" صنع في مصر ".. قناة السويس الجديدة التي أحدثت طفرة في عالم الملاحة البحرية

الإثنين 06/أغسطس/2018 - 02:33 م

دنيا سمحي

بدأت القصة منذ أربع سنوات، " قناة مصرية خالصة بأموال المصريين فقط"..هكذا أراد الرئيس عبد الفتاح السيسى أن تكون، قناة السويس الجديدة، التي وضعت المصريين كافة أمام تحد كبير لتوفير التكلفة الإجمالية للمشروعـ حينما أعلنت هيئة قناة السويس التكلفة الإجمالية للمشروع، والتي تبلغ 8 مليارات دولار، منها 4 مليارات لحفر قناة موازية للمجرى المائى لقناة السويس، و4 مليارات أخرى لحفر 6 أنفاق تعبر أسفل قناة السويس، أى ما يوازى 60 مليار جنيه مصرى، وكان المخطط حينها، الاعتماد على التمويل الداخلي، وأن يضخ الشعب الاستثمار ورأس المال للقناة، دون الاستعانة بأي جهة خارجية.

وبناءً على اصرار الرئيس عبد الفتاح السيسى على إنهاء المشروع خلال عام واحد فقط بدلاً من ثلاثة أعوام كما كان مقترحا، ووسط ميزانية للدولة لا تتحمل تلك التكلفة العالية، تم طرح شهادات استثمار باسم قناة السويس، بقيمة 10 و100 و1000 جنيه، بفائدة سنوية 12٪ ، وذلك لجمع 60 مليار جنيه لتمويل مشروع محور قناة السويس من خلال المصريين فقط، وبالاكتفاء عن أي أيدي خارجية وما دونها من التمويلات، وفي هذا الصدد، واحتفالا بعيدها الثالث، ترصد " بوابة المواطن" أبرز المحطات في تاريخ قناة السويس الجديدة، وأبرز المكاسب التي رربحتها مصر بعد حفر وافتتاح القناة، ومجهود المصريين في الحفر والتنفيذ، والتي نستعرض أبرز ملامحها في السطور التالية:

قناة السويس الجديدة

إنجاز أثنى عليه الغرب

قناة السويس الجديدة

مشروع إنشاء مشروع قناة السويس الجديدة، وصفه الغرب بأنه الإعجاز الذى أنجزه المصريون خلال سنة واحدة، قدروا حجم الاستفادة التى يمكن أن تحققها مصر من هذا الإنجاز بعشرات أضعاف ماكانت تستفيد منه خلال السنوات الماضية، ناهيك عن الفائدة التى تخطت الدول الأخرى والتى تمتلك قنوات ملاحة شبيهة بقناة السويس مثل بنما ودول أخرى عديدة فى شرق آسيا، وذلك نظرا لما تمتلكه مصر من إمكانيات لوجيستية واستيراتيجية وفنية تتفوق بها على تلك الدول.

أهمية قناة السويس الجديدة

قناة السويس الجديدة

إن من فوائد مشروع قناة السويس الجديدة تخفيف العجز فى الموازنة العامة للدولة من خلال دخول الإيرادات إلى البنك المركزى ، فتزداد احتياطات مصر من النقد الاجنبى فيعزز من قيمة العملة المصرية مقابل العملات الأجنبية خاصة الدولار، فضلا عن أنه يقلل ذلك من احتياجات الحكومة فى الاستدانة بسبب تخفيف عجز الموازنة، بالإضافة إلى المشروعات الاقتصادية الكبرى التى ستتم بعد توسيع القناة وتطويرها.

إعجاز مصري وليس إنجاز

قناة السويس الجديدة

إن مشروع قناة السويس الجديدة استراتيجى ويعتبر إضافة للاقتصاد القومى، حيث يعمل على توافد الاستثمارات، وهو الأمر الذي يعد مؤشرا إيجابيا وسيضيف عائدا لا بأس به فى خزينة الدولة، فلولا توسعة مجرى القناة لكان أقل مما تم تحقيقه، فهناك إضافة اقتصادية تتمثل فى زيادة العائد على رسوم العبور، غير المنطقة الاقتصادية التى سيتم انشاؤها بطول مجرى القناة، فمن خلال الاستثمارات مثل المشروعات الخدمية والإنتاجية مثل " المزارع السمكية أو الحاويات وإنشاء صناعات بحرية والتوسع فى صناعات بناء واصلاح السفن"

كل ذلك يساهم فى توفير فرص عمل جديدة ونمو فى الاقتصاد الوطنى بحيث يكون هناك مناطق صناعية جديدة وتقديم قيمة مضافة وتحقيق إنتاجية كبيرة، فمضاعفة ذلك عدد السفن المارة عبر القناة سينعكس إيجابا على حركة النقل البحرى، ومعها سترتفع حصة القناة من حجم التجارة العالمية المنقولة عبر البحار لأكثر من 30 فى المائة، ويمكن القول في نهاية الأمر أن قناة السويس الجديدة، إنجاز مصري بتكاليف ومجهود وتفكير مصري، وهي تظهر مدى كفاءة وجدارة العقلية والقيادة المصرية في الإبداع وتحقيق التنمية.