه بخطورة استمرار الوضع قائلاً "إما التراجع عن السياسات الفاشلة، وإما الاحتكام إلى الشعب باستفتاء وفقا لأحكام الدستور وإما تحقيق الحرية والعدل وكفاءة السلطة، وإما الدعوة للانتخابات المبكرة، إما الاستجابة لمطالب الناس، وإما ترك مقاعد السلطة لمن يخدم الناس".

المبررات التي ساقها معصوم مرزوق احتفت بها قناة الشرق والمواقع الموالية لجماعة الإخوان حيث كانت المبررات كانت ‬‫حرية المعتقلين وإطلاق حرية الرأي والتعبير، وحرية التجمع السلمي، وحرية التراب الوطني، كما طالب بأن تكون هناك ‫ضريبة تصاعدية وعودة الدعم للفقراء، وأن يتم ‫القضاء على الفساد ووقف سياسة الاقتراض، و‫حماية أصول الدولة ووقف أي تصرف فيها، وترشيد الإنفاق الحكومي وخفض الإنفاق على المشروعات العقارية بنسبة لا تقل عن 25%".

وأشار إلى ضرورة "نبذ الإجراءات الاحتكارية وسيطرة الجيش على الاقتصاد، ‫وكفاءة إدارة الخدمات وكفالة توفيرها للمواطنين بأسعار اجتماعية، والقضاء على المحسوبية والواسطة وتحقيق المساواة في الفرص،‫ وإصدار قانون المحليات، وأن تكون كل مراكز القيادة في المحافظات بالانتخاب"، منوها إلى أن ‫"الكفاءة هي أساس التقدم، وبدونها تتخلف المجتمعات".

هل من حق معصوم مرزوق أن يعارض ؟

معصوم مرزوق

يبدو المشهد السياسي مغلقاً على معصوم مرزوق، فالقنوات المصرية ربما تغلق أبوابها في وجهه بعد أن كان مقيماً دائماً فيها، وبالتالي لا يظهر صوت للمعارضة في مصر، غير أن السؤال ما هو شكل معارضة معصوم مرزوق أصلاً ؟.

إشكالية المعارضة عند معصوم مرزوق ليست اللجوء إلى وسائل إعلام الإخوان، لأن هذا وإن كان قد حدث فعلاً فالمبرر سيكون "أنا عايز أتكلم وانتو قافلينها .. فانتوا السبب مش أنا"؛ وإنما إشكالية المعارضة لدى معصوم مرزوق أنه يريد إعادة الإخوان المسلمين إلى المشهد السياسي مرة أخرى رغم رفض الشعب والقوى السياسية لهم، فضلاً أن معصوم مرزوق يدعو إلى قلب نظام الحكم بحجة الاستقرار السياسي.

العجيب أن معصوم مرزوق لما أصدر هذا البيان نفى أن هدفه عودة الإخوان ومع ذلك كان أول من صرح لهم هم الإخوان أنفسهم الذين يباركون مبادرته التي هي في الأساس البحث عن دور، لكن السؤال .. لماذا لم يبحث معصوم مرزوق عن حقوق العاملين في قناة الشرق ؟