الأم تريزا أيقونة الشهرة في العالم هل كانت قديسة خَيَّرَة أم "ملاك الجحيم"؟
الخميس 06/سبتمبر/2018 - 04:01 ص
إسلام مصطفى
طباعة
"القيمة الحقيقية للإنسان، ليس في إحساسه بنفسه، ولكن في عطائه للناس" آية من بين أسطر الإنجيل، تدل على أن العطاء وحب الخير لم يقف عند أديان، هو فقط لغة الإنسانية، فعندما تنفض عنك غبار العُنصرية تجد نفسك هائمًا بصناعة الخير، حينها فقط تشعر بلذة الحياة، على هذا النهج سارت الأم تريزا، التي يحتفل العالم بعيدها اليوم، الأم التي وهبت حياتها لخدمة الناس، فانطلقت تمد القديسة يد العون للمحتاجين، ما أهّلها إلى الحصول على جائزة نوبل للسلام، هذا هو الجُزء المُعلن من حياة الأم تريزا.
فما حقيقة نواياها السيئة وعلاقاتها السياسية المشبوهة؟ وهل هناك علاقة بين ذلك وحالة "الليل المُظلم" التي عاشتها؟
خطوات أولية في مسيرة تريزا
خطوات أولية في مسيرة تريزا
الأم تريزا
في 26 أغسطس عام 1910، استقبلت أسرة ألبانية مُتدينة، قاطنة بقرية "سوكجية" بيوغسلافيا، خبر مولد الطفلة "آغنيس غونكزا بوجاكسيو"، لم تكن تلك العائلة المُتدينة تعلم ما تُخبئه الأقدار لهذه الطفلة، التي سعدوا لقدومها، وألحقوها بمدرسة لليسوعيين في الرهبانية اليسوعية اليوغسلافية.
ومع وفاة والدها تعلقت الفتاة الزاهدة بالإيمان، بالتحديد وهي في سن العاشرة، محطات كثيرة مرت في حياتها شكلت مسيرتها في العطاء، كما جاء في سيرتها، حيثُ أنها أُرسلت إلى مدينة دبلن في أيرلندا بالتحديد عام 1928؛ لدراسة والتأهيل الديني، لم يمر سوى عام وأُرسلت إلى البنغال بالهند لتعمل في دير "لوريتو".
وكان من الطبيعي أن تدخل "آغنيس" في عالم الرهبنة عام 1931، زاهدة في الحياة وملذات الدنيا واختارت لنفسها اسم الأم تريزا، لم يمر سوى 6 أعوام وقد وهبت "آغنيس" نفسها وأصبحت الأم تريزا.
ومن هنا بدأت مسيرتها في العطاء، حيثُ حملت على عاتقها، قضية العناية والاهتمام بالأطفال المُهملين، ما دفعها إلى التخلي عن زي الرهبة، واختارت الزي الهندي الأبيض المسحوب بخط أزرق على كُمية، ذلك الذي عرفها به العالم فيما بعد، ورغم ميولها الخيرية؛ إلا أنها عندما توجهت إلى دير الرهبنة الأمريكية الذي يُقدم الرعاية الطبية والتمريض للمحتاجين، لم يُعجبهم توجهاتها.
ومع وفاة والدها تعلقت الفتاة الزاهدة بالإيمان، بالتحديد وهي في سن العاشرة، محطات كثيرة مرت في حياتها شكلت مسيرتها في العطاء، كما جاء في سيرتها، حيثُ أنها أُرسلت إلى مدينة دبلن في أيرلندا بالتحديد عام 1928؛ لدراسة والتأهيل الديني، لم يمر سوى عام وأُرسلت إلى البنغال بالهند لتعمل في دير "لوريتو".
وكان من الطبيعي أن تدخل "آغنيس" في عالم الرهبنة عام 1931، زاهدة في الحياة وملذات الدنيا واختارت لنفسها اسم الأم تريزا، لم يمر سوى 6 أعوام وقد وهبت "آغنيس" نفسها وأصبحت الأم تريزا.
ومن هنا بدأت مسيرتها في العطاء، حيثُ حملت على عاتقها، قضية العناية والاهتمام بالأطفال المُهملين، ما دفعها إلى التخلي عن زي الرهبة، واختارت الزي الهندي الأبيض المسحوب بخط أزرق على كُمية، ذلك الذي عرفها به العالم فيما بعد، ورغم ميولها الخيرية؛ إلا أنها عندما توجهت إلى دير الرهبنة الأمريكية الذي يُقدم الرعاية الطبية والتمريض للمحتاجين، لم يُعجبهم توجهاتها.
الأم تريزا
لم تحب الأم تريزا أن تظل مُكبلة في طريق العطاء، فاعتمدت على نفسها في تقديم الأعمال الخيرية والمُساعدات التي يُمكنها أن تُقدمها في حدود إمكاناتها، ويبدو أن طاقة العطاء التي حملتها الأم فتحت لها أبواب الخير، ففاض عليها الله بأموال مُحبي الخير من السيدات اللاتي اقتدين بها، فأسست جمعية "راهبات المحبة" 1950، وحملت على عاتقها هم الأطفال المُشردين والعجزة.
عطاء وتكريمات للقديسة
عطاء وتكريمات للقديسة
الأم تريزا
خدمات طبية مميزة قدمتها الأم تريزا لكل محتاج في العالم، ما دفعها إلى تأسيس جمعية "إخوة المحبة" للرهبان عام 1963، عنيت بملف المجذومين وغيرها من الأعمال الخيرية التي في الغالب كانت تدور حول تقديم الخدمات الطبية، وهذا ما دفع الكثيرين إلى انتقادها على اعتبار أن الأم لا علاقة لها بالطب فكيف لها أن تُقدم خدمات طبية، لاسيما وأن أساليبها المُتبعة في تقديم الخدمات الطبية لم ترق إلى مستوى المعايير الطبية العالمية المُتبعة آنذاك، حيثُ كانت تستخدم إبر الحق أكثر من مرة، دون تعقيمها.
لم يقف عمل الأم تريزا على دول الغرب، بل تخطت ذلك إلى القارة الآسيوية بالتحديد في لبنان، حيثُ كان لها الفضل في وقف إطلاق النار من قبل الكيان الصهيوني خلال اجتياح الأراضي اللبنانية، مما سهل المهمة على رجال الدفاع المدني لإنقاذ 37 طفلًا مريضًا حُصروا بإحدى المُستشفيات اللبنانية أثناء العدوان الصهيوني.
لم يقف عمل الأم تريزا على دول الغرب، بل تخطت ذلك إلى القارة الآسيوية بالتحديد في لبنان، حيثُ كان لها الفضل في وقف إطلاق النار من قبل الكيان الصهيوني خلال اجتياح الأراضي اللبنانية، مما سهل المهمة على رجال الدفاع المدني لإنقاذ 37 طفلًا مريضًا حُصروا بإحدى المُستشفيات اللبنانية أثناء العدوان الصهيوني.
الأم تريزا
ولم يُنكر العالم الفضل العظيم للأم العظيمة، فتقديرًا لأعمالها الإنسانية حصلت على الكثير من الجوائز والتكريمات، إلا أن أشهرها وأبرزها حصولها على جائزة نوبل للسلام عام، 1958، ولما كانت معاني الإنسانية هي الحاضرة دائمًا عند الأم تريزا، رفضت إقامة العشاء التقليدي الذي تُقيمه لجنة جائزة نوبل خلال حفل تسليم الجوائز، وطالبت بالمبلغ بغرض إنفاقه على إطعام 400 طفل هندي فقير على مدار العام.
تكريم آخر تلقته الأم تريزا عقب رحيلها بأعوام مديدة، بإعلان قداستها في الرابع من سبتمبر عام 2016، من قِبل البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، لدورها العظيم في خدمة الفُقراء.
حياة تريزا من زاوية أُخرى
تكريم آخر تلقته الأم تريزا عقب رحيلها بأعوام مديدة، بإعلان قداستها في الرابع من سبتمبر عام 2016، من قِبل البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، لدورها العظيم في خدمة الفُقراء.
حياة تريزا من زاوية أُخرى
الأم تريزا
مثلت فترة التسعينات من أشد الفترات التي لاقت فيها الأم تريزا، هجومًا شرسًا؛ بالتحديد عام 1994، وكان آنذاك الكاتب البريطاني "يستوفر هينشنز"، من أشد مُهاجميها، والذي كتب فيلمًا وثائقيًا بعنوان "ملاك الجحيم" اتهمها فيه أنها على علاقة بالديكتاتور الهايتي "جان كلود فالييه"، والممول الأمريكي "تشارلز كيتنغ"،
كان الكاتب البريطاني الشهير "كريستوفر هينشنز" والذي ارتبطت سمعته في تسعينيات القرن الماضي كأشد مهاجمي الراهبة الراحلة، ففي عام 1994، كتب هيتشنز بالتعاون مع الصحفي الباكستاني البريطاني "طارق علي" فيلمًا وثائقيًا حول الأم تريزا بعنوان "ملاك الجحيم" وهو الفيلم الذي وجه سلسلة من الانتقادات نحوها.
وبحسب دراسة كندية فإن الأم تريزا اتبعت طريقة مشكوك فيها للرعاية المرضى، فضلًا عن اتصالاتها السياسية المشبوهة، وعلاقات مشبوهة في إدارتها للأموال التي تحصل عليها، فضلًا وجهات نظرها العقائدية المُتطرفة فيما يتعلق بالطلاق والحمل والإجهاض.
أعمالها الخيرية كان ورائها دوافع خفية، وهذا الاتهام بالتحديد وجهه المدير التنفيذي للمجموعة القومية الهندوسية، "موهان باغوت" لها، تلك الاتهامات التي أثارت غضب الكثير من المسؤولين الهنود، والشعب الهندي، لاسيما وأن "باغوت" قال: "من الجيد العمل على قضايا خيرية، ولكن عمل الأم تريزا كان له دوافع خفية.. والتي تتضمن تحويل الشخص الذي تخدمه إلى المسيحية"، بمعنى أنها استغلت الخدمات من أجل نشر المسيحية، وتحويل الناس عن دينهم.
الحقيقة أن تلك الاتهامات الكثيرة الموجهة لها، تستدعي إلى أذهان المُطلع على مسيرة الأم تريزا، محاولًا فهم حياة تلك الأم التي يُقدسها أغلب العالم، مُتسائلًا هل هناك علاقة بين الاتهامات التي وُجهت لها وحالة "الليل المُظلم" التي عاشتها، لاسيما وأنه رغم تلك المسيرة العطرة التي توجتها الإنسانية ومشاعرها، كما هو مُعلن، لم تشعر الأم تريزا أنها تلك المرأة الصالحة الخيرة، بل عانت وبحسب ما ورد في كتاب "تعال كن نوري"، فإن الأم عانت طيلة 50 عامًا من "الليل المُظلم" بحسب تسمية الكنيسة، حالة من الشعور بأن الله قد تخلى عنها، أشباح الأفكار السيئة ظلت تُطاردها فدائمًا ما كانت تشعر أنها ستعاني من عذابات جهنم، هذه الحالة أجبرتها على ترك الصلاة، يبدو أن حالتها النفسية لم تكن في حالة تأهب للقاء الرب، خجلًا من نفسها التي كانت ترى أنها لم تُقدم أي شيئًا يُمكن أن تؤجر عليه، العطاء وحده هو الذي خيم على حياتها، وكان هو الهدف الأول في حياتها؛ ولذلك دائمًا استصغرت ما صنعت.
ولم يكن يعلم عن تلك الحالة التي تعيشها سوى الأسقف ومرشديها الروحيين، وتم الكشف عن مراسلاتها التي كانت تبعثها غلى الأسقف، خلال رفع ملف تقديسها إلى الفاتيكان، وتم إعلان الأم تريزا قديسة، لاقتناع القساوسة والأساقفة وبابا الفاتيكان بأنها المثل الأعلى لـ"كنيسة فقيرة من أجل الفُقراء".
كان الكاتب البريطاني الشهير "كريستوفر هينشنز" والذي ارتبطت سمعته في تسعينيات القرن الماضي كأشد مهاجمي الراهبة الراحلة، ففي عام 1994، كتب هيتشنز بالتعاون مع الصحفي الباكستاني البريطاني "طارق علي" فيلمًا وثائقيًا حول الأم تريزا بعنوان "ملاك الجحيم" وهو الفيلم الذي وجه سلسلة من الانتقادات نحوها.
وبحسب دراسة كندية فإن الأم تريزا اتبعت طريقة مشكوك فيها للرعاية المرضى، فضلًا عن اتصالاتها السياسية المشبوهة، وعلاقات مشبوهة في إدارتها للأموال التي تحصل عليها، فضلًا وجهات نظرها العقائدية المُتطرفة فيما يتعلق بالطلاق والحمل والإجهاض.
أعمالها الخيرية كان ورائها دوافع خفية، وهذا الاتهام بالتحديد وجهه المدير التنفيذي للمجموعة القومية الهندوسية، "موهان باغوت" لها، تلك الاتهامات التي أثارت غضب الكثير من المسؤولين الهنود، والشعب الهندي، لاسيما وأن "باغوت" قال: "من الجيد العمل على قضايا خيرية، ولكن عمل الأم تريزا كان له دوافع خفية.. والتي تتضمن تحويل الشخص الذي تخدمه إلى المسيحية"، بمعنى أنها استغلت الخدمات من أجل نشر المسيحية، وتحويل الناس عن دينهم.
الحقيقة أن تلك الاتهامات الكثيرة الموجهة لها، تستدعي إلى أذهان المُطلع على مسيرة الأم تريزا، محاولًا فهم حياة تلك الأم التي يُقدسها أغلب العالم، مُتسائلًا هل هناك علاقة بين الاتهامات التي وُجهت لها وحالة "الليل المُظلم" التي عاشتها، لاسيما وأنه رغم تلك المسيرة العطرة التي توجتها الإنسانية ومشاعرها، كما هو مُعلن، لم تشعر الأم تريزا أنها تلك المرأة الصالحة الخيرة، بل عانت وبحسب ما ورد في كتاب "تعال كن نوري"، فإن الأم عانت طيلة 50 عامًا من "الليل المُظلم" بحسب تسمية الكنيسة، حالة من الشعور بأن الله قد تخلى عنها، أشباح الأفكار السيئة ظلت تُطاردها فدائمًا ما كانت تشعر أنها ستعاني من عذابات جهنم، هذه الحالة أجبرتها على ترك الصلاة، يبدو أن حالتها النفسية لم تكن في حالة تأهب للقاء الرب، خجلًا من نفسها التي كانت ترى أنها لم تُقدم أي شيئًا يُمكن أن تؤجر عليه، العطاء وحده هو الذي خيم على حياتها، وكان هو الهدف الأول في حياتها؛ ولذلك دائمًا استصغرت ما صنعت.
ولم يكن يعلم عن تلك الحالة التي تعيشها سوى الأسقف ومرشديها الروحيين، وتم الكشف عن مراسلاتها التي كانت تبعثها غلى الأسقف، خلال رفع ملف تقديسها إلى الفاتيكان، وتم إعلان الأم تريزا قديسة، لاقتناع القساوسة والأساقفة وبابا الفاتيكان بأنها المثل الأعلى لـ"كنيسة فقيرة من أجل الفُقراء".