الإخوان والإلحاد .. فيروس يجتاح العالم برعاية أوروبية وسامح عيد: المجتمع منتكس والشباب منكسر

الأحد 16/سبتمبر/2018 - 08:01 ص

أنهار بكر

الإلحاد ظاهرة ليست بالجديدة على مسامعنا، فهي وليدة الأفكار الشاذة والخارجة على الدين الإسلامي، لم تصبح مصر الدولة الأولى عربيًا في نسبة الإلحاد إلا بعد وصول جماعة الإخوان الإرهابية لسدة الحكم، فرفعت شعارات براقة ولكنها شعارات خادعة باسم الإسلام، فكان شعارهم " الإسلام هو الحل".

ولمعرفة مدى أسباب انتشار الإلحاد في مصر خاصة بعد الإحصائيات التي أثبتت أن مصر هي الأولى عربيًا في نسبة الإلحاد، كان الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية قد صرح أن زيادة نسبة الإلحاد في مصر جاءت عقب الفترة التي تولى فيها الإخوان حكم مصر بسبب افترائهم على الإسلام وخداع الجمهور باسم الدين.

الإخوان.. أول أسباب الإلحاد

حسن البنا

على مدار4عقود عاد بهم الناس إلى الدين أكثر من ذي قبل، ولكن تبقى لدى الإخوان هدفًا أخر أهم من مجرد الوجود في المسرح السياسي، ألا وهو الهيمنة السياسية والوصول إلى كرسي الحكم، فسلك الإخوان درب التكفير فكفروا السادات واغتالوه، واستخدموا مصطلحات براقة تحت شعار الدين لجدب الشباب، ولكن في الوقت ذاته لم تنفذ الجماعة الإرهابية ما كانت تدعو إليه من خلق حميد ومبادئ إسلامية سامية.

فتزعزع الفكر والإيمان بين الشباب واتجهوا إلى الإلحاد، وبين الحين والآخر كانت الجماعة تتخذ ما يسمى "بياتًا شتويًا" لإعادة هيكلة صفوفها سرًا، فاختفى نشاط الجماعة فترة من الزمن ولكن عاد بقوة في العشر سنوات الأخيرة من حكم "حسني مبارك" وبعد قيام ثورة 25يناير سيطر الإخوان على الثورة ومبادئها.
فبدأ الترويج إلى أن سبب التخلف هو أن الحكم ما زال بغير الشريعة، فانخدع الناس بالحديث عن الدولة العادلة فحققوا الأغلبية في انتخابات الرئاسة بنسبة 75% من الأصوات في 2011.

سامح عيد: الإخوان سبب الإلحاد

سامح عيد

وفي هذا الإطار أوضح سامح عيد الباحث في شئون الحركات الإسلامية في تصريح خاص لـ"بوابة المواطن" أن التواجد ألإخواني في مصر ابتداء من حسن البنا كان بمعرفة المخابرات العالمية خاصة الألمانية لأنها كانت الأقوى آنذاك.

وأشار عيد إلى أن أحد الأسباب التي دفعت الناس للوقع بفخ الإخوان هي هزيمة 1967 والتي اتخذتها الإخوان كبداية الخيط ففي أثناء الحكم الناصري كانت مصر تسير في اتجاه العلمانية والاشتراكية.

ولكن بعد صدمة الهزيمة التي تعرض لها المصريين والتي أفقدتهم توازنهم الفكري وجعلتهم معرضين للقبول بأفكار الجماعة، فخرج التيار الإسلامي واعتلى منابر المساجد وأماكن التجمعات ليؤكدوا على أن البعد عن الدين هو سبب الهزيمة، وتوافق هذا الإدعاء مع رأي الدولة حينها لإلهاء الناس عن الأخطاء العسكرية والسياسية في ذلك الوقت، وعندما جاء نصر 1973ترسخ لدي المصريين هذا الاعتقاد الذي بثه الإخوان بداخلهم.

وتابع "عيد" قوله عن أحلك فترة مرت بها مصر في تاريخها الحديث، وقال أن الشعب قد استأمنهم على البلاد فخانوا الثقة وفوجئ الجميع بعام من الحزن والحصار والانقلاب على مبادئ الثورة، وأدرك الشعب أن الفساد تبدل من الحزب الوطني إلى فاسدين بالسبح واللحى، بالإضافة إلى داعش ومواقفها البشعة من قتل وتمثيل، والكارثة أن كل هذه الجماعات تحت غطاء الدين والشعارات المزينة بآيات قرآنية، فكان ذلك كله صدمة كبرى أدت إلى عدم ثقة الشباب بدينهم وإلحادهم فيما بعد.

لم يقتصر الأمر على الإخوان في مصر بل إن الوجود السياسي لمدعين التدين والتأسلم خطرًا كبيرًا علي الإسلام ذاته، فكانت الدعوة السلفية بمصر هي الأخرى سببًا لانحراف المفاهيم الدينية لدى الكثير من أفراد الشعب، وتغير مسارهم إلى مربع الشك في دينهم في ظل مجتمع منتكس وشباب منكسر في موجة إلحاد هي الأعتى والأقوى في العالم العربي.

وأردف حديثه قائلًا الأيدي الخفية وراء جماعة الإخوان المسلمين هي المخابرات الغربية العالمية، فقال "أول التنظيمات ما تدخل في صفقة سلاح إذن فلابد أن أعين المخابرات الغربية تكون مُسلطه عليهم" فمنذ إنشاء التنظيم الإخواني في 1937 لم تكن الجماعة بعيده عن أعين هذه المخابرات خاصة الألمانية التي كانت هي الأقوى في ذلك الوقت.

تستخدم هذه الدول الجماعات لضرب البلاد المعادية تحت مسمى الأصولية الإسلامية، وبما أن الإخوان هي الجماعة الأم التي انبثق عنها الجماعات الأخيرة الحالية فيتم استخدامها للإرهاب على مستوى العالم.

ما زال الإخوان يتحركون بكل حرية في دول العالم أجمع والجماعة لم يتم تصنيفها كجماعة إرهابية في بريطانيا ولا أمريكا ولا أي دولة أوروبية، وما زال لهم الحركة والتواجد، ففي بريطانيا يعيش إبراهيم منير القائم بأعمال المرشد الحالي، إذن فمعرفة العالم بخطرهم شيء والتعامل معهم لمصالحهم الخاصة شيء آخر، إذن فكل ذلك يأتي بالفعل تحت رعاية الأجهزة المخابراتية العالمية.