الحرب الأهلية في إدلب.. خطر يهدد مصالح تركيا في دمشق وبداية استقلال أكراد سوريا عن الهيمنة العثمانية

الأربعاء 12/سبتمبر/2018 - 02:06 م

عواطف الوصيف

تعيش تركيا حالة من الخوف والترقب بسبب العمليات العسكرية التي يقوم بها الجيش السوري، في إدلب، تلك العمليات، التي تجعل تركيا قلقة على مستقبلها وأهدافها، من إحتمالية أن يتأثر سلبا في سوريا.

مشورارت تركيا وموسكو
ما بدى من مشاورات الأستانا، أن تركيا تبذل جهودا مكثفة من أجل تجب نشوب حرب أهلية في سوريا، مع بدء مناقشات لتجنب نشوب حرب أهلية في إدلب السورية، لكن وما بدى من خلال المشاورات الأخيرة التي أجريت بين تركيا وموسكو، فلن تشهد إدلب أي شكل من أشكال الأستقرار دون مراعاة المصالح التركية.

الرئيس أردوغان وبوتين

سر تخوفات تركيا من العمليات العسكرية في إدلب

ما يبدو للجميع في المنطقة وما بات مؤكدا أيضا بعد سلسلة التصريحات التي أدلى بها من قبل ممثلي السللطة السورية والروسية أيضا، ن هناك إصرار روسي سوري على إتمام العمليات العسكرية في إدلب، وهنا يكمن الخوف التركي، فالقيام بأي عملية عسكرية في إدلب سيؤدي إلى موجة جديدة من اللاجئين السوريين، حيث أنه ووفقا لتقديرات الجانب التركي، قد يبلغ عددهم 250-500 ألف شخص، وهو العبء الذي تقلق تركيا من أن تتحمله مجددا، لذلك تقف بالمرصاد في وجه أي محاولة لإتمام أي عملية عسكرية في إدلب.

اللاجئين السوريين

تخوفات عمليات جيش سوريا ضد شركاء تركيا

من المعروف عن تركيا أن السبل التي تساعد على إتمام مصالحها في دمشق، هم شركاءها المتواجدين ومنتشرين في سوريا، لذلك تخشى السلطة التركية، من قيام الجيش السوري بأي عمليات تؤدي إلى المساس بشركاءها في سوريا، الذين يدعمون مصالحها، تحت ذريعة محاربة الإرهابيين، الذين غالباً ما تكون مواقعهم قريبة من الأماكن التي تنتشر فيها الجماعات المعتدلة، ما يهدد آلية التعاون بأكملها في إطار اتفاقيات أستانا.

الجيش السوري

شهداء على الصراع

تعد المشاورات المطولة التي أجريت بين الدبلوماسيين والعسكريين، ممن يمثلون الأتراك والروس شاهد على المخاوف الجدية للأتراك، فيما يتعلق بموقف أنقرة في الصراع السوري على المدى الطويل، وهو ما يرتبط إرتباط وثيق بالتغير، الذي من الممكن أن يطرأ على ميزان القوى في إدلب، بالإضافة إلى الإرتباط المباشر بمشاركة تركيا في تشكيل النظام السياسي المستقبلي لسوريا وانتعاشها الاقتصادي.

سيطرة تركيا على الأكراد

لا شك أنه بات واضحا مدى ضعف تأثير تركيا على الأكراد السوريين، خاصة من الجانبين السياسي والدبلوماسي، وفي نفس الوقت نجد مخاوف تركية من أن يتمكن الأكراد في سوريا، من تشكيل حكم ذاتي حاص بهم، وأن يتمكنوا من التواصل مع ممثلي حزب العمال الكردستاني" هذا الحزب الذي تعتبره السلطة التركية الكينونة الأصيلة للإرهاب، لذلك تسعى تركي لتهدئة الأوضاع في إدلب حتى لا تتيح الفرصة لعقد إتفاقيات بين أكراد سوريا وحزب العمال الكردستاني، لكي لا تضع نفسها تحت وطأة القلق باستمرار.

أكراد سوريا

الخلاصة..

ما يمكن أن نستخلصه، أن المفاوضات التي تسعى لها تركيا ودعواتها المستمرة بعدم نشوب حرب أهلية في إدلب وتحذيراتها من أن ذلك سيؤدي إلى كارثة، فهي محقة في ذلك، لكن الكارثة التي تقصدها ليس نشوب مجزرة دموية ضد الأبرياء من أبناء إدلب كما تدعي، وإنما هي تخشى من وقوع ارثة حقيقية تؤثر على مصالحها في سوريا في المقام الأول.