الليرة التركية.. كيف تصبح ورقة المفاوضات الجديدة مع أردوغان في سوريا
الخميس 16/أغسطس/2018 - 05:01 ص
سيد مصطفى
طباعة
اشتعلت في الفترة الماضية الأزمة الدبلوماسية بين أنقرة وواشنطن، وتصاحب معها أزمة الليرة التركية وتداعياتها على واقع الأزمة السورية، لتخلق واقع جديد يكون فيه الاقتصاد هو المحرك الأساسي للصراع القائم، وتكشف السطور القادمة أسباب الأزمة وتأثيراتها على الحروب الخارجية لتركيا.
الصراع بين واشنطن وأنقرة
الصراع بين واشنطن وأنقرة
كابان
قال إبراهيم كابان، الباحث الكردي ورئيس موقع الجيواستراتيجي، أن تركيا الآن في مرمى الضربات الأمريكية الاقتصادية بسبب تمرد أردوغان ضد أمريكا والاستقرار في حضن روسيا، وهذا ما لن تقبله أبدا أمريكا.
وأكد " كابان " في تصريحات خاصة لـ" بوابة المواطن "، أن المهلة الأمريكية لأردوغان في إطلاق صراح القس سوف تنتهي قريبا، وأردوغان في خطاب ناري يهدد ترامب، وهذا يعني ستكون العقوبات الإقتصادية القادمة كبيرة جدًا على أردوغان.
وأضاف كابان، أن الحزب الديمقراطي الكردستاني في جنوب كوردستان، أي إقليم كردستان العراق، عليه دعم الإقتصاد التركي الذي سوف يتدمر خلال الأسابيع القادمة، لأنهم حلفاء.
وأردف إنه سوف تنتهي الأزمة التركية الأمريكية على النحو التالي، وهو الرضوخ للمطالب الأمريكية، وخروج تركيا من سوريا، وقبول بالأمر الواقع الكردي في شمال سوريا.
وأوضح " كابان "أنه المطلب التركي سيكون إعطاء ضمان على أن الإقليم الكردي في شمال سوريا سوف يكون مثل إقليم كردستان العراق، حيث ثرواتها تذهب للعالم من خلال تركيا.
وبين البحث الكردي، أن الإدارة الذاتية في شمال سوريا سوف تلتف حول كل هذا وتتفق مع دمشق على الإدارة المشتركة في شمال سوريا والاعتراف الدستوري بسوريا لا مركزية، والاعتراف بالحكم الذاتي الثقافي للأكراد.
فيما قال مصطفى عبدي، الإعلامي الكردي، إن إسرائيل هي أساس نظام الدولة العميقة في تركيا، مشيرًا إلى أن كل العقوبات لا تجدي نفعها على تركيا كدولة إستراتيجية "وليس كنظام"، مضيفًا أن الأمر يقتصر على خلط الأوراق ثم ترتبها بشكل يقتضي مع مصلحة تل أبيب.
وأكد " عبدي "، في تصريحات خاصة لـ"بوابة المواطن"، أن بعض العرب لازالوا يعتقدون أن اردوغان هو الخليفة وأمير المؤمنين وسيحرر القدس لهم.
والجدير بالذكر أن الليرة فقدت نحو 40 بالمئة من قيمتها منذ بداية العام الحالي، وهو أدنى مستوى على الإطلاق حيث وقفت عند 7.24 ليرة للدولار يوم الاثنين بفعل مخاوف من دعوات أردوغان إلى خفض تكاليف الاقتراض، وتدهور العلاقات مع الولايات المتحدة.
تأثير الأزمة في سوريا
علي عيسو
قال علي عيسو، الصحفي الكردي ورئيس موقع " إيزيدينيا "، أنه شاءت الأقدار أن تنهار العملة التركية مع انهيار مشروع الانفصاليين العرب المعارضين، فسقطت المدن من سيطرة المعارضة كما تسقط الليرة التركية أمام الدولار، وأصبحت العملة في ورطة كما هي المعارضة متورطة في دمار المدن المحتلة.
وأكد " عيسو "، في تصريحات خاصة لـ" بوابة المواطن "، أن سقوط العملة التركية رافقها هروب لأحد الذين دافعوا عن الاحتلال التركي وحاولوا شرعنته بمجالس محلية في عفرين غير قادرة على حماية الأرواح والممتلكات، وكأن هذه المجالس شكلت فقط للحفاظ على حياة مؤسسيها وبضغط من الحكومة التركية، فحين سنحت لهم فرصة الفرار ذهبوا وتركوا خلفهم ماضيهم الذي سيذكره التاريخ بأقسى العبارات.
وأوضح الإعلامي الكردي، أن العالم سيشهد انشقاقات أوسع عن تركيا من قبل المعارضين السوريين، فالعملة أصبحت غير كافية لإدارة الحرب، ومن جهة أخرى فتركيا باتت تتقارب أكثر من إيران وروسيا كدولتان قادرتان على إنقاذها من المصيبة، شريطة أن تتخلى تركيا عن حصتها في الشمال السوري لصالح إيران وروسيا.
وأكد " عيسو "، في تصريحات خاصة لـ" بوابة المواطن "، أن سقوط العملة التركية رافقها هروب لأحد الذين دافعوا عن الاحتلال التركي وحاولوا شرعنته بمجالس محلية في عفرين غير قادرة على حماية الأرواح والممتلكات، وكأن هذه المجالس شكلت فقط للحفاظ على حياة مؤسسيها وبضغط من الحكومة التركية، فحين سنحت لهم فرصة الفرار ذهبوا وتركوا خلفهم ماضيهم الذي سيذكره التاريخ بأقسى العبارات.
وأوضح الإعلامي الكردي، أن العالم سيشهد انشقاقات أوسع عن تركيا من قبل المعارضين السوريين، فالعملة أصبحت غير كافية لإدارة الحرب، ومن جهة أخرى فتركيا باتت تتقارب أكثر من إيران وروسيا كدولتان قادرتان على إنقاذها من المصيبة، شريطة أن تتخلى تركيا عن حصتها في الشمال السوري لصالح إيران وروسيا.