دهاء بوتين السياسي.. سر العقوبات الأمريكية ضد روسيا وتجاهل التبعات السلبية على العلاقات الثنائية

الإثنين 27/أغسطس/2018 - 03:33 م

عواطف الوصيف

يهتم العالم أجمع بالعقوبات التي فرضتها واشنطن، ضد روسيا، والتي دخلت بالفعل حيز التنفيذ، تلك العقوبات، التي من الصعب تحديد النتائج التي من الممكن أن تحدث بسببها، وما إذا كانت ستؤدي إلى نشوب حرب باردة، بين كل من الولايات المتحدة وروسيا، وعلى الرغم من أن النتائج التي من الممكن أن تحدث بين الطرفين تكاد تبدو مجهولة ومن الصعب تحديدها، لكن هذا لا يمنع أن لهذه العقوبات فوائد أخرى، وهي العودة بضعة خطوات للوراء، ليتنا نتدارك السر وراء إصرار واشنطن على فرض سلسلة من العقوبات ضد روسيا، وسعيها أيضا لكي تدخل حيز التنفيذ.

نشاط استخباراتي أمريكي
حرصت الولايات المتحدة الأمريكية، على القيام بسلسلة من الأنشطة الأستخباراتية، في قلب روسيا، وهو ما ساعدها وتحديدا في 2016 أن تعرف بعضا من النوايا الروسية، التي كانت تسعى إلى التدخل في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، مما جعل واشنطن تقدم تحذيرات من القيام بأي عملية روسية، ويرجع الفضل إلى حد كبير إلى الجواسيس الأمريكان المقربين من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والذين نجحوا في تقديم تفاصيل حاسمة عن النوايا الروسية، وهو ما كشفته العديد من مختلف الصحف الأمريكية حينها.

الاستخبارات الأمريكية

حالة غموض

وفق لما عرف وبعد عامين فقد تم إختفاء المخبرين الموجودين في الكرملين، الأمر الذي أدى بحسب ما نشرته "نيويورك تايمز" الأمريكية إلى حالة غموض تشوب وكالة الاستخبارات المركزية والوكالات الاستخباراتية الأمريكية الأخرى، بشأن ما يخطط لإجرائه، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الانتخابات النصفية الأمريكية التي من المفترض أن تبدأ في نوفمبر، وذلك بحسب مسؤولين أمريكيين على داريه بالعمل الاستخباراتي.

إجراءات استخباراتية روسية عدوانية

بحسب ما ورد في الإعلام الامريكي، فلا يعتقد المسؤولون الأمريكيون أن الجواسيس تم اختراقهم أو قتلهم، إلا أنهم توصلوا لاستنتاج مفاده أن الأرضية اللازمة للعمل الاستخباراتي أصبح أكثر عدوانية من قبل موسكو بما في ذلك جهود مكافحة التجسس تقوم بها السلطات هناك والساعية لقتل هؤلاء الجواسيس في عمليات مشابهة لعملية تسميم الجاسوس الروسي في بريطانيا، كما يعتقد المسؤولون الأمريكيون السابقون والحاليون أن عملية طرد ضباط الاستخبارات الأمريكية من موسكو أضر بجهود جمع المعلومات.

الاستخبارات الروسية

مساع للتدخل في الشأن الأمريكي الداخلي

كشفت عن حملات سياسية خارجية تسعى للتدخل في الشأن الأمريكي، بما في ذلك عمليات اختراق تضمنت مراكز أبحاث تابعة للحزب الجمهوري بالإضافة إلى إنشاء منظمات ليبرالية مزورة على الفيسبوك، وقد حذر من الأمر كبار المسؤولين في الاستخبارات الأمريكية، بمن فيهم دان كوتس، مدير الاستخبارات الوطنية، من أن الروس عازمون على تقويض المؤسسات الديمقراطية الأمريكية، وبحسب التقديرات الأمريكية، فقد لا تزال وكالات الاستخبارات الأمريكية عاجزة عن تحديد نوايا بوتين بدقة، وما إذا كان يريد أو يسعى للتدخل لصالح طرف ضد طرف آخر، أو يتدخل فقط بهدف زرع الفوضى وتقويض الثقة في العملية الديمقراطية.

رؤية تستحق التفكير

لعل من أهم الأسباب التي تكشف عن، إصرار واشنطن على فرض عقوباتها ضد روسيا، ومساعيها لجعلها تدخل حيز التنفيذ بالفعل، دون التفكير فيما يمكن أن يحدث من نتائج، قد تصل إلى حد الحرب الباردة بين البلدين والتي من الممكن أن تؤثر على المنطقة ككل، وعلى مصالحها هي الأخرى، رؤية مدير الاستخبارات الوطنية الأمريكية دان كوتس، فقد حذر هذا العام من قيام الحكومة الروسية، وتحت قيادة الرئيس بوتين ، بتقويض الأنظمة الديمقراطية الأمريكية.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين

رؤية استخباراتية

وعند النظر لما نوهت عنه مختلف الصحف الأمريكية، فإن مختلف وكالات الأستخبارات الأمريكية، لا تعتقد أن بوتين، يفكر في تغير استراتيجيته عن تلك التي اتبعها في انتخابات 2016، بل يعتقد المسؤولون أنهم ببساطة لا يملكون نفس مستوى الوصول إلى المعلومات الصادرة عن الدائرة الداخلية للكرملين.

الكرملين

ببساطة

ما يمكن أن نستشفه الآن، أنه وبعد سلسلة المعلومات الاستخباراتية التي، قدمتها واشنطن، ووفقا لتحليل العديد من الخبراء الأمريكيون، وما توصلت له مختلف وكالات الاستخبارات الأمريكية، فل تبال واشنطن بأي نتائج من الممكن أن تحدث أو ما يمكن أن تتأثر به سلبا في علاقاتها الثنائية مع روسيا، أو ما يمكن أن يعود على المنطقة ككل، فهي تصر على عقوباتها ضد روسيا، وتسعى في جعلها تكون حيز التنفيذ بالفعل، لأنه من الصعب الوصول لما يفكر فيه أمير الدهاء والمكر السياسي، فلاديمير بوتين، أو التخمين فيما يرتب للقيام به ضد واشنطن، سواء سياسيا أو استخباراتيا.