"الجماعات الإرهابية" الانقاذ عبر الإنترنت نت وخبير نفسي: هؤلاء سهل وقوعهم داخل داعش
السبت 08/سبتمبر/2018 - 08:10 م
أنهار بكر
طباعة
الجماعات الإسلامية ذات الفكر المتطرف كانت ولازالت خطراً يهدد استقرار الدول من ناحية، ومن ناحية أخرى تبعث أفكاراً وانطباعات سلبية عن الدين الإسلامي، خاصة وأن تاريخ هذه الجماعات لا يشمل ما قد يعطي عنهم أي فكرة إيجابية.
ومن المراقبة والتتبع التقليدي إلى ساحات الفضاء الإلكتروني، للتجنيد والإقناع بالأفكار الخاصة بالجماعة التي تختلف مبادئهم وقناعاتهم وفق النهج الذي يسيرون عليه، ووفقاً للتقرير الذي صدر عن الأمم المتحدة في عام 2012، أن مثل هذه المنظمات تروج إعلاناتها باستخدام عدد من الوسائط الاجتماعية من أهمها مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك وتويتر ويوتيوب" ويشير التقرير إلى أن عدم الرقابة على مثل هذه المواقع يسهل من عملية الإقناع المبدئي ومن ثَم التجنيد.
تتعدد الطرق والنهاية واحدة
تنظيم داعش الإرهابي
عادة ما كانت تسلك مثل هذه الجماعات طرقًا متعددة لإقناع الشباب بأفكارهم، كان أهمها إلقاء الدروس بالمساجد والجامعات عن طريق بعض الأساتذة والطلاب الذين يبدأون في إقناعهم بأفكارهم، وإعطائهم الكتب التي تشمل هذه الأفكار ثم تأتي مرحلة الإبلاغ بأماكن التجمع لتكون بداية الانضمام إليهم.
وإما عن طريق "المخيمات والمعسكرات" التي تبدو في ظاهرها لممارسة بعض الأنشطة الترفيهية، في حين أن أساسها يكون لبث أفكارهم المسمومة ثم انتقاء الأشخاص المتعاطفون والمتجاوبون معهم، أو عن طريق استغلال الطبقات المهمشة في صعيد مصر، أو من خلال المساهمة في سد عجز الخدمات ببعض المناطق.
لطالما اتخذ الحكام مواقف هجومية على الجماعات الإسلامية ذات الفكر المتطرف، خوفاً من أن يخيم شبح الإرهاب علي البلاد في ظل عهدهم، ولكن الرئيس السادات رأى أن الصِدام مع هذه الجماعات لا يُجدي نفعاً، فسلك درباً أخر للمصالحة معهم ولكن حادت الجماعة عن المسار الصحيح لها وسلكت درب التجنيد والتحريض مرة أخرى، وهو ما دفعه إلى إطلاق ما يعرف إعلامياً الآن باسم "اعتقالات سبتمبر".
الإنترنت أداة لنشر الدعاية الإرهابية
ومن الطرق التقليدية للتجنيد إلى ساحات الفضاء الإلكتروني حيث أصبح الإنترنت لاسيما بعد توغله بين كافة الطوائف والأعمار خاصة الشباب، أداة بالغة الخطورة لنشر الدعاية الإرهابية وإعطاء الأوامر والتعليمات لشباب لم يكن تواصلهم مع هذه الجماعات بالأمر اليسير لولا وجود الإنترنت، فقد أصبح الأسهل والأرخص والأمن في تعاملات هذه الجماعات مع المؤيدين لأفكارهم أو المُجَندين لأي فعل يتنافى مع القيم الصحيحة.
تأتي عملية الإقناع عن طريق إثارة العواطف الإيمانية، والإقناع بأن الدين الإسلامي يحتاج إلى دولة تحميه، ومن ثَم يأتي التكليف ووضعه كعضو عامل داخل التنظيم.
جمال فرويز: المضطرب النفسي.. لقمة سائغة للجماعات المتطرفة
جمال فرويز
وفي تصريح خاص لـ"بوابة المواطن" أشار دكتور جمال فرويز استشاري الطب النفسي المتخصص بجامعة القاهرة، أن العلاقة بين الإضطراب النفسي والتطرف الفكري علاقة متلازمة، فالمرض العقلي يشمل اضطراب الأفكار التي تجعل لدى الشخص قناعات غير قابلة للشك بصحة كل ما يفكر به.
وأضاف "فرويز" أن كل شخص وليد مجتمعه وثقافته وليدة ثقافة المجتمع، وأن الإنحطاط الثقافي والفكري في المجتمع جعل الشباب لقمة سائغة للمتطرفين فكرياً أو للجماعات الإرهابية،أو عُرضة للإلحاد أو أي سلوك أخر مَعيب.
وتابع حديثه مؤكداً على أن كل هذه السلوكيات أدت إلى تدهور العلاقات الأسرية والتي جعلت الشباب يرتمون في أحضان المتطرفين فكرياً، مشيراً إلى ضرورة تضافر الجهود بين الإعلام ووزارة الثقافة والقنوات الفضائية والمواقع الإخبارية للتوعية بخطورة الموقف في إطار خطة ممنهجة.